“إنّها لحظةُ فلسطين”

التصنيفات : |
أبريل 25, 2022 7:03 ص

*قاسم قصير

تصاعدت التطورات الميدانية في فلسطين المحتلة خلال الأسابيع الأخيرة، إذ انتقلت عمليات المقاومة إلى عمق الكيان الصهيوني في بئر السبع والخضيرة وبني براك وتل أبيب – شارع دوزينغوف، في ظل بروز ظاهرة العمليات العسكرية الفردية المتطورة، أداءً وفاعليةً ونتائج، مما أدّى إلى إعادة تفعيل دور المقاومة المسلحة مرة أخرى في الضفة الغربية، بعد غياب لفترة طويلة بسبب الإجراءات الأمنية المكثفة من أجهزة الاحتلال وأجهزة أمن السلطة، مما يشير إلى انتقال مركز الثقل في المواجهة إلى الضفة الغربية والقدس، وقد نجح المقاتلون في مخيّم جنين في مواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي وصدّ محاولاته لاقتحام المخيّم في تطور عسكري بارز.

وفي الوقت نفسه، تصاعدت المواجهات في المسجد الأقصى في الأيام الأخيرة ووقف المرابطون والمرابطات في المسجد في مواجهة المستوطنين الصهاينة، كما شكّلت تهديدات فصائل المقاومة في قطاع غزة بالرد على أية محاولة جديدة لاقتحام المسجد والقيام بتظاهرات للأعلام، عاملاً مهما لوقف هذه الإستفزازات الصهيونية، لا سيما بعد إطلاق بعض القذائف من القطاع والكشف عن وجود سلاح جديد لدى المقاومة وهو صاروخ أرض جو إستُخدم للمرة الاولى ضد طائرات الجيش الإسرائيلي التي حاولت قصف غزة.

كيف تقرأ القيادات الفلسطينية المقاوِمة هذه التطورات؟ وإلى أين تتّجه الأوضاع في المرحلة المقبلة؟.

قيادي فلسطيني بارز واكب العمل المقاوم منذ عشرات السنين وفي مراحله المختلفة، إعتبر في لقاء خاص: “إنّ ما يجري في فلسطين اليوم يُشكّل تطوراً مهماً في الصراع مع العدو الصهيوني، حيث انتقل القتال إلى كل المدن الرئيسية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1948، وهذه العمليات ينفّذها مقاومون مدربون ويمتلكون القدرات القتالية المميزة ويعرفون نقاط ضعف العدو ويتميزون بالجرأة والقدرة والشجاعة، ويُضاف إلى ذلك أنّ هذه العمليات تأتي في لحظة سياسية وإستراتيجية مهمة سواءً على صعيد واقع الكيان الصهيوني أو على الصعيد الإقليمي والدولي”.

يعيش الكيان الصهيوني اليوم، أزمة عميقة في ظل تراجع قدرة الردع لديه أمام قدرات المقاومة المتزايدة، إضافة لأزماته السياسية والإجتماعية والإقتصادية وانتشار حالة الرعب بين المستوطنين بسبب تطور العمل المقاوم.

وأضاف: “يعيش الكيان الصهيوني اليوم، أزمة عميقة في ظل تراجع قدرة الردع لديه أمام قدرات المقاومة المتزايدة، إضافة لأزماته السياسية والإجتماعية والإقتصادية وانتشار حالة الرعب بين المستوطنين بسبب تطور العمل المقاوم.

أما على الصعيد الإقليمي، نحن نشهد تطور محور المقاومة والتنسيق والتعاون بين كافة أركان هذا المحور وتجاوز الأزمات التي مرّت في السنوات الأخيرة، في حين أنّ محور التطبيع مع العدو الصهيوني يعاني من التخبّط والخوف.

وعلى الصعيد الدولي، هناك تراجع واضح في الهيمنة الأمريكية ودور الولايات المتحدة في المنطقة في ظل صعود قوى دولية جديدة، كما أنّ الحرب في أوكرانيا كشفت عن أزمة النظام الدولي القائم اليوم والإزدواجية التي يعاني منها المجتمع الدولي، الذي يدعو لدعم الشعب الأوكراني في مواجهة روسيا، في حين أنّه يصف المقاومة في فلسطين في مواجهة الاحتلال بالإرهاب”.

وهكذا تعود الضفة والقدس إلى قلب الصراع وتفشل كل المحاولات للقضاء على المقاومة في الضفة أو السماح باستفراد قطاع غزة أو تحويله إلى كيان مستقل

وعلى ضوء هذه المعطيات الميدانية والسياسية والاستراتيجية يقول القيادي الفلسطيني البارز: “نحن اليوم أمام فرصة مهمة لتصعيد العمل المقاوم والإنتفاضة الشعبية في الضفة الغربية والقدس وصولاً إلى كل الأراضي الفلسطينية المحتلة وعدم وقف هذا التصعيد إلا بعد الإنسحاب الإسرائيلي من الضفة والقدس كمرحلة أولى، وهذا يُشكّل تطوراً نوعياً في الصراع، وهكذا تعود الضفة والقدس إلى قلب الصراع وتفشل كل المحاولات للقضاء على المقاومة في الضفة أو السماح باستفراد قطاع غزة أو تحويله إلى كيان مستقل، وهذا يتطلب إستراتيجية جديدة في الصراع والمقاومة على الصعيد الفلسطيني وعلى صعيد كل قوى المقاومة في المنطقة العربية”.

ويدعو هذا القيادي البارز كل القوى القومية والإسلامية واليسارية إلى إعادة ترتيب أوضاعها والإستفادة من التجارب التي حصلت خلال السنوات العشر الأخيرة واعتبار النضال والصراع ضد العدو الصهيوني هو الأولوية وعدم الغرق في صراعات جزئية أو داخلية، ويشدّد على ضرورة أن تُعيد الحركات الإسلامية تقييم تجربتها وتُحدّد خياراتها الاستراتيجية والإنضمام إلى محور فلسطين والمقاومة في مواجهة محور التطبيع والتعامل مع العدو الصهيوني .

وباختصار، يختم هذا القيادي الفلسطيني: “إنّها لحظة فلسطين والمستقبل لنا ولشعبنا وللمقاومة”.

*كاتب لبناني


وسوم :
, , , , , , , , , , , , , , , ,