مَنْ المسؤول الأول عن دعم غزّة.. إيران أم مصر؟!

التصنيفات : |
ديسمبر 1, 2021 1:46 م

*زين المصري

وسط حالة الدمار الكبيرة التي تعرّض لها قطاع غزّة جرّاء الأحداث العسكرية الأخيرة، والتراجع الكبير في الحالة الإقتصادية والمعيشية التي يعاني منها الغزّاويون، تتصدّر المواقع والصحف العربية، عناوين عريضة عن دعم غزّة وإعادة إعمارها. ويترافق ذلك مع تحليلات عديدة حول فكرة من المسؤول عن هذا الدعم.. مصر أم إيران؟!

يرى البعض، إستناداً إلى الدور الذي لعبته إيران في المواجهات العسكرية التي جرت بين “حماس” وجيش الكيان الإسرائيلي قبل عدة أشهر، أنّ المسؤول المباشر عن دعم غزّة إقتصادياً هو من دعمها عسكرياً بشكل علني ومباشر، والمقصود هنا إيران بطبيعة الحال، ويشيرون إلى أنّ سلوك إيران في الدعم العسكري يأتي في إطار سعيها إلى تحقيق حضور إقليمي لافت على أساس مصالحها الذاتية بعيداً عن مصلحة قطاع غزّة.

تلقى هذه الرؤية رواجاً كبيراً رغم أنّ إيران وقيادات معروفة في “حماس” تُشير إلى أنّ الدعم الإيراني للحركة، يتمثّل في الإستشارات العسكرية فقط لا غير، وقد أُعلن ذلك على لسان كل من رئيس  المكتب السياسي لحركة “حماس” خالد مشعل، ومستشار قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال سعيد محمد في تصريحات سابقة لهما.

لكن، في حقيقة الأمر، تلقّت غزّة من إيران كافة أشكال الدعم السياسي والعسكري، من صواريخ وتكنولوجيا خاصة بالأسلحة المُستخدَمة، بالإضافة إلى خبراء عسكريين ومشرفين على العمليات العسكرية والميدانية، وجاء ذلك ضمن مشروع إيران الإستراتيجي في دعم المقاومة حتى النصر.

وهذا ما يدفع بقوة للتساؤل عن دور إيران في عملية إعادة إعمار البُنى التحتية المدمرة وإعادة الحياة إلى غزّة من جديد، خصوصاً بعد تعالي أصوات الإنتقادات من داخل القطاع تجاه “حماس” وعلاقتها غير المجدية، حتى اللحظة، مع إيران.

تأتي إعتراضات الداخل في إطار، كون الوعود الإيرانية بإعادة إعمار القطاع مضى عليها وقت كبير دون أي تقدّم يُذكر، وهي بحاجة ماسة إلى ترميم قطاعات مثل المياه والكهرباء والبناء على وجه الخصوص.

يتزامن هذا مع ما قامت به مصر، مؤخرا، من خطوات عملية في مسألة إعادة الإعمار، ومحاولة إنعاش الحياة الإقتصادية من خلال فتح معبري “رفح” و”كرم أبو سالم” وما يعنيه ذلك من تلبية إحتياجات حركة البضائع من وإلى غزّة المحاصرة، بالإضافة إلى المنحة المالية المُقدمة نقداً والتي بلغت 500 مليون دولار أمريكي وغير ذلك.

يبدو حتى الآن، أنّ العلاقات بين “حماس” وإيران تعطي الأولوية للخارج على حساب الداخل، ولذلك لم نرَ حتى اليوم، أي تقدم بما يخدم مصلحة غزّة وأهلها بعد انتهاء الحرب منذ فترة، على الرغم من أنّ ملفات الداخل ضاغطة جداً على “حماس” نفسها، في حال استمرت على هذا الحال لفترات طويلة.

فهل ستقدّم إيران الدعم المادي والإقتصادي اللازم لإعمار غزّة وتحسين شروط العيش فيها مقابل الجهد المصري على هذا الصعيد؟

هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة، لأنّه من المنطقي أن يأتي الدعم الإيراني في سياق مشروع إيران الإستراتيجي المقاوم في المنطقة.

*كاتب سوري


وسوم :
, , , , , , , , , , , ,