حنني: “إستشهاد الصحافية شيرين أبو عاقلة أثبت أنّ وحدة شعبنا قادرة على ردع المحتل وحشره أمام العالم أجمع”

*خاص – صمود:

تشهد فلسطين المحتلة بمختلف ساحاتها في القدس والضفة وغزة وأراضي الـ48 وفي السجون، حراكاً كبيراً وعمليات فدائية نوعية واستنفاراً كاملاً لفصائل المقاومة وإعلان جهوزيتها في ضوء الممارسات الإسرائيلية القمعية والإجرامية بحقّ الفلسطينيين، هذه الحالة أدّت إلى حالة من التشتت لدى قادة العدو الإسرائيلي ولا سيما في التعامل مع العمليات الفدائية وتهديدات المقاومة بالجهوزية للرد على حماقة يمكن أن ترتكبها سواء في غزة أو في أي ساحة أخرى.

لتسليط الضوء على الواقع الفلسطيني في الداخل ولا سيما في الضفة الغربية، أجرى مراسل موقع صمود في الضفة المحتلة، لقاءات مع طيف من القيادات الفلسطينية للحديث عن ما يجري وكيفية الإستفادة منه للوصول إلى حالة وطنية جامعة، يكون هدفها توحيد القوى والفصائل في مواجهة العدو الإسرائيلي.. والبداية مع عضو اللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني القيادي مناضل حنني.

*“صمود”: تصاعد وتطور الأوضاع في الضفة الغربية، كيف تراها كقيادي فلسطيني؟

**حنني: “لا شك أنّ تصاعد الإعتداءات من قِبل المستوطنين وبدعم وحماية من قوات الاحتلال، وممارسات الاحتلال في القتل والإجرام ومصادرة الأراضي وطرد السكان من بيوتهم وأرضيهم وحقولهم الزراعية.. كل هذا وغيره، أدّى إلى ردة الفعل الفلسطينية والتي هي بدون أدنى شك رد طبيعي ومشروع على العدوان المستمر خاصة على المسجد الأقصى والقدس وجنين ونابلس وكل بقاع فلسطين المحتلة، فالاحتلال هو السبب والمسبّب لكل ذلك، وشعبنا وقواه لن يستسلموا وسيستمرون بالنضال والمقاومة بكل السبل والوسائل المتاحة حتى نيل حريته واستقلاله”.

“إنّ غياب وحدة الموقف الفلسطيني ووحدة منظمة التحرير نفسها يضعف الموقف الفلسطيني برمّته”

*”صمود”: موقف القيادة الفلسطينية من الأحداث، هل هو بمستوى الخطر من وجهة نظركم؟

**حنني: “بدون أدنى شك، تبذل القيادة الفلسطينية جهوداً كبيرة في ذلك، لكنّني أعتقد أنّ غياب وحدة الموقف الفلسطيني ووحدة منظمة التحرير نفسها يضعف الموقف الفلسطيني برمّته، وبالتالي يجب إعادة النظر بكل السياسات وتعزيز وحدة شعبنا، وما جرى في قضية استشهاد الصحافية شيرين أبو عاقلة أثبت للجميع أنّ وحدة شعبنا قادرة على ردع المحتل وحشره أمام العالم أجمع”.

*”صمود”: هل الواقع الفلسطيني في الإتجاه الصحيح، وكيف يمكننا المراكمة على حالة النضال الكبيرة في الساحة الفلسطينية؟

**حنني: “واقعنا ما زال متقهقراً وضعيفاً بفعل الإنقسام وغياب وحدة شعبنا وقواه كما ذكرت، وعلينا جميعا بذل جهود إضافية لتجاوز ذلك، أنا تقديري بخصوص الحالة النضالية لشعبنا أنّها ستتوسع وتتصاعد لأنّها أثبتت أنّ إرادة شعبنا ونضاله وتضحياته أقوى من جبروت الاحتلال بكل ما يملك من إمكانيات، وشعبنا مصمم على حريته مهما كلّفه الثمن، وعلى قيادة منظمة التحرير والفصائل توفير البيئة لذلك وحماية شعبنا ومناضليه”.

*”صمود”: الاحتلال يهدّد باجتياح جنين بأكملها، كيف يمكن للحالة الوطنية حماية جنين؟

**حنني: “بفضل الله ومناضلينا الأبطال تتعثر كل جهود الاحتلال في جنين ومخيّمها وقراها، ووحدة أهلنا في محافظة جنبن وكل شعبنا وقواه معها أفشلت كل مخططات الاحتلال وهذا يجب أن يستمر بل وأن يتصاعد لأنّ جنين تتعرض لعدوان خطير وما جرى مؤخراً في المخيّم وفشل الاحتلال وصمود مناضلينا، كل ذلك شكّل تحدياً أخر لأهلنا في جنين وعليهم أن يكونوا مستعدين لذلك”.

*”صمود”: ما يجري في القدس جريمة كبيرة تجاه بيت المقدس والمرابطين فيه، ما هو التحرك المطلوب سريعا؟

**حنني: “مطلوب حشد كل طاقات شعبنا وقواه وفصائله ومؤسساته في القدس وتوفير كل متطلبات صمود شعبنا هناك، وأيضاً إعلاء الصوت على منابر الأمم المتحدة لفضح الاحتلال بكل السبل والإمكانيات”.

“لا أحد يستطيع أن يجلس مع الاحتلال دون ضمانات حقيقية ومرجعيات قوية تؤدي إلى مفاوضات حقيقية تكون بحجم تضحيات شعبنا”

*”صمود”: السلطة تتحدث عن خيار العودة للمفاوضات لتحصيل الحقوق، هل ما زال هذا الأمر ممكنا؟

**حنني: “لا أعتقد أنّ هناك أية عودة للمفاوضات لأنّ الأمور وصلت لقضايا أكبر من كل ما كان مطروحاً في اللقاءات السابقة، وتقديري، لا أحد يستطيع أن يجلس مع الاحتلال دون ضمانات حقيقية ومرجعيات قوية تؤدي إلى مفاوضات حقيقية تكون بحجم تضحيات شعبنا، وأيضاً دون وقف الإستيطان والإعتداءات لا يمكن الجلوس معهم”.

*”صمود”: هل تؤسس جريمة اغتيال الصحافية شيرين أبو عاقلة لمرحلة جديدة من المواجهات مع الاحتلال، على مستوى الكلمة والصورة؟

**حنني: “نعم تؤسس لمرحلة جديدة يجب عدم التراخي فيها وأن نكون بحجمها أيضاً على الصعيدين الداخلي والخارجي، دون أن ننسى أو نغفل عن ملاحقة مجرمي الحرب من قادة الاحتلال أمام محاكم العالم ومؤسساته وأمام الجنائية الدولية، وفي نفس الوقت وهو المهم.. وقف كل الإتصالات مع الاحتلال وأية لقاءات قادمة يجب أن تكون بثمن وليست مجانية”.