بعد ” سيف القدس” و”حي الشيخ جراّح”: فلسطين أولاً وأخيراً

التصنيفات : |
أغسطس 16, 2021 12:19 م

*قاسم قصير

شكّلت معركة ” سيف القدس ” دفاعا عن ” حي الشيخ جرّاح ” ومدينة القدس محطة جديدة في الصراع من أجل فلسطين وقضيتها العادلة، فهذه المعركة أعادت القضية إلى صدارة الاهتمام العالمي والإسلامي والعربي، ونجحت في تكريس معادلات جديدة في الصراع مع العدو الصهوني، وأعطت لهذا الصراع أبعاداً إنسانية وحقوقية وإعلامية جديدة لم تكن حاضرة بقوة خلال السنوات الأخيرة.

وكان للإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي دورٌ مهم في تسليط الضوء على حقوق الفلسطينيين في أراضيهم ، ونجح الناشطون الفلسطينيون من أبناء “حي الشيخ جرّاح” ومدينة القدس وأبناء الأراضي المحتلة في العام 1948 أن يلعبوا دورا مهما في شرح أحقية قضيتهم والدفاع عنها بكل الوسائل النضالية.

وبموازاة ذلك، كان لدور المقاومة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني المتواجد في كل الساحات ولكل القوى الداعمة للشعب الفلسطيني، دورٌ مهم في دعم قضية أبناء “حي الشيخ جرّاح” ومدينة القدس، وتَكرَّس شعار جديد في الخطاب الإعلامي والسياسي العربي والإسلامي: أنّ الدفاع عن القدس ومقدساتها يعادل حرباً إقليمية.

وقد شهدت مدينة بيروت  بدعوة من اللقاء الوطني اللبناني ورعاية أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله عقد مؤتمراً إعلامياً شاملاً تحت عنوان: “تجديد الخطاب الإعلامي من أجل قضية فلسطين”. وقُدّم في المؤتمر الكثير من الأفكار والاقتراحات الإعلامية من أجل مناصرة القضية الفلسطينية واستعادة حضورها إلى سلم أولويات الشعوب العربية والإسلامية وعلى الصعيدين العالمي والانساني.

ويمكن إيراد أهم النتائج التي استخلصها المشاركون في هذا المؤتمر وفي غيره من الورش الإعلامية حول القضية الفلسطينية على الصعيدين الإعلامي والشعبي:

أولا، أن القضية الفلسطينية عادت إلى صدارة الاهتمامات الإعلامية العالمية وفي الوطن العربي رغم كل الأوضاع الساخنة التي يشهدها العالم اليوم، وأنها أخذت أبعاداً جديدة إنسانية وحقوقية وسياسية.

ثانيا، أن الإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي لعبا دوراً مهماً في نقل هموم وآلام الشعب الفلسطيني إلى كل أنحاء العالم، وقد نجح الناشطون في وسائل الإعلام الجديد في اختراق كل أشكال الحصار التي تفرضها بعض إدارات مواقع التواصل الاجتماعي حول القضية الفلسطينية.

ثالثا، أن معركة “سيف القدس” وقضية “حي الشيخ جرّاح” أعادتا توحيد نضال الشعب الفلسطيني في كل أراضي فلسطين التاريخية، وأن مشاركة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة في العام 1948 شكّلت تطوراً تاريخياً وجديداً في النضال الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الصهيوني.

رابعا، أن الكيان الصهيوني يمر اليوم بأزمة تاريخية تطرح علامات استفهام جدية حول مستقبله وبقائه، وأن هذه الازمة مرتبطة، أولاً بحالة الانقسام الداخلي، وثانياً بحجم التحديات الاستراتيجية التي يواجهها، وثالثاً بتغير المقاربة العالمية للكيان الصهيوني ودوره، وبروز خطاب عالمي ينظر لهذا الكيان على أنه كيان عنصري ويمارس العنصرية والتفرقة، وقد أصبح صورة مشابهة لدولة جنوب أفريقيا خلال مرحلة النضال التي خاضها أبناء هذا البلد ضد العنصرية فيه.

خامسا، بروز معطيات استراتجية إقليمية جديدة على صعيد قوى المقاومة في المنطقة قد تسمح مستقبلا، بشن حرب شاملة ضد هذا الكيان في حال اندلعت معركة جديدة دفاعاً عن القدس، وتراجع كل مشاريع التطبيع بين بعض الدول العربية والكيان الصهيوني وسقوط صفقة القرن التي تبنتها الإدارة الأمريكية السابقة.

سادسا، إشارات جديدة حول تغير في النظرة الأمريكية الرسمية والشعبية والإعلامية تجاه الكيان الصهيوني، ويمكن أن تتطور مستقبلا، في حال تم تقديم خطاب عربي وفلسطيني جديد لمخاطبة الرأي العام الأمريكي والدولي.

وفي الخلاصة، إن معركة “سيف القدس” و”حي الشيخ جرّاح” قد أعادت فلسطين إلى صدارة الاهتمام العالمي والعربي والإسلامي رغم كل الضغوط والأوضاع الصعبة التي تعانيها شعوب المنطقة اليوم وانشغالها بقضاياها الداخلية، وعلينا أن ندرك أن مواجهة مشاكلنا الداخلية في كل قطر عربي لا يمكن أن تكون منعزلة عن الصراع في مواجهة المشروع الصهيوني المدعوم أمريكيا.

فلسطين هي الأساس وستبقى القضية الأولى لكل شعوب المنطقة والعالم.

*كاتب لبناني


وسوم :
, , , , , ,