بعد اعتقال 4 من الأسرى، ماذا عن مصيرهم؟ ومن يحميهم من بطش الاحتلال؟

التصنيفات : |
سبتمبر 18, 2021 11:00 ص

* منى العمري – صمود:

18/9/2021

بعد أن احتلّ خبر فرار الأسرى الفلسطينيين من سجن جلبوع رقم “1” محلياً وعالميا، واعتُبر هزيمة واضحة بحق كيان صهيوني غاصب، تمكّن الاحتلال الإسرائيلي مجدداً من إلقاء القبض على 4 منهم من بين الـ6 الهاربين، وهم محمود ومحمد العارضة، وزكريا الزبيدي، ويعقوب القادري.

وفي الأحداث الأخيرة، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي الأخبار عن مصير الأسرى الذين تمّ اعتقالهم مجددا.

واللافت هنا، هو تفاعل الشارع الفلسطيني مع قضية الأسير الزبيدي وهو أحد الأسرى الهاربين الذي شارك بعملية حفر النفق، من سجن جلبوع، والملقّب “بقطّ الشارع” من قبل الاحتلال الإسرائيلي وذلك لفراره مرات عديدة من بين أيدي الاحتلال.

وقد تداول نشطاء ومواقع إخبارية عربية أخباراً عن تعذيب شرطة الاحتلال للأسير الزبيدي. والزبيدي هو أحد أشهر أبناء مدينة جنين، فخلال الانتفاضة الثانية، 2000-2005، كان القائد المحلي لكتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

اعتقله الاحتلال عام 2019 وكان يُمضي عقوبته في سجن جلبوع مع 5 فارّين آخرين، وجميعهم أعضاء في حركة الجهاد الإسلامي. (1)

كما نشر أخوه جبريل الزبيدي على صفحته على “فيسبوك” أنّ  زكريا تعرّض لأشدّ أنواع التعذيب، وتمّ نقله إلى المستشفى في القدس المحتلة.

وكتب جبريل الزبيدي: “إنّ جسد زكريا الزبيدي محطّم، كُسرت يداه وضُرب على رأسه ووجهه، وعُذِّب في كل أنحاء جسده بالصعقات الكهربائيّة من قبل مخابرات الاحتلال الإسرائيلي”. وأضاف عن زكريا: “حالته خطيرة جداً وهو الآن داخل الإنعاش فاقد للوعي ويتنفّس اصطناعيا”.

واللافت في الأمر، أنّ المواقع والصحف الأجنبية لم تذكر التعذيب الذي تعرّض له الأسرى فور احتجازهم وإلقاء القبض عليهم، رغم الوسم الذي تصدّر مواقع التواصل الإجتماعي بعد دخوله المستشفى وهو #زكريا_تحت_التعذيب، بل اكتفت بنقل الأخبار من وسائل الإعلام العبريّة فقط.

تفاصيل خطة الهروب

كشفت عملية الهروب عن عيوب كبيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلية، حيث أثارت سيلاً من الانتقادات مع توجيه الاتهام لمسؤولي السجن بالإهمال.

فقد هرب الأسرى من حفرة في أرضية زنزانتهم المشتركة، وحفروا نفقاً إلى الخارج، ووفقاً لتقارير إعلامية، فقد هربوا من أمام حارسة السجن النائمة، مما زاد التوتر الإسرائيلي.

أما بالنسبة لخطة الهروب التي تم تحضيرها من قبل الأسرى، وبحسب ما ذكرت قناة “12 العبرية” هي أنّ النية الأصليّة للسجناء الستة الهاربين كانت الوصول إلى جنين عندما غادروا السجن، فساروا مسافة 7.5 كلم، إلى قرية الناعورة – حيث استحموا وحلقوا شعورهم في المسجد، ومكثوا هناك أقل من ساعة.

وبعدها قرروا تغيير الاتجاه والاختباء بالقرب من المستوطنات الإسرائيلية، معتقدين أنّ فرصة اعتقالهم هناك ستكون ضئيلة. فانقسموا إلى 3 أزواج، يختار كل منهم طريق هروب مختلف، لكن في النهاية أُرهقوا بسبب التعب والجوع والانتشار الواسع لقوات الاحتلال.

وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبريّة: “إنّ الأسرى الستة لم يتلقوا أية مساعدة خارجية وعملوا دون خطة منظّمة: الطعام الذي استهلكوه في الساعات الأولى كان من السجن، وبعد الهروب تمكّنوا من شراء الطعام من محل بقالة في المنطقة، ومما ساعدهم على البقاء على قيد الحياة أيام الهروب، الحلوى وعلب العصير.

وقالت شرطة الاحتلال في وقت مُبكر من يوم السبت أنّها ألقت القبض على الأسيرين، مختبئين في مرآب لوقوف الشاحنات في بلدة أم الغنام العربية.

وقال موقع “هآرتس” الإخباري الإسرائيلي، نقلاً عن مسؤول دفاعي لم يذكر اسمه: “إنّ الزبيدي وزميله الهارب محمد العارضة كانا في الهواء الطلق لبعض الوقت”. وقال المصدر أنّ الهاربين لم يتلقّيا، على ما يبدو أية مساعدة بعد فرارهما، ولم يكن لديهما أيّ مخطط.

وفي وقت لاحق، اعتُقل سجينان آخران هما يعقوب القادري ومحمود العارضة في مدينة الناصرة العربية شمال الأراضي المحتلة الواقعة غربي بلدة أم الغنام.

وأظهر مقطع فيديو تمّ تداوله على مواقع التواصل الإجتماعي، الشرطة الإسرائيلية وهي تقيّد أحد الأسرى، وهو يعقوب القادري، في المقعد الخلفي لسيارة الشرطة وتطلب منه اسمه. كان القادري يقضي عقوبته بالسجن مدى الحياة بتهمة زرع القنابل”. (2)

مصير الأسرى الفلسطينيين بعد القبض عليهم

دعا وزير العدل الفلسطيني محمد الشلالدة، المنظمات الأمميّة والحقوقيّة في العالم، إلى إلزام إسرائيل تطبيق النص القانوني لاتفاقيات جنيف، الذي يعتبر نجاح هروب الأسير من سجن الدولة المحتلة عملاً قانونياً، ويمنحه الحصانة بهدف الحرية. وطالب الشلالدة المجتمع الدولي، بوجوب تدويل قضية الأسرى والضغط على الاحتلال الإسرائيلي لاحترام القانون، مؤكداً أنّ هذه المسؤولية دوليّة، وليست فلسطينية فقط، وفق القانون.

وشدّد على أنّ “اتفاقيات جنيف” تفرض على الدولة المحتلة التعامل مع الأسرى على أنّهم أسرى حرب، وهم مناضلون بهدف الحرية، وتُعتبر معاقبتهم في حال الهروب من السجن مخالفة للقواعد الدوليّة.

وجاءت تصريحات وزير العدل الفلسطيني بعد اعتقال إسرائيل الأسرى الأربعة، والذين تم نقلهم جميعاً إلى التحقيق دون أن يسمح لأيّ محامٍ بزيارتهم. ومنعت سلطات الاحتلال المحامين من لقاء الأسرى وأخضعتهم لتحقيق فوري. (5)

وفي السياق، بات مصير الأسرى الهاربين بعد إلقاء القبض عليهم محل استفهام وجدل كبيرين، فقد نشر موقع “واللاه” الإسرائيلي عن الخطة المقبلة الموضوعة للتعامل مع الأسرى الفلسطينيين بعد القبض عليهم، حيث أكد أنّ الأسرى سينتقلون إلى سجن في جنوب إسرائيل.

وذكر الموقع الإسرائيلي، أنّ كل أسير منهم سيُنقل إلى الحبس الانفرادي في زنازين منفصلة في أحد سجون الجنوب بإسرائيل، ولن يكون ذلك هو العقاب فقط، بل سيتم تقديم الأسرى الفارّين إلى محكمة الصلح في “ريشون لتسيون”.

كما ذكرت قناة “ريشت كان” العبرية، أنّه سيتم عرض الأسرى الأربعة الذين أُعيد اعتقالهم بعد هروبهم من سجن جلبوع، على محكمة إسرائيلية في الناصرة لتمديد اعتقالهم على ذمة الحبس الاحتياطي، ووفقاً للقناة، ستتم محاكمة الأسرى الأربعة بتهمة الهروب، وعقوبتها تصل إلى 7 سنوات إضافية لسنوات سجنهم الأصلية. (3)

لجنة طوارئ في سجن الاحتلال

أفاد مصدر مطلع من “الحركة الأسيرة” أن كافة التنظيمات والفصائل الفلسطينية في سجون الاحتلال، قاموا بتشكيل لجنة طوارئ لمواجهة قمع مصلحة السجون الإسرائيلية للأسرى كافة وأسرى الجهاد الإسلامي بشكل خاص.

وأضاف: “بالرغم من صعوبة التواصل بين السجون، تمّ تشكيل اللجنة التي تبحث البدء في إضراب مفتوح عن الطعام، سيضم في المرحلة الأولى 1500 إلى 2000 أسير من نخبة الأسرى، إضافة إلى وضع برنامج عمل لبقية الأسرى لمواجهة القمع الذي يتعرّضون له.

كما أعلنت هيئة الأسرى والمحررين الفلسطينيين أنّها كلّفت طاقمها القانوني ببذل كل جهد مستطاع لمتابعة الملف والوقوف على مصير الأسرى الفلسطينيين الأربعة الذين تمكّنت السلطات الإسرائيلية من إعادة اعتقالهم. (4)

المصادر المتعلقة:

1.         https://www.france24.com/en/live-news/20210914-palestinians-hail-israel-jailbreak-despite-recaptures

2.         https://www.timesofisrael.com/out-of-food-and-on-the-run-how-4-of-the-6-palestinian-fugitives-were-caught/

3.         الإعدام أم الحبس مجددا.. ما مصير الأسرى الفلسطينيين الأربعة بعد القبض عليهم؟

4.         بعد اعتقال 4 من الأسرى الفارين.. الاحتلال يكثف البحث عن آخر أسيرين ولجنة طوارئ موحدة لحماية الأسرى | فلسطين أخبار | الجزيرة نت

5.         وزير العدل الفلسطيني يطالب بالحصانة للأسرى وإسرائيل تمنع المحامين من زيارتهم | الشرق الأوسط


وسوم :
, , , , , , , , , ,