معركة سيف القدس دفنت صفقة القرن الميتة

التصنيفات : |
يوليو 25, 2021 2:26 م
جميع الحقوق محفوظة لشبكة صمود – 2021

صمود – رامي سلّوم

حاولت إسرائيل لسنوات طويلة فصل الفلسطينيين المقدسيين عن محيطهم الفلسطيني، متناسية أنهم أول من رفض الخروج وقت النكبة الأولى، مستعملة في ذلك كافة أساليب الفصل العنصرية والديموغرافية، من خلال الجدار العازل، وأساليب الفصل النفسية باستخدام ماكينتها الإعلامية والدعائية، والتركيز على جنسيتهم الإسرائيلية متناسية هويتهم الفلسطينية الحقيقية.

 وفي ذات الوقت، اشتغل العدو الإسرائيلي على تفريغ القدس من سكانها من خلال الاستيطان الجائر، ومد المستوطنات ضمن خطوط أوسلو والمنطقة (ج) وعلى كامل الأراضي، لتغيير الديموغرافيا السكانية، ومحو الأثر العربي في القدس، وهو يدرك تماما في قرارة نفسه أن بقاء العرب في قدسهم أكبر عائق لطمس القضية الفلسطينية، بل سمتهم أذرعها العنصرية بالقنابل الموقوتة ضمن الكيان المحتل.

وتشعر إسرائيل اليوم جليا بعمق الواقعة، خصوصا أنها هوجمت من سياسيين أجانب لم يتوانوا عن ذكر ماضيها الإجرامي، لتكتشف أنها كانت تقود لعبة إعلامية على نفسها، حالفها الحظ خلالها بوصول إدارة ترامب إلى الحكم والذي لم تلقَ قراراته في ما يسمى بصفقة القرن، وإقرار القدس عاصمة للكيان الصهيوني، قبولا أمميا وقت كان على رأس الإدارة الأمريكية، فيما عدا فشلها في توصيل الصورة المغلوطة عن المقدسيين إلى محيطهم الفلسطيني لينتفض هذا المحيط نصرة لهم في عملية سيف القدس، والتي شاركت فيها جميع الفصائل الفلسطينية على مختلف اتجاهاتها، لتؤكد نزوعا عاما للوحدة.

 استفاقت اسرائيل متأخرة لتكتشف أن جميع الإجراءات الماضية بحق الفلسطينيين المقدسيين ومحاولة فصلهم عن محيطهم لم تكن سوى أحلام من سراب تقبع في أذهانهم العنصرية فقط دون غيرها، وبعد استنفاذ قدراتها السياسية وإمكاناتها الدولية وغيرها في تسريع عمليات الـ”تطبيع” على ما يبدو أنه لم يتجاوز أصابع من وقعوه، من خلال الردود الشعبية اللافتة، التي أكدت على أن معركة سيف القدس دفنت ما تبقى مما يعرف بصفقة القرن التي كانت قد وصفت بأنها “ولدت ميتة”.

وتؤكد كامل التوجهات الإسرائيلية مراوغتها في حل الدولتين حيث كان عدد المستوطنين في الأراضي الفلسطينية لا يتجاوز الـ 253 ألفا، وقت التوقيع على أوسلو عام 1993، ليصل اليوم إلى ما يزيد على 750 ألف مستوطن، وفقا لإحصائيات العام الماضي، نتيجة المراوغة الإسرائيلية، والاستمرار في إنشاء المستوطنات التي أصبحت اليوم أكثر من 127 مستوطنة، و116 بؤرة استيطانية عشوائية (غير مرخصة) في الضفة الغربية و15 مستوطنة مقامة على أراضي مدينة القدس الشرقية المحتلة، بحسب دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية، والتي تستقر غالبيتها على أراضي الدولة الفلسطينية المقررة في أوسلو.

واعترفت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية، بأن وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية بلغت مستوى وصفته بالمتقدم، جعل من المستحيل التراجع إلى الوراء، أو التخلص من المستوطنات، وفقا للصحيفة.

كما نقلت الصحيفة حرفيا عن باروش غوردون، وهو مدير إحصاء المستوطنين اليهود في الضفة الغربية، أن إجلاء المستوطنات لم يعد أمرا قابلا للتحقق أمام المحاولات الدولية لتسوية النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني .

* كاتب سوري


وسوم :
, , , , ,