“صورة واحدة، مليونا إنسان: الذراع الطويلة لـ”إسرائيل” هي التي تُلحق كُل هذا الشر بهؤلاء الناس”

التصنيفات : |
أكتوبر 11, 2021 3:02 م

*ترجمات – صمود:

يجب أن تطارد هذه الصورة كل “إسرائيلي” عندما يذهب وعندما يأتي، سوف تلاحقه عندما يتردد إلى فراشه، ليُعذب ضميره،لتعكير صفو راحته.

تجمهرت حشود أمام غرفة التجارة في مخيم جباليا للاجئين في غزة في محاولة يائسة للحصول على تصريح عمل في”إسرائيل” (هآرتس، 7 تشرين الأول/أكتوبر) على المرء أن ينظر إلى تعابير الوجه، النداء، واليأس الذي بدا على وجوه كل منالمتسابقين في صف حياتهم ومعيشتهم؛ في الأوراق التي يلوحون فيها، وكأن هذه تساعدهم على تحقيق حلمهم، مع مدذراعهم إلى الأمام، كما لو أنّ يد شخص ما ستساعده في الوصول إلى الحلم.

لكن الذراع الطويلة لـ”إسرائيل” هي التي تُلحق كل هذا الشر بهؤلاء الناس، ما تزال “إسرائيل” تسيء إليهم هم وآباءهموأبنائهم منذ عقود، لا يوجد شيء مثل غزة تروي قصة الشر، من الترحيل والهروب في عام 1948، من خلال الأعمالالانتقامية والمواجهات إلى هذا الحصار الذي دام 15 عاماً، هذه هي ذراع “إسرائيل” الطويلة الحقيقية، التي تُشكّل صورتهاالأخلاقية.

الجميع ينظر في اتجاه مختلف، اليمين أو اليسار أو إلى السماء، ربما من هناك ستأتي المساعدة، الاكتظاظ رهيب، تذكّرنابصورة قائمة الانتظار بشحنات الحيوانات الحية إلى “إسرائيل”، الحزن في عيون الضعفاء والصدمة التي تثيرها إلى حدكبير، العجول مقارنة بالبشر.

هنا هم بشر غير محترمين، لقد أخذت “إسرائيل” منهم ما تبّقى من شرفهم، أفاد جاكي خوري أنّ هناك من هم على استعدادللعمل 12 ساعة في اليوم مقابل 20 شيكل، ولهذا هم منضغطون مثل الوحوش، إنها الحرب على حوالي 3000 تصريحللتجار قدمتها “إسرائيل”، ما لا يقلّ عن 300.000 باحث عن عمل يتصارعون على 3000 تصريح عمل، قد يفوز واحد منكلّ مئة.

في منطقة بلغت فيها البطالة 48٪ وبطالة الشباب 66٪ فقد للثقة بالنفس، كم كان من السهل رد كرامتهم ومعيشتهم، ردالكرامة لهؤلاء التُعساء، افتحوا غزة وأعيدوا توصيلها بالضفة الغربية، واسمحوا لهؤلاء الأشخاص بالعمل في “إسرائيل” التي”تستورد” عمّالاً من الصين.

كان حوالي نصف مليون عامل يأتون كل شهر من غزة حتى عام 2000، نشأ بعضهم هنا بين سوق هاتكفا والكرمل،وأصبحوا أصدقاء “للإسرائيليين” وبنوا حياتهم في ما كان بلد آبائهم، كانت أجمل صور حياتهم، حتى في ذلك الوقت حُشروافي طوابير عند حاجز “إيرز” منتصف الليل في طريقهم إلى العمل في “إسرائيل” وفي طريق عودتهم وقفوا كالظلال علىجانب الطريق، يحملون اغراضهم بأيديهم، لقد كان وقتاً جميلاً، كان هناك أمل.

أيها “الإسرائيليون” استمعوا لأهالي غزة..

وبحسب معطيات منظمة “مسلك” سُمح في عام 2019 لـ15000 بدخول “إسرائيل”، فقط 6٪ منهم مسموح لهم بالدخولالآن تحت أعذار “كورونا”، بعبارة أخرى: سجن الإجازات في السجون “الإسرائيلية” أكثر تواتراً.

70٪ من سكان غزة يعتمدون على المساعدات الإنسانية، وهو مكان أصبح غير صالح للسكن قبل عامين، بحسب تقرير للأمم المتحدة.

*جدعون ليفي

نُشرت في هآرتس بتاريخ 10/10/2021

ا


وسوم :
, , , , , , ,