فوضى الصرف الصحي في البرج الشمالي يُهدّد صحة اللاجئين

التصنيفات : |
أبريل 4, 2022 2:08 م

*خاص – صمود:

يفتقر مخيّم البرج الشمالي إلى التخطيط التوجيهي العام لبناء المنازل الذي يخضع لرؤية ومزاجية أهالي المخيّم أنفسهم، ويقوم على أساس إجتهادات شخصية في التخطيط والتصميم والبناء.

وهذا ما أوجد مشكلة في شبكة الصرف الصحي بشكل واضح، حيث تمتد أنابيب الصرف الصحي من المنازل وتتصل بشكل عشوائي بخط الصرف الصحي الرئيسي الذي يمتد بدوره من وسط المخيّم إلى مدخله، ومن ثم إلى خط الصرف الصحي الرئيسي التابع لبلدية بلدة البرج الشمالي.

إنّ غياب التخطيط الصحيح وغياب مراقبة مدّ أنابيب الصرف الصحي من المنازل، سمح بدخول الفئران والجرذان والحشرات من خلال أقنية الصرف الصحي إلى البيوت، إضافة إلى انسداد بعضها شتاءً وطوفان المياه الآسنة من مجاريها إلى الشوارع، ما يستدعي التنظيف الدوري ورش المبيدات الحشرية للقضاء على الحشرات والقوارض، وهذا لا يتمّ حالياً بسبب إنخفاض خدمات وكالة الأونروا.

يقول أحد سكان المخيّم مصطفى دخلول: “إنّ البنى التحتية مبنية بطريقة هندسية عشوائية وغير مدعّمة بالحديد، وبسبب الحركة على أرضيات الشوارع، وعبور الدراجات النارية، تتاثر أنابيب الشبكة ويؤدي ذلك إلى انهيارات فيها، وكسر عدد من أغطية المجارير (الريغارات)، ما يُخلّف حُفراً في الشوارع.”

وبسبب إحدى هذه الحُفر وغياب الإنارة والإضاءة، تضرّرت سيدة من أهالي المخيّم، إذ وقعت في المجرور، أثناء عبورها في الشارع مساء. كما وقع في الحفرة ذاتها أيضا، شاب آخر كان مارّاً بدراجته النارية.

وفي حديث إلى أحد أعضاء بلدية البرج الشمالي (طلب عدم ذكر اسمه)، أكد على أنّ هناك بعض الأماكن في المخيّم تعاني من مشكلات بالشبكة، ونتيجة عدم الصيانة الدورية تزداد المشكلات كل عام. في الحقيقة، الشبكة متروكة على حالتها، وإذا حدث طارىء تتمّ معالجته ولكنّ المعالجة لا تكون جذرية.

ويضيف: “تشهد بعض الأماكن تداخلاً ما بين شبكة الصرف الصحي للمخيّم وشبكة الصرف الصحي لبلدة البرج الشمالي ما يوجِد صعوبة في المعالجة وخصوصاً عند بعض السواتر، كما نشهد تداخلاً أيضاً ما بين شبكة الصرف الصحي وشبكة مياه الخدمة وذلك بسبب ضيق أزقة المخيّم”.

ويؤكد: “إنّ تداخل الصرف الصحي ومياة الخدمة يؤدي إلى انبعاث الروائح الكريهة في بعض الأماكن، وإلى تلوّث مياه الخدمة وتكاثر الجرذان والصراصير في الشبكة ووصولها إلى المنازل بكثرة. أما بالنسبة للبلدية، فلا إمكانية للمساعدة ومعالجة المشكلة بسبب الأوضاع الراهنة من ناحية، ومن ناحية أخرى، لأنّ الأونروا -وهي الجهة الوحيدة المسؤولة عن المتابعة- لا تمتلك إستراتيجية للتعامل مع هذه المشكلة المتفاقمة، والتي تُهدّد صحة اللاجئين في مخيّم البرج الشمالي. كذلك، على ما يبدو فإنّ أوضاع اللاجئين ومشاكلهم المتعددة في واد، واللجنة الشعبية للمخيّم في وادٍ آخر”.


وسوم :
, , , , , , , , ,