مسيرات العودة الكبرى.. إعادة “الحقّ” إلى الواجهة

التصنيفات : |
أغسطس 30, 2021 1:33 ص
جميع الحقوق محفوظة لشبكة صمود – 2021

* سلوى ونّوس

لم يكن خروج آلاف الفلسطينيين من قراهم ومدنهم يوما، خيارا، بل التاريخ والشواهد تؤكد أنهم تعرضوا لأبشع أنواع القتل والتعذيب والترهيب، فبعد عشرات المجازر بحقهم عام 1948 لم يجد من بقي حياً سبيلاً إلا النجاة بحياته، وهو ما حصل أيضاً بعد نكسة 1967.

ومن الخطأ تبنّي الرواية الكاذبة بأن الفلسطينيين (باعوا أراضيهم وبيوتهم)، بل على العكس تماما، فقد خرج الفلسطيني حاملا مفاتيح بيته والوثائق تثبت ملكيته، مؤمناً بأن العودة قريبة وأن التحرير قريب، خصوصاً مع نيل عددٍ من الدول العربية استقلالها.

لكن العودة إلى فلسطين، بقيت حلماً بعيد المنال توقظه بين الحين والآخر صرخات شبابية تزرع الأمل في نفوس هذا الشعب الصامد.

ناضل الشعب الفلسطيني وصمد وجسد ملاحماً من البطولة في الدفاع بدمه عن وطنه وقضاياه المحقة، بأساليب متعددة تراوحت بين النضال السلمي والمسلح وبين العفوي والمنظم، ومنها “مسيرات العودة الكبرى” التي استحضرت روحاً قتالية ونضالية تعود جذورها إلى زمن بعيد من تاريخ هذا الشعب الحي، الذي بدأ نضاله الشعبي منذ بداية الهجرات الأولى لليهود إلى فلسطين واستيلائهم على أراضي عدد من الفلاحين وبيوتهم، وفي عام ۱۸۸۹ عاد هؤلاء الفلاحين المقهورين وهاجموا المستوطنين بشكل عفويٍ، وبعد عام ومع استمرار هذه الممارسات، قام وجهاء المدينة أيضا بتقديم عريضة إلى “الآستانة” يطالبون فيها بمنع هجرة اليهود الروس إلى فلسطين، لكن مطالبهم المحقة لم تلقَ صدىً عند الحكام العثمانيين. (1)

وبعد انعقاد المؤتمر الصهيوني سنة 1907 ومطالبته بمباشرة النشاط الاستعماري في فلسطين على أوسع نطاق، تعددت أوجه المقاومة الفلسطينية، واستخدموا الصحف للتعبير عن رفضهم. كما أُنشئت الأحزاب والجمعيات واللجان لمنع بيع الأراضي والمظاهرات الشعبية ومهاجمة المستوطنات، لكن جميع هذه المحاولات لم توقف تدفق المستوطنين، فانطلقت على إثر ذلك الثورات المسلحة، منها ثورة البراق وثورة عزّ الدين القسام والثورة الكبرى وجميع الحروب والمعارك والانتفاضات، والتي شارك فيها ليس فقط المقاتلون المدرَّبون، بل جميع أطياف المجتمع الفلسطيني، نساءً وأطفالاً، شيباً وشبابا، وصولاً إلى “مسيرات العودة الكبرى”..

تلك الصرخة التي دوت عالياً لتعيد لمصطلح الثورة الحقيقية ألقه ومشروعيته وشرعيته، ونادت بحق شعب نصفه يعيش خارج دياره منذ أكثر من 73 عاما. وهل هناك أقدم من قضية تصفية استعمار لم تُحل إلا قضية فلسطين وشعبها الذي أصبح لاجئاً، والاحتلال يسعى، بدعم غربي، تصفية هذه القضية بجميع ملفاتها؟!

لكن هذا الشعب الذي ادّعت “غولدا مائير” أنه سينسى قضيته، انتفض في وجه المحتل، ليقول كلمته: “العودة حقّ شرعي”.

مسيرات للعودة.. بداية مسار جديد قديم

 لا قوة تثير الرعب في المحتل إلا صوت الشعب وصلابة إرادته، فكانت “مسيرات العودة الكبرى” التي امتدت من 30 آذار 2018 إلى 27 كانون الأول 2019 على طول الشريط الحدودي الشرقي لقطاع غزة، والتي هي امتداد لـ “مسيرات العودة الكبرى إلى فلسطين” أو ما أُطلق عليها أيضا “الانتفاضة الثالثة” التي جاءت تلبيةً لدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي عام 2011 من قطاع غزة والضفة والداخل المحتل، وأيضا في جميع دول الشتات، والتي طالب فيها المتظاهرون بحقّ العودة حسب قرار الأمم المتحدة رقم 194 الذي ينصّ على حقّ عودة الشعب الفلسطيني إلى القرى والمدن التي هُجِّروا منها نتيجة حرب 1948. وكان الهدف هو الانطلاق من 30 نقطة على طول حدود الدول المحيطة بفلسطين وهي: الأردن وسوريا ولبنان ومصر. (2)

 في ذكرى النكبة، اجتاز الشباب الفلسطينيون الحدود ولكن تم منعهم في مصر والأردن من قبل شرطة البلدين، وفي فلسطين واجهتهم قوات الاحتلال بالرصاص الحي، فاستُشهد وأُصيب العشرات، أما في لبنان فقد منعهم الجيش اللبناني من الوصول خوفاً على حياتهم من قوات الاحتلال المتربّصة بهم، وعلى الحدود السورية الفلسطينية، كان الزحف كبيراً فوصل الشبّان إلى الأراضي المحتلة، ودخلوا إلى مجدل شمس المحتلة، وارتقى خلال هذا الاجتياز 4 شهداءٍ واعتُقل آخرون وأُبعد الباقي.

وبسبب تردي الأوضاع الداخلية في الدول العربية والضغوطات الإسرائيلية على أطراف إقليمية وأيضا على السلطة الفلسطينية، لم تتجدد هذه المسيرات، ولكن في عام 2018 وبعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، (القدس عاصمة لإسرائيل) وقرار نقله السفارة الأمريكية إلى هناك، تصاعدت احتجاجات الفلسطينيين، فكانت البداية في قطاع غزة، حيث خرجت احتجاجات أسبوعية قبالة موقع “ناحال عوز” العسكري، شرقي حي الشجاعية، شرق مدينة غزة، وكان أبرز أحداثها، استشهاد الشاب المُقعد إبراهيم أبو ثريا، الأمر الذي دفع الشباب الفلسطينيين إلى الانتفاض من جديد ودعوة الشعب الفلسطيني للخروج في مسيرات للمطالبة بحق عودة اللاجئين. (3)

بعد شهرٍ بالضبط تم تشكيل لجنة لتنظيم المسيرات “الهيئة العليا لمسيرة العودة الكبرى” وهي مكونة من فصائل ومنظمات مدنية وعشائر ومستقلين. تم تحديد 5 مخيمات كبرى في محافظات القطاع الخمسة على الحدود الشرقية، نُصبت الخيام التي تحمل أسماء القرى المُهجّرة، وانطلقت المسيرات، التي شكلت محطة مهمة في تاريخ النضال الشعبي الفلسطيني.

العدو الصهيوني والمسيرات..

شكّلت “مسيرات العودة الكبرى” رعباً حقيقياً للاحتلال، فوفقا للكاتب الصهيوني “دافيد هوروفيتز”: “إن عودة اللاجئين الفلسطينيين دعوة لتدمير إسرائيل بالوسائل الديمغرافية، ولن تقبل أية حكومة إسرائيلية القبول بهذا المطلب، لأنه سيعني نهاية إسرائيل كدولة ذات أغلبية يهودية”. هذا الأمر يدل على مسألة مهمة وهي أن الكيان المحتل يعي تماماً أن العامل الديمغرافي هو قوة أولا، وثانيا يؤكد على الحق الفلسطيني الكامل على هذه الأرض وعودة المهجرين إلى بيوتهم وتعويضهم، علماً أن الأمم المتحدة أصدرت أكثر من 30 قراراً رئيسياً حول حقّ عودة اللاجئين الفلسطينيين منها القرار149، والتي تؤكد جميعها على حقّ اللاجئين الفلسطينيين في العودة و التعويض. (3)

لقد واجه الاحتلال الصهيوني المسيرات بالرصاص المُحرّم دوليا، لمنعها من تحقيق أهدافها، ولكنه لم يفلح بكسر عزيمة الشباب الفلسطيني، على الرغم من أن جنود الاحتلال، بحسب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، قتلوا خلال الـ 86 أسبوعاً من المسيرات، 217 فلسطينيا، منهم 48 طفلاً وامرأتان و9 رجالٍ من ذوي الإعاقة، كما أصيب 14,500 آخرين بينهم 207 أُصيبوا بإعاقة مُستدامة، منهم 149 أُصيبوا بحالة بتر لأحد أطرافهم، وقد بيّنت لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في الانتهاكات المرتكبة في تقريرها أنّ إسرائيل ارتكبت مخالفات جسيمة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني أثناء التصدي للتظاهرات بما يرقى لمستوى جرائم الحرب والانتهاكات الخطيرة. (5)

استغلال المسيرات لمكاسب سياسية ضيقة؟!

إن الاستخدام المفرط للقوة والأسلحة المحرمة دوليا من قبل الاحتلال الإسرائيلي لم يكن الخطر الوحيد الذي واجهته مسيرات العودة، بل في الوقت الذي أدّت هذه المواجهة إلى شد عضد المشاركين في المسيرات ضد المحتل، واجهت هذه المسيرات خطراً آخر كان شديد التأثير على زخمها تَمثّل في محاولة عدة جهات وفصائل، خنق أو “تملُّك” هذه المسيرات وحصاد إنجازاتها.

وبالرغم مما حصل خلال المسيرات، فإن أول جهة ادّعت أنّ فصائل المقاومة تستغل “مسيرات العودة الكبرى” لتحقيق مصالحها “الضيقة” حتى قبل أن تبدأ، هي العدو الصهيوني، حيث أرسل رسالة إلى كل سفاراته في العالم متضمنة رسائل إعلامية تحريضية جاهزة، يطلب فيها من المسؤولين والوسائل الإعلامية إيصالها للعالم، ومنها أنّ “المقاومة تستخدم المدنيين كدروع بشرية وترسلهم للموت وأنّ المقاومة تحاول تهديد أمن إسرائيل”. وبغض النظر عن التهديدات الإسرائيلية التي سبقت “مسيرات العودة الكبرى”، التحم الفلسطينيون فصائلاً وشعباً خلال الأيام الأولى، إلى غاية 16 أيار/مايو 2018 هذا اليوم الذي أعلنت فيه حركة “فتح” عن انسحابها من المسيرات وبشكل مفاجئ ومنفرد، وجاء في بيان لها “عن وصول مسيرة العودة الكبرى إلى نهايتها عبر المسيرة التي شهدها قطاع غزة يومي 14 و15 أيار/مايو 2018″، مطالبةً بتشكيل لجنة فصائلية من أجل تقييم مسيرة العودة، ومعالجة ما سمّته أخطاء ظهرت خلال المسيرات دون أن تذكرها!

في الواقع كانت مشاركة “فتح” في “مسيرات العودة الكبرى” رمزية، ولذلك لم يؤثِّر خروجها على استمرارية المسيرات، بل استمرت لعامين تقريبا، ولكن المؤكد أن حركة “فتح” تعرضت لضغوطات كي تخرج عن هذا المسار الوطني، إلا أنّ البعض اعتبر أن سبب انسحاب “فتح” هو “تبني” حركة حماس هذه المسيرات إعلاميا كونها تقع تحت سلطتها. والحقيقة أن هذه أسباب واهية وغير منطقية، فالمسيرات جمعت الفصائل الفلسطينية وهيئات من المجتمع المدني والعشائر وشخصيات مستقلة، إلا أنّه لا يمكن إغفال حقيقة أنّ هذه المسيرات، في الوقت ذاته، قدمت لحماس فرصة لإظهار  وجه آخر للحركة لم يعرفه الإعلام العربي عموماً والغربي خصوصاً وهو “المقاومة السلمية”، وهذا ما دفع بالفصائل الأخرى، للقول إنّ الحركة تستغل المسيرات لتحسين صورتها. إضافة إلى أن أطرافاً فلسطينية اعترضت على تصرفات “حماس” معتبرين أنها استغلت التغطية الإعلامية للمسيرات لتصدير صورتها “الجديدة” للعالم.

كما أن البعض الآخر اعتبر أن “حماس” عمدت إلى “تبني ” المسيرات من أجل توسيع الشرخ مع الفصائل المعارضة لها ومنها “فتح”، مستندين في ذلك إلى محاولة الحركة تضمين شعار “رفع الحصار عن القطاع” والمطالبة به، بينما كانت الدعوات الشبابية على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى الخروج في مسيرات تطالب بحق العودة دون غيره من المطالب.

وإذا ما عدنا إلى وثيقة المبادئ العامة لمسيرة العودة الكبرى، فقد شددت على أن “المسيرة حالة جماهيرية لا مركزية، تتطلع إلى مشاركة القوى كافة فيها، مع مراعاة الطابع الشعبي.. وألا تتخذ صبغةً فصائلية، ولا علاقة لها بالأجندة السياسية لأي جهة، ولا ترفع أي شعار سوى شعار العودة”. وهذا لُبّ ما أكدت عليه بعض الفصائل الفلسطينية ومنها “فتح” بينما وصفت حركة “حماس” معارضي تحركاتها بأنهم “الأصوات النشاز التي تقاطعت مع الاحتلال في تشويه صورة العمل النضالي الفلسطيني الموحد، وتضحيات الشعب الفلسطيني لكسر الحصار”. (6)

انتهت “مسيرات العودة الكبرى” بعد عامين تقريبا، بقرار من “الهيئة الوطنية لمسيرات العودة” وتم تحويلها من فعاليات أسبوعية إلى شهرية، على أن تتوقف لمدة ثلاثة أشهر، مشيرين إلى أن السبب في هذا القرار هو لضمان استمراريتها وإعادة تقييم عملها خلال الفترة السابقة، وإعادة ترتيب لجانها من أجل الانطلاق بشكل أقوى.

 في هذا السياق، تؤكد مصادر عدة أن “حماس” هي من وقف وراء هذا القرار بعد إحرازها تقدما في التفاهمات مع إسرائيل عن طريق الوسيط المصري، إلا أن حركة الجهاد أكدت أن السبب هو وحشية الاحتلال في التعامل مع المتظاهرين، فضلاً عن عدم وجود مظلة ودعم عربي لها.

اللاجئون في دول الشتات ودورهم

انتهت مسيرات العودة ولكن حلم العودة لم ينته. فالشعب الفلسطيني الذي بلغ عدده في الداخل والخارج مع نهاية 2019 وبداية 2020 نحو 13.350 مليونا، منهم 794 ألف لاجئ في الضفة الغربية، و1.335 مليون لاجئ في قطاع غزة، ونحو 150 ألفاً من أبناء 1948، وعدد الذين يعيشون في الشتات يبلغ نحو 8.990 مليون لاجئ، أي 67.4% من مجموع الشعب الفلسطيني.. هذا الشعب لن ينسى مهما اشتدت الصعاب ومهما بات الحلم بعيدا. (9)

إنّ الفلسطينيين يؤكدون وبشكلٍ يومي، على التمسك بكامل حقوقهم الوطنية والتاريخية، وأنّ المقاومة مستمرة حتى تحرير أرضهم والعودة اليها، كذلك اللاجئون الفلسطينيون في الشتات لم يكونوا يوماً بعيدين عن قضيتهم، فقد تم تشكيل عدة منظمات في الخارج، وكان أولها منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964 بقيادة أحمد الشقيري وهو لاجئ فلسطيني من مدينة عكا، وأيضاً جبهة النضال الشعبي الفلسطيني عام 1967.  كما أن للكتاب والشعراء والفنانين في الشتات، منذ بدايات النضال الفلسطيني، دور كبير في إيصال صوت فلسطين والمطالبة بحقّ تقرير مصيرها، هذا وشكلت المخيمات في الدول العربية النبض الحي لفلسطين الذي لا ينطفئ، بالرغم من دخولها أو إدخالها، رغماً عنها في فترات مختلفة، في مشاكل وأحداث تخص الدول المستضيفة، إلا أنّ الفلسطينيين فيها لم يتخلوا يوماً عن حقّ العودة إلى بلدهم، وناصروا وخرجوا في احتجاجات ضد الاعتداءات الصهيونية أو لدعم أي تحرك في الداخل المحتل أو المحاصر. كما أن العديد من المنظمات الفلسطينية الموجودة على الأرض ساهمت في تشكيل وعي الأجيال التي وُلدت في الشتات وجمعتهم، لكنّ منظمة التحرير التي وحّدت الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج في زمن ما، بهدف تحرير الأرض عبر جميع الوسائل، ارتكبت الخطيئة الكبرى بتوقيعها على اتفاق أوسلو، الذي تضمن التنازل عن 78% من أرض فلسطين التاريخية، والتخلي عن أكثر من نصف الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى التخلي عن الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني في وطنه، التي نصّ عليها الميثاق الوطني الفلسطيني لعام 1968، وحصر تلك الحقوق في هدف إقامة دولة في الضفة الغربية وغزة، كما أنّه لم يتطرّق لحقوق اللاجئين، ولا لوقف الاستيطان أو تهويد القدس، وكل ما أشار إليه تأجيل النقاش في تلك القضايا المهمة، لمفاوضات الوضع الدائم، في ما بعد!

ومن الأمثلة الكثيرة التي تدل على التحام الشعب الفلسطيني في الخارج مع قضية تحرّر بلاده، هو الدور الكبير الذي لعبته الجاليات الفلسطينية في أمريكا اللاتينية في الضغط على الحكومات المحلية للاعتراف بدولة فلسطين، وفتح سفارات أو ممثليات لها في معظم هذه الدول، وأصبحت الجاليات الآن من أكبر مناصري برنامج المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات المعروف بـ “BDS”. (10)

ختاما، ورغم أنّ المسيرات لم تدفع إلى إصدار قرار أممي جديد يدعو إلى السماح للاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم، لكنها فضحت أمام الرأي العام العالمي جرائم العدو الصهيوني بحق المتظاهرين السلميين. كما أنّها كشفت مخططات العدو الصهيوني والولايات المتحدة لتصفية القضية الفلسطينية، إضافة إلى أنها أعادت فلسطين إلى الواجهة وذكَرت العالم بحقّ شعبها في تقرير مصيره والمطالبة بعودة أبنائه إلى حضن وطنهم.

وقد شكلت مسيرات العودة مساراً جديداً في تاريخ القضية الفلسطينية، أظهر أنّ شعبها شعب لا يكلّ ولا يملّ وسيقف في وجه كل الخطط التي تُحاك ضده. كما أنّها أحيت في نفوس الفلسطينيين الذين يأسوا من الانتظار أو ساورهم الشك بأن فلسطين ستغدو شيئا من الذاكرة البعيدة.

لا يمكن لأحد التشكيك بوعي ووطنية الشعب الفلسطيني سواء في الداخل أو الخارج، ولكن لا يمكن التعويل على أي عمل يغيّر الموازين بوجود اتفاق أوسلو والانقسام الداخلي وعدم وجود تمثيل سياسي للفلسطينيين في الخارج داخل المجلس الوطني.

*كاتبة سورية

المراجع:

1- فلسطين: القضية، الشعب، الحضارة : التاريخ السياسي من عهد الكنعانيين حتى القرن العشرين، بيان نويهض الحوت:  طبعة 1991 .ص: 32

2- الانتفاضة الفلسطينية الثالثة: المعرفة. https://www.marefa.org

3- المركز الفلسطيني للإعلام: مسيرات العودة الكبرى.. القصة الكاملة 29 آذار 2019  https://www.palinfo.com/news

4- القرارات الدولية التي تؤكد شرعية عودة اللاجئين والنازحين الفلسطينيين إلى ديارهم.. https://info.wafa.ps/ar_page.aspx?id=3258

5- الذكرى الثانية لمسيرات العودة الكبرى: الغلبة للإفلات من العقاب. https://www.pchrgaza.org/ar/

6- لماذا أنهت حركة فتح مشاركتها في مسيرة العودة الكبرى؟ https://www.al-monitor.com

7- مسيرات العودة… من فكرة شبابية إلى هيئة فصائلية – العربي الجديد https://www.alaraby.co.uk  19 آذار 2019

8- مركز العودة الفلسطيني: https://prc.org.uk/ar/news/  عنوان: تقرير: نسبة اللاجئين الفلسطينيين الأعلى مقارنة بأي شعب مهجر بالعالم.

9- فلسطينيو الشتات واستيقاظ الانتماء الوطني.. https://www.alquds.co.uk

10- فلسطينيو الشتات واستيقاظ الانتماء الوطني.. https://www.alquds.co.uk


وسوم :
, , , ,