في ذكرى النكبة.. تحالف القوى الفلسطينية في لبنان يدعو إلى وحدة الصف في مقاومة الاحتلال

ينشر موقع صمود البيان الذي صدر، اليوم، عن تحالف القوى الفلسطينية في لبنان، بمناسبة الذكرى الـ76 على نكبة فلسطين 1948، وجاء فيه:

يا جماهير شعبنا الفلسطيني الصابر الصامد

تأتي الذكرى الـ76 لنكبة فلسطين في ظل مرحلة خطيرة ودقيقة من تاريخ الصراع الذي يخوضه شعبنا الفلسطيني على مدى أكثر من قرن ونيف منذ قيام قوى ودول الاستعمار القديم بقيادة بريطانيا العظمى وبعدها الاستعمار الحديث بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بزرع الكيان الصهيوني الغاصب على أرض وطننا فلسطين بارتكاب العديد من المجازر والمذابح في قرانا ومدننا وتشريد الآلاف من أبناء شعبنا الفلسطيني إلى الشتات والمنافي عام الـ1948، ورغم التضحيات الجسام قام شعبنا بالهبات والانتفاضات والثورات واستطاع، طيلة سنوات الصراع في مواجهة المشروع الصهيوني، تحقيق إنجازات وطنية  كبرى في مقدّمتها الحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية والتمسك بالحقوق التاريخية الثابتة وعلى رأسها حقّ العودة إلى فلسطين، كل فلسطين، من نهرها إلى بحرها، وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني والقدس عاصمتها الأبدية، حيث لم تستطع كل المخططات التآمرية والمشاريع التصفوية الإستسلامية والاتفاقيات الكارثية وصفقة القرن المشبوهة من  كسر إرادة شعبنا ومقاومته الباسلة في كل مراحل النضال والجهاد.

يا جماهير شعبنا البطل

تمر، اليوم، ذكرى نكبة فلسطين في الخامس عشر من أيار/ مايو لعام 2024، بالتزامن مع معركة طوفان الأقصى، طوفان الأحرار، في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، الذي قامت به كتائب عز الدين القسام ومعها كتائب وسرايا فصائل المقاومة الفلسطينية الباسلة في غلاف غزة، والتي  جاءت استكمالاً لمعركة سيف القدس ومعركة وحدة الساحات وعملية ثأر الأحرار، والتي شكّلت رداً حاسماً على مؤامرة التطبيع وإتفاقيات السلام الإبراهيمي وتغوُّل الاستيطان الصهيوني في الضفة الغربية والقدس ومحاولات التهويد والانتهاكات للمقدسات الإسلامية والمسيحية وفي مقدّمتها المسجد الأقصى المبارك والاعتداءات والقتل والتدمير والأسر والاعتقال لأبناء شعبنا الفلسطيني داخل الوطن المحتل، وعلى الرغم من اصطفاف وشراكة ودعم الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب الأطلسي للكيان الصهيوني الغاصب في حرب الإبادة الجماعية على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة وعلى مدى أكثر من سبعة أشهر، إلا أنّ شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة تمكّنا من خلال الصمود الأسطوري والملاحم البطولية اليومية من كسر إرادة المحتل الصهيوني وعدم تحقيق أهدافه العدوانية وتكبُّده للخسائر الفادحة وصولاً إلى فشله بمحاولات ابتزاز المقاومة بالعدوان على مدينة رفح والمحاولات اليائسة لترتيبات اليوم التالي.

يا جماهير شعبنا الأبي

شعبنا الفلسطيني في الذكرى الـ76 للنكبة ليس لوحده في الميدان بل يقف معه دعماً ومؤازرةً بجبهات مفتوحة لدول وقوى محور المقاومة الممتد من الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى سوريا العروبة، إلى لبنان المقاوم بقيادة حزب الله، إلى اليمن المقاوم والعراق المساند، وفي السياسي يأتي دعم أحرار العالم بتحركاتهم الشعبية في المظاهرات على صعيد الدول الغربية وصولاً إلى الولايات المتحدة الأمريكية الذين يشهدون حراكات طلابية جامعية مؤبدة لفلسطين وشعبها في مواجهة حرب الإبادة الجماعية ولوقف العدوان الصهيوني الغاشم، إضافة لقرارات محكمة العدل الدولية والجمعية العامة للأمم المتحدة.

اليوم، تمكّن شعبنا بشهدائه الذين فاق عددهم الـ34 ألفاً وجرحاه الأكثر من 70 ألفاً ومفقوديه الأكثر من 10 الآف، وآلاف أسراه ومعتقليه، إضافة لتدمير كل مرافق الحياة في قطاع غزة، من إفشال وإسقاط مؤامرة النكبة الثانية بتهجير أبناء شعبنا مرة ثانية إلى المنافي والشتات.

يا جماهير شعبنا المقاوم

إنّنا في تحالف القوى الفلسطينية لعلى ثقة ويقين بأنّ وحدة الصف الفلسطيني نفرضها الوحدة الميدانية لشعبنا ومقاومتنا وعلى وحدة شعبنا داخل الوطن المحتل وخارجه على أساس المشروع الوطني الفلسطيني المرتكز على الثوابت الوطنية والحقوق التاريخية الثابتة لشعبنا في فلسطين كل فلسطين من نهرها إلى بحرها، وعلى أرضية  البرنامج السياسي المقاوم وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها على أساس الميثاق الوطني، كبرنامج كفاحي.

كما وأنّ شعبنا أمام تحدٍّ يتمثّل بالمحاولات اليائسة والمستمرة للإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني الغاصب بالعمل على إنهاء وجود ودور وكالة الغوث (الأونروا) المعنية بإغاثة   وتشغيل اللاجئين الفلسطينين وهي في نفس الوقت الشاهد الأممي الحي على نكبة اللجوء الفلسطيني والتي شهدت، بالأمس، ما  أثبتته اللجنة الأممية الأوروبية للتحقيق على بطلان وزيف الإدعاءات الصهيونية بحقّ عدد من الموظفين الفلسطينين في قطاع غزة. ومع تأكيدنا المطلق على الحفاظ على وجود بقاء هذه المؤسسة الدولية واستمرار تقديم خدماتها لجموع أبناء شعبنا في كافة أقاليم اللجوء، إلا أنّنا نرفض بعض الإجراءات والقرارات الظالمة التي تقوم بها إدارة “الأونروا” في لبنان بحقّ بعض الموظفين على خلفية انتمائهم الوطني.

كما وأنّنا في سياق موضوع الحقوق ومن خلال العلاقات الأخوية اللبنانية- الفلسطينية ندعو الدولة اللبنانية إلى إقرار وإعطاء الحقوق الإنسانية والإجتماعية لأبناء شعبنا الفلسطيني في لبنان مع التأكيد على موقفنا المبدئي والحاسم برفض  التوطين والتهجير والوطن البديل.

يا جماهير شعبنا العظيم

أنتم مدعوون بهذه المناسبة الأليمة لذكرى النكبة يوم الأربعاء الواقع في 15 أيار/ مايو 2024،  إلى الإضراب العام والشامل في كافة المخيّمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان.

النصر للمقاومة

الحرية للأسرى والمعتقلين

المجد والخلود للشهداء الابرار

قيادة تحالف القوى الفلسطينية في لبنان

بيروت الأثنين 13 ايار  2024