مخيّم جباليا الشعلة التي لا تنطفىء

التصنيفات : |
يونيو 4, 2024 6:00 ص

*حمزة البشتاوي

أُنشئ مخيّم جباليا الذي يُعتبر، أكبر مخيّم من أصل ثمانية مخيّمات للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، بعد النكبة عام 1948، وتحول إلى مخيّم رسمي تابع لوكالة الأونروا في العام 1954، ويقع بمحاذاة مدينة جباليا التي يحمل اسمها، في الشمال الشرقي لقطاع غزة، وعلى مسافة كيلومتر واحد عن الطريق الرئيسية، غزة- يافا، ويحدّه من الشمال بلدة بيت لاهيا، ومن الجنوب والغرب بلدة جباليا وبلدة النزلة، ومن الشرق بساتين الحمضيات.

وسُمي المخيّم باسم جباليا، المشتق من كلمة الجبل، ويُقال إنّ جباليا هي كلمة سريانية مأخوذة من جذر (جبلا) بمعنى الفخار والطين.

ويبلغ تعداد سكان مخيّم جباليا حوالي 120 ألف نسمة معظمهم هُجّروا قسرا، بسبب النكبة، من المدن والقرى الواقعة جنوب فلسطين، مثل اللد والرملة ويافا وبئر السبع وأسدود، ويتوزعون على 5587 عائلة.

وتبلغ مساحة المخيّم حوالي 2 كيلومتر مربع بعد أن كانت أقل من كيلومتر مربع واحد في بداية تأسيسه.

وتُشرف وكالة الأونروا على معظم الخدمات الإغاثية في المخيّم، وتدير فيه 32 منشأة تابعة لها، منها 16 مدرسة، و3 مراكز صحية، ومركز توزيع أغذية ومكتبة عامة، و7 آبار مياه، ومكتب صيانة وصحة.

عُرف مخيّم جباليا بدوره النضالي، في العمل السياسي والفدائي، منذ العام 1954، ضمن ما عّرف في تلك الفترة بجبهة المقاومة الشعبية

كما يوجد في المخيّم عدد من المستشفيات منها مستشفى الشهيد كمال عدوان، ومستشفى اليمن السعيد، ومستشفى العودة، إضافة لمركز صحة المرأة التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وتعمل في المخيّم مؤسسات أهلية تقدّم خدمات صحية واجتماعية متعددة.

وتتركز الأنشطة الإقتصادية في المخيّم، على الصيد والزراعة والتجارة، خاصة في سوق مخيّم جباليا المركزي الذي تنتشر فيه المحلات والبسطات ويُعتبر من أهم معالم شمال قطاع غزة.

وعُرف مخيّم جباليا بدوره النضالي، في العمل السياسي والفدائي، منذ العام 1954، ضمن ما عّرف في تلك الفترة بجبهة المقاومة الشعبية، وكذلك عُرف بدوره كشعلة للنضال في انتفاضة العام 1987 وانتفاضة الأقصى عام 2000.

أجبر أهل المخيّم جنود الاحتلال على الدفاع بدل الهجوم، وكتبوا في صمودهم وتصديهم للاحتلال حصة جديدة من دروس الصبر والمقاومة

وتعرّض مخيّم جباليا منذ ما قبل الحرب الأخيرة على قطاع غزة بعد معركة طوفان الأقصى، إلى الكثير من المجازر التي سقط فيها الشهداء من المدنيين، إضافة للحروب التدميربة السابقة التي طالت المباني السكنية والمؤسسات المدنية والخدماتية.

وبرز اسم مخيّم جباليا خلال الحرب التي بدأت بعد معركة طوفان الأقصى، وفقد المخيّم في الحرب الكثير من ملامحه، ولكنّه بقي بصمود أبنائه، وتصدّيهم لجنود الاحتلال، الذين يخافون من مخيّم جباليا القريب من معبر إيرز ومنطقة مستوطنات غلاف غزة، وحاول جيش الاحتلال خلال الحرب إخلاء المخيّم من سكانه، لأسباب قال إنّها عسكرية واستراتيجية، ولكنّ أهل المخيّم أجبروا جنود الاحتلال على الدفاع بدل الهجوم، وكتبوا في صمودهم وتصديهم للاحتلال حصة جديدة من دروس الصبر والمقاومة.

*كاتب وإعلامي


وسوم :
, , , , , , , , , , , , , ,