في ذكرى يوم الأرض.. أربعة فصائل فلسطينية من دمشق تطالب بإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وسحب الإعتراف بالعدو الصهيوني

التصنيفات : |
مارس 29, 2022 7:07 ص

صمود – دمشق:

بمناسبة يوم الأرض نظّمت فصائل الجهاد الإسلامي، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والصاعقة، مهرجاناً خطابياً كبيراً في مخيّم اليرموك بدمشق بحضور شعبي ورسمي كبير، أصدرت في ختام فعالياته بياناً من سبع نقاط يدعو إلى سحب الإعتراف بكيان الاحتلال الصهيوني وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطيني وتأسيس مجلس وطني جديد لكل الفلسطينيين تشارك فيه كافة قوى المقاومة ومؤسسات المجتمع الفلسطيني دون استثناء، وبناء جبهة مقاومة وطنية وعربية لمواجهة الاحتلال وممارساته العدوانية ضد الشعب الفلسطيني.

مراسل موقع “صمود” في دمشق حضر فعاليات المهرجان وإلتقى عدداً من القيادات الفلسطينية:

أبو مجاهد  

 قال منسّق الساحة السورية في حركة الجهاد الإسلامي إسماعيل السنداوي: “إنّ فصائل المقاومة الفلسطينية وشعبنا الفلسطيني في المخيّمات في سوريا يقيمون هذا المهرجان في ذكرى يوم الأرض الذي سقط فيه شهداء وجرحى دفاعاً عن تهويد الجليل والمثلث، للتأكيد على التمسّك بالهوية والأرض الفلسطينية”.

مبيناً أنّ “شعبنا الفلسطيني في الشتات عندما يحيي هذه الذكرى يؤكد أنّ الشعب الفلسطيني واحد موحّد وأنّه يريد العودة إلى فلسطين كل فلسطين، ويريد تحرير كل فلسطين وهذا إصرار من شعبنا ومن فصائل المقاومة الفلسطينية على ضرورة إعادة وبناء منظمة التحرير لتكون بيتاً للشعب الفلسطيني، وممثلاّ له ولإعادة الإعتبار لميثاق منظمة التحرير الفلسطينية، هذا الميثاق الذي تمّ شطب بنود منه عام 1998”.

صرخة في مواجهة التنازلات

وعلّق عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو علي حسن على المهرجان: “هو تعبير عن تضامننا مع شعبنا الفلسطيني في الأرض المحتلة لا سيما في يوم الأرض المجيد، أردنا أن يكون هذا المهرجان في مخيّم اليرموك لما له من رمزية أولاً تجاه عودة شعبنا إلى مخيّم اليرموك، وثانياً أن يكون للشتات دور في حقّ العودة إلى كامل أرضنا الفلسطينية سواء في 48  أو الضفة أو القطاع، وأن يقف مع نضالات شعبنا الفلسطيني أينما كان في الداخل والشتات، كما أردنا من المهرجان أن يكون صرخة في مواجهة أي تنازلات فلسطينية تجاه الكيان الإسرائيلي، صرخة من أجل تحسين مسار منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة بنائها على أساس الإلتزام بميثاقها الوطني الفلسطيني”.

الأرض محور الصراع

من جانبه، قال عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة أبو عماد رامز مصطفى: “لقد شكّل يوم الأرض الخالد حدثاً مهماً ومضيئاً في تاريخ الشعب الفلسطيني ونضاله الوطني، لما تركه من أثر في بلورة الشخصية الوطنية لشعبنا، وبالتالي فقد صاغ رؤية كفاية وطنية جامعة لعموم شعبنا على أرض فلسطين التاريخية عام ١٩٤٨، وشكّل فشلاً ذريعاً في صهر الفلسطينيين في مجتمع المستوطنين الصهاينة، وجاء ليؤكد على حقّ شعبنا المشروع في المقاومة طالما المحتل جاثماً على أرضنا، ويواصل عدوانه المجرم والمفتوح والمتمادي، ويحول دون عودته إلى دياره التي هُجِّر منها قسراً وكشف طبيعة المشروع الصهيوني الهادف إلى صبغ فلسطين بما يُسمّى “الدولة القومية للشعب اليهودي””.

وأضاف أبو عماد: “مهما طال أمد الاحتلال ستبقى الأرض محور الصراع مهما حاولوا خفض سقفه وتحويله إلى نزاع وفق إتفاقيات أوسلو. واليوم، من خلال هرولة  المهرولين للتطبيع مع الكيان ونسج التحالفات معه”.

مؤكداً أنّ “معركة الأرض التي بدأت في ٣٠ آذار/مارس ١٩٧٦ لن تنتهي، فهي متواصلة في مواجهة مخططات العدو الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية، مبيناً أنّ اليوم ونحن نُحيي الذكرى ٤٦ ليوم الأرض علينا التدقيق بمجريات الأحداث وتطوراتها دولياً وإقليمياً بما يؤكد أنّ تباشير النصر قد لاحت على أرض سوريا وفي فلسطين ولبنان واليمن والعراق وإيران. ومن ثم على المسرح الدولي حيث عالم جديد يُنهي حقبة التفرّد الأمريكي وغطرسة وجبروت الولايات المتحدة، لصالح عالم متعدد الأقطاب، كل ذلك سيكون لصالح محور قوى المقاومة حتما، على حساب المزيد من تعميق المأزق الوجودي للكيان الصهيوني”.

دعوة صريحة للوحدة

بدوره، عبّر رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية – الإيرانية الدكتور محمد البحيصي عن أهمية الحدث بالقول: “نُحيي هذا المهرجان في ذكرى يوم الأرض الـ46 الذي سطّر فيه أبناء شعبنا الفلسطيني في الجليل والنقب موقفاً مجيداً معبّراً عن الهوية الوطنية المتجذّرة والتي لم تبرح هذا الجسم الفلسطيني الحي والواعي وصاحب البصيرة، وقد رأينا يوم الأرض يتجدّد كل عامٍ فعلاً مقاوماً وصموداً وانتماءً لهذه الأرض، وقد تجلّى هذا الأمر في معركة سيف القدس التي كانت بحقّ وحقيقة إمتداداً ليوم الأرض الفلسطيني، حيث عاشت الأرض الفلسطينية في عام 48 أياماً مجيدة وهي تحاول أن تخرج من شرنقة الاحتلال وتكسر أدوات أسرلته ويهوديته التي يحاول العدو أن يمارسها”.

وختم البحيصي: “نحتفل اليوم، تحت عنوان إستعادة منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة بنائها على أسس من برنامج الميثاق الوطني واستنكاراً لمواد الميثاق التي تمّ شطبها وحذفها في سياق إتفاقيات أوسلو المشؤومة وهي دعوة صريحة ليتوحّد الشعب الفلسطيني على المقاومة، إذ لا سبيل أمام هذه الشعب بعد انسداد كل الطرق وبعد سقوط وهم التسوية مع العدو الصهيوني إلا أن يدخل في أتون المقاومة الشعبية الكفيلة بإستعادة الحقّ الفلسطيني”.

البيان الختامي للمهرجان

وفي ختام أعمال المهرجان وزّعت الفصائل المنظِّمة للمهرجان بياناً حيّت فيه يوم الأرض ونضالات الأسرى في سجون الاحتلال، مشدّدة على أنّ “قوى العمل الوطني وقوى شعبنا الحية تؤكد رفضها المطلق لعلاقات السلطة مع الاحتلال وتدعو إلى تجديد النضال الضاري ضد المحتل وجنوده ومستوطنيه، وتعلن أنّ المقاومة هي طريق الخلاص من الاحتلال وطريق الإنتصار وعليه تطالب القوى والفصائل الوطنية بالتالي:

أولا، سحب الإعتراف بالكيان الصهيوني رسمياً ونهائياً من قبل م.ت.ف وهيئاتها الوطنية والتنفيذية.

ثانيا، الإعلان الواضح والصريح بإلغاء إتفاق أوسلو، وعدم الإلتزام بكل مترتباته السياسية والإقتصادية والأمنية.

ثالثا، تؤكد هذه القوى والفصائل على البدء في إعادة بناء وإصلاح م.ت.ف عبر تأسيس مجلس وطني جديد توحيدي للكل الفلسطيني، تشارك فيه كافة قوى المقاومة ومؤسسات المجتمع الفلسطيني وعلى رأسها حركتي حماس والجهاد كمكوّنين للمقاومة الفلسطينية، والتجديد في عضويته ومؤسساته وطرق وآليات اختيار العضوية في الداخل والشتات بالإنتخاب حيثما أمكن والتوافق.

رابعا، إنّ هذه القوى والفصائل تؤكد على أنّ م.ت.ف هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني بميثاقها الوطني الذي يؤكد أنّ فلسطين هي وطن الشعب الفلسطيني العربي وهي جزء لا يتجزأ من الوطن العربي الكبير.

خامسا، تؤكد هذه القوى والفصائل على إنهاء الإنقسام فوراً على طريق توحيد الشعب الفلسطيني على أسسٍ كفاحية وديمقراطية.

سادسا، تؤكد هذه القوى والفصائل على الحاجة إلى بناء جبهة مقاومة وطنية ضد الاحتلال لمواجهة السياسات العدوانية الاحتلالية.

سابعا، تدعو هذه القوى والفصائل إلى تشكيل جبهة عربية مقاومة للتطبيع في كافة أرجاء الوطن العربي.

وأُلقيت خلال المهرجان العديد من الكلمات لمسؤولين ورجال دين فلسطينيين من الداخل والشتات، وسوريين ولبنانين، شدّدت جميعها على أهمية توحيد الصف الفلسطيني ونبذ الخلافات ووقف مسار المفاوضات العبثية مع الاحتلال والعودة إلى الميثاق الوطني الفلسطيني، وأنّ المقاومة هي السبيل الوحيد لتحرير فلسطين وإستعادة كامل الحقوق وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.


وسوم :
, , , , , , , , , , , , , , ,