الصحافة العبرية بعد عملية شارع ديزنغوف الفدائية: “أمن الإسرائيليين في خطر”

التصنيفات : |
أبريل 11, 2022 7:35 ص
“يديعوت أحرونوت” نشرت كاريكاتيراً يظهر توقّع الجهات الأمنية لما هو قادم

*خاص – صمود:

في الوقت الذي كانت الأنظار تتجه للحديث عن الإهتزاز الكبير الذي حلّ بالإئتلاف الحكومي بقيادة رئيس وزراء كيان الاحتلال نفتالي بينيت على خلفية إنسحاب النائبة عيديد سيلمان منه، وإحتفالات المعارضة بقيادة بنيامين نتنياهو به، جاءت العملية الفدائية في شارع ديزنغوف في مدينة يافا المحتلة “تل أبيب” حاليا، لترخي بظلالها على واقع الكيان في ظل إستمرار العمليات الفدائية على الرغم من كل الإجراءات التي اتخذتها سلطات الاحتلال لمنعها، حيث سلّطت الصحافة العبرية في إفتتاحياتها، في اليوم التالي للعملية، على الخطط والبرامج التي يجب على المسؤولين اتخاذها لوقف العمليات، حيث طالبت إفتتاحيات الصحف إلى الإنتقال من الدفاع إلى الهجوم لردع ما يجري.

حرب إستقلال ثانية

ففي صحيفة “إسرائيل اليوم” كتب أرئيل كهانا مقالاً بعنوان: “الإنتقال من الدفاع إلى الهجوم” قال فيه: “ليس هاماً لأي تنظيم ينتمي المُخرّب أو المُخرّبون. كما أنّه لا يغيّر في الأمر من شيء إذا كانوا جاءوا من داخل الخط الأخضر أم من خارجه. ما حصل هذه الليلة في تل أبيب، بالضبط مثل الهجمات في بني براك، في الخضيرة وفي بئر السبع هو محاولة من العرب سكان البلاد قتل اليهود. هدف القتل، مهما بدا هذا بلا أساس، هو طرد اليهود من بلاد “إسرائيل”، وعلى طريقة الإرهابيين – فرض الرعب أيضا”، مضيفا: “من المهم أن نعرف المشكلة على نحو صحيح وألا نتملّص من الحقيقة. إذا وقعنا في الوهم بأنّ الإرهابيين هم “متطرفون يريدون أن يشوّشوا روتين الحياة” على حد قول وزير كبير في الحكومة، فلن يكون ممكناً توفير الجواب الصحيح..، فالمطلوب عمل جذري في قلب مراكز العنف التي يأتي منها المهاجمون. ونشدد هنا على أنّ قلة من بين السكان العرب تؤيد القتل، وعدد أصغر من ذلك بكثير من الأشخاص يُنفّذونه. في مراكز الإرهاب الأولى التي ستعاني منه في حياتها اليومية هم السكان العرب أنفسهم”، مبينا: “أنّ “إسرائيل” ملزمة أن تنتقل من الدفاع إلى الهجوم الساحق. وهذا يعني أن نبدأ على الفور في حملة منهجية واسعة النطاق لجمع السلاح غير القانوني، في كل البلاد. حتى لو كان هذا يعني “حرب إستقلال 2″ – لا مفر منها، إذ أنّ سرطان الإرهاب والعنف يتفشّى منذ الآن في كل المنطقة، وأن نعود إلى القيم الأساس للصهيونية. بدلاً من تجفيف بلدات السامرة ويهودا، يجب تحرير كتل ضخمة من البناء اليهودي. هذه هي الرسالة الوحيدة التي ستنجح”.

توقيت حساس

وفي “إسرائيل اليوم” أيضاً كتب يوآف ليمور مقالاً بعنوان: “لم يتبقَّ لـ”إسرائيل” خيارات: مطلوب خطوات ردع هامة” أكد فيه أنّه “لما كانت التجربة المعروفة التي تفيد بأنّ عملية تتلو عملية، وكل عملية تُنفّذ تمنح إلهاماً لمُنفّذي العملية التالية، ستكون حاجة الآن إلى خطوات ذات مغزى أكثر بكثير لأجل تقليص الخطر ومحاولة خلق ردع كبير قدر الإمكان”، مضيفا: “دولة كاملة جلست أمام التلفزيون وشاهدت العملية بالبثّ الحي والمباشر. مطاردات في الشوارع وراء مخربين، صور جرحى، موجات شائعات، إحساس متعاظم من الغضب والقلق ومطالبة بالحل.

هذه العملية جاءت في توقيت حساس على نحو خاص. ليس فقط لأنّ المكان والزمان الفوري – تل أبيب، المليئة بالمتنزهين، في مساء يوم الخميس، الذي هو أيضا اليوم الأول لإجازة الفصح – بل أيضا بسبب السياق الأوسع: عشية صلاة يوم الجمعة الأولى من رمضان، قبل أسبوع من عيد الفصح المسيحي، وبينما تبذل “إسرائيل” كل ما في وسعها كي تصدّ موجة الإرهاب الحالي، في ظل المحاولة لعدم اتخاذ أعمال جماعية، مؤكداً “حتى أمس كان يخيل أنّ هذا الجهد يعطي ثماراً أيضا. الجيش والشرطة أغرقا الميدان بالقوات. والشاباك ركّز أعماله – ونجح في إحباط بضع عمليات قبل لحظة من ضربها لـ”إسرائيل”. على هذه الخلفية أيضا قرّرت القيادة السياسية تبنّي توصية محافل الأمن بالسماح لرمضان بأن يكون كالمعتاد؛ التسهيلات الإقتصادية وحرية الحركة التي ضمنت للفلسطينيين خططاً لأن تُنفّذ، وكذا تقييد الدخول للصلاة في الحرم كان يفترض أن يكون في الحد الأدنى فقط”.

موضحاً أنّه “سيتركز الجهد الأساس بطبيعة الأحوال على الضفة وشرقي القدس وسيترافق وتكثيف قوات إضافية ويحتمل أيضاً بخطوة إمتنعت عنها “إسرائيل” حتى الآن في كل موجات الإرهاب في السنوات الأخيرة – الإغلاق التام. في خطوة كهذه يوجد أيضاً خطر بنيوي لأنّ التخوف من أنّ تقليص رزق الفلسطينيين من الضفة من شأنه أن يؤدي ببعضهم إلى أعمال متطرفة”.

العمليات القادمة بالحومات والمسيرات الفتاكة

وفي صحيفة “معاريف” كتب ران أدليست مقالاً تحت عنوان: “إنتفاضة إلى الأبد”  جاء فيه: “يقولون أنّ موجة أخرى في الطريق إلى إنتفاضة ثالثة. وكأنذه منذ حرب الأيام الستة لا تقع هنا إنتفاضة واحدة، متواصلة. مشفق بعض الشيء أن نرى رئيس الوزراء نفتالي بينيت يقف على الشاطئ أمام البحر العاصف ويدعو إلى “كسر الأمواج”. قتلى الموجة الأخيرة، عرباً ويهودا، أدخلت ملفاتهم بترتيب رائع في الجوارير الخفية للذاكرة الجماعية لأجل إخلاء مكان لموجة أخرى، هي أيضاً تحمل عنوانا”، مضيفا: “لكل موجة تنظيم “إرهابي” خاص بها. ذات مرة كان أولئك م.ت.ف، فتح، أيلول الأسود، الجبهة وما شابه. أما اليوم فهؤلاء هم رسل حماس، والجهاد.. وإيران بالطبع. وهم دوماً تسلحوا بوسائل قتالية هجومية. سكاكين، قسامات، غرادات، قذائف هاون، عبوات، إطلاق نار، بالونات، حوامات، عمليات الهام، عمليات أفراد، عمليات إنتحارية وعمليات ثأر. الإختلاف اليوم هو أنّه انتهت فترة نقل الحرب إلى أرض العدو والإرهاب ننتصر عليه في “إسرائيل” ذاتها. المشكلة هي الثمن والمنفعة”.

مبيناً أنّ “تصفية المُنفّذين الثلاثة في نهاية الأسبوع الأخير بين جنين وعرابة كانت عملية حيوية نجحت. المعضلة هي أنّه إذا كان التعاون بين الشاباك واليمم مهما كان ناجحا، هو الحل، أم علاج مواز في الجذر لأجل منع حرب أبدية. اليوم، بعد أن وضعنا جندي وشرطي في كل زاوية شارع فإنّ مؤيّدي حماس وإيرانيين يتجولون في سوريا ولبنان، نحن مدعوون لأن نكون متفاجئين قبيل المرحلة التالية: حوامات إنتحارية أو مسيرات فتّاكة موجّهة بالجي.بي.اس. هذه كفيلة لأن تكون تتركب في قبو بيتي أو معمل تحت الأرض، تُكلّف بضع عشرات – مئات في أقصى الأحوال– من الدولارات، وتنزل تلقائياً على الهدف. وماذا عندها؟ نعترض عشرة وتنفجر إثنتان؟ فتقنيات الإرهاب تتغيّر، لكنّ النية واحدة: أنزلوا اليد عن رقبتنا، وإلا فإنّنا محكومون، يهوداً وعرباً على حد سواء، بإنتفاضة إلى الأبد. كما كُتب في توراتنا “كلما عذبوه، إزداد وانطلق””.

وعرج كاتب المقال على موضوع الإرادة السياسية في الكيان مؤكداً أنّ “مدى القتال قررته الحكومات السابقة. هذه الحالية، قسم منها على الأقل، مقيدة أو مؤمنة بسياسة الحكومة السابقة. من يعبر بوضوح وصراحة طول، عرض وسياسة الحكومة السابقة هو يورام كوهن رئيس الشاباك السابق. من ناحيته (في مقابلة مع برنامج “عوفدا”) “لا يوجد أي سبيل لأن يجري مع “العرب” حواراً على التسوية… ليس لنا شركاء. إذ أنّ الطرف الآخر يريد إما مئة أو صفر… يوجد في ما بينهم صراع ديني وبالعموم هذه ثقافة مختلفة، نحن جد بعيدون عنها ثقافياً على نحو شبه عقلي”.

الأمن الشخصي للمواطنين قد تضعضع

وفي مقال في صحيفة  “هآرتس” بعنوان: “فقدوا الأمن”  بقلم عاموس هرئيل قال فيه أنّ “العمليات الأربعة الأخيرة لها خصائص متشابهة. فجميعها نُفّذت في مراكز مدن كبيرة، ويتمّ تصويرها بشكل جيد وهي تعيد الخوف إلى الشوارع ولا يوجد لقوات الأمن أي معلومات مسبقة عنها”، مضيفا: “بعد إستراحة لمدة أسبوع عاد الإرهاب أمس إلى شوارع غوش دان. على الأقل، شخصان قُتلا وسبعة أشخاص أُصيبوا في عملية إطلاق نار في شارع ديزنغوف في مركز مدينة تل أبيب. حتى منتصف الليلة الماضية، إستمرت مطاردة واسعة للشرطة بحثاً عن المُخرّب الذي قام بجولة إطلاق نار على طول مئات الأمتار في عدة أماكن مختلفة في الشارع، فالعملية الرابعة من نوعها منذ 22 آذار/مارس تظهر الآن كجزء من هجوم متواصل. حتى لو لم يتمّ تشخيص وجود يد موجّهة لهذه العمليات إلا أنّها غيّرت بشكل أساسي الواقع الأمني والسياسي بين “إسرائيل” والفلسطينيين. يبدو أنّ تراكم العمليات سيُجبر الحكومة على فرض قيود على الحركة بين المناطق والخط الأخضر خلافا لنواياها المعلنة”.

وأوضح الكاتب أنّ “وضع بينيت معقّد الآن أكثر لأنّه يوجد بين فكيّ كماشة، نصفها أمني ونصفها سياسي. أُضيف إلى الأزمة الأمنية الأكثر خطورة منذ سنة التحدي السياسي الأصعب الذي يواجه حكومة بينيت – لابيد منذ تشكيلها في شهر حزيران/يونيو الماضي. قضية إنسحاب رئيسة الإئتلاف، عضوة الكنيست عيديت سيلمان (يمينا)، فاجأت بينيت. فهي تترك الإئتلاف في وضع تعادل سياسي أمام المعارضة في الكنيست مع 60 مقبل 60. هذا واقع يصعب جداً على الحكومة أداء عملها لفترة معينة. عمليا، يبدو أنّ بينيت الآن لا يقل عن كونه رهينة في أيدي من يجلسون على المقاعد الخلفية في الإئتلاف، بل هو أيضاً أسير، مع الفرق، في أيدي المُخرّب المناوب القادم”، وعليه ووفق كاتب المقال فإنّه “لا يوجد أمام بينيت والحكومة أي خيار عدا عن إتخاذ خطوات متشددة أكثر. بتوجيه منهما، نشر الجيش والشرطة غطاءً سميكاً على اللهب حتى قبل أسبوعين، عندما تمّ إرسال 20 كتيبة عسكرية وقوات كبيرة للشرطة وقوات أخرى إلى الضفة والى داخل حدود الخط الأخضر في محاولة لوقف العمليات. إذا كان لهذه الخطوات تأثير مهدّئ فقد نُسي أمس إزاء المشاهد في تل أبيب والموجات المفتوحة على قنوات الإذاعة والتلفزيون. في مركز المدينة، في الساعات التي أعقبت العملية، كانت هناك ضجة كبيرة ومستمرة لصافرات سيارات الإسعاف وسيارات الشرطة ودراجات نجمة داود الحمراء ومنظمات الإنقاذ. لا شك أنّ الأمن الشخصي للمواطنين قد تضعضع. هذا التحدي مطلوب لمعالجته، حكومة بدأت بالعد التنازلي بعد أن فقدت أغلبيتها في الكنيست”.


وسوم :
, , , , , , , , , , , , , ,