المستوطنون والإعتداء على المقدّسات الإسلامية والمسيحية

التصنيفات : |
أبريل 25, 2022 11:21 ص

*سري القدوة

الإعتداءات الوحشية بحقّ كنيسة القيامة والمصلّين المحتفلين بسبت النور جريمة جديدة، تُضاف لسجلّ جرائم المستوطنين حيث قامت سلطات الاحتلال بفرض حصار شامل على المنطقة لمنع وصول أعداد كبيرة منهم للصلاة بالكنيسة، ونصبت الحواجز وقامت بالإعتداء على حُرمة الكنائس واستباحتها بأسلحتهم في استفزازا صريح للمصلُين المسيحيين مما يُشكّل إنتهاكاً صارخاً لمبادئ حقوق الإنسان وفي مقدمتها حقّه في الوصول إلى دور العبادة والأماكن المقدّسة والصلاة فيها بحرية تامة .

مواصلة الإعتداءات وتكرارها تُعدّ استخفافاً بمشاعر المسيحيين وتدنيس لمقدّساتهم وتفريغ للكراهية والحقد والعنصرية ببعديها القومي والديني من قِبل جيش الاحتلال، وبتعليمات من المستوى السياسي وهي جزء لا يتجزأ من عمليات أسرلة وتهويد القدس ومقدّساتها خاصة المسجد الأقصى المبارك .

خطوات القمع إمتدت لتشمل الكنائس ولتستهدف الوجود المسيحي أيضاً في حرب إسرائيلية ضد الموروث الثقافي والديني للشعب الفلسطيني، وقدّمت كل ما يلزم لتوفّر الغطاء لممارسات المستوطنين بحجة ممارسة شعائرهم الدينية في الحرم القدسي،

بات الصراع يحتدم بين المستوطنين أنفسهم حيث شكّل تحركهم تحت رعاية جيش الاحتلال وتواطؤ المستوى السياسي الإسرائيلي مع برامجهم المتطرفة مما أدّى إلى استمرار عربدة المستوطنين في ساحات الحرم القدسي، رافقها عنف غير مسبوق لشرطة الاحتلال وقوات القمع الخاصة، ولم تفرّق حكومة الاحتلال في تعاملها بين مسلم ومسيحي في القدس، فخطوات القمع إمتدت لتشمل الكنائس ولتستهدف الوجود المسيحي أيضاً في حرب إسرائيلية ضد الموروث الثقافي والديني للشعب الفلسطيني، وقدّمت كل ما يلزم لتوفّر الغطاء لممارسات المستوطنين بحجة ممارسة شعائرهم الدينية في الحرم القدسي، على حد تعبيرهم، وهم يعلمون ويدركون تماماً أنّ المسألة لا تتعلق بممارسة شعائر دينية بقدر ما تشير إلى النوايا الإستعمارية والهدف التهويدي للقدس وفرض مخطّط التقسيم المكاني والزماني للحرم القدسي الشريف، تماماً كما حصل في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل .

سياسة الإستيطان وممارسات المستوطنين من خلال الأحزاب المتطرفة وجماعات الهيكل المزعوم تتمدد في العمق الفلسطيني لتستهدف الضفة الغربية، حيث تتواصل عربدة المستوطنين في ما يُسمّى بعيد الفصح اليهودي مستغلّين الغطاء الديني لممارسة الاستعمار الإستيطاني وتهويد الأرض الفلسطينية حيث قاموا، وبدعم وتسهيلات من سلطات الاحتلال، باستغلال الأعياد اليهودية لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم بالمسجد الأقصى المبارك من خلال تثبيت حقوقهم المزعومة بممارسة طقوسهم التوراتية في الحرم القدسي، في محاولة منهم للإستيلاء على كامل المكان تمهيداً لإقامة الهيكل الثالث المزعوم مكان المسجد الأقصى المبارك .

تعمّدت عناصر الشرطة إخلاء الساحات بضرب المتواجدين بالهراوات ولم تستثنِ من ذلك كبار السن والنساء والأطفال وطواقم الإسعاف والصحافة

لقد عملت ما يُسمّى بتجمّع منظمات جبل الهيكل بتوجيه دعوات لاقتحامات يومية جماعية للمسجد الأقصى المبارك، وشهدت باحات المسجد أحداثاً دامية عقب اقتحام قوات الاحتلال ساحاته والإعتداء على المصلّين والمعتكفين بطريقة وحشية بما في ذلك إستخدام الطائرات المسيّرة في عمل إستفزازي غير مسبوق لتفريق المصلّين. وبدا المسجد الأقصى كساحة حرب بعدما هاجمت قوات الاحتلال آلاف المعتكفين والمرابطين المتواجدين واعتدت عليهم بالضرب والقمع وإطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز المسيّل للدموع، وتعمّدت عناصر الشرطة إخلاء الساحات بضرب المتواجدين بالهراوات ولم تستثنِ من ذلك كبار السن والنساء والأطفال وطواقم الإسعاف والصحافة، في ما واصل مئات المستوطنين إقتحام ساحات المسجد بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال والقوات الخاصة .

حكومة الاحتلال تواصل جرائمها ضد الشعب الفلسطيني ومقدّساته الإسلامية والمسيحية وتمتد لتشمل الأعياد المسيحية دون أي اعتبار للعواقب في ظل استمرار صمت المجتمع الدولي، كما هو واضح من اعتداءاتها المتكررة على المسجد الأقصى والحرم الشريف والمصلّين الفلسطينيين وكنيسة القيامة، واستئنافها لغاراتها الجوية على قطاع غزة المحاصر مما يعرّض أرواح المدنيين للخطر ويسبب دماراً هائلاً في المنطقة.

*المصدر: جريدة الدستور


وسوم :
, , , , , , , , , , , , , , , ,