نداء صادر عن “المؤتمر العربي العام” لإسقاط إتفاقيات التطبيع والصلح والإعتراف مع العدوّ الصهيوني

التصنيفات : |
أبريل 27, 2022 7:57 ص

في إطار مواكبته للمواجهات البطولية لشعبنا العربي الفلسطيني في عموم فلسطين دفاعاً عن القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وتأكيداً على حق شعب فلسطين في تحرير أرضه من الاحتلال، قرّر المؤتمر العربي العام الذي يضم المؤتمر القومي العربي، والمؤتمر القومي – الإسلامي، والمؤتمر العام للأحزاب العربية، ومؤسسة القدس الدولية، والجبهة العربية التقدمية، توجيه “نداء إلى الأمّة” عبر القوى الحيّة في الأمّة والعالم من أحزاب ونقابات ومؤسسات ثقافية وإعلامية وإجتماعية ومرجعيات دينية وفكرية من أجل نصرة شعبنا الفلسطيني في معركته التاريخية لدحر الاحتلال وإسقاط إتفاقات التطبيع والصلح مع العدوّ، ومواجهة المشروع الصهيوني الإستعماري الذي لا يستهدف فلسطين وحدها، بل يستهدف الأمّة كلّها، والقيم الإنسانية بكل تجلياتها.

وفي ما يلي نص النداء:

نداء إلى الأمّة

تشهد أرضنا الفلسطينية المحتلّة من شمالها إلى جنوبها، ومن البحر إلى النهر، هذه الأيام واحدة من أهم المواجهات البطولية مع المحتلّ إستكمالاً لمواجهات وإنتفاضات وثورات ومقاومة لم تتوّقف منذ إنطلاقة المشروع الصهيوني – الستعماري الذي لا يستهدف فلسطين وحدها، بل عموم أقطار الأمّة، بل يستهدف مجمل القيم الأخلاقية والإنسانية التي تحرص عليها البشرية بكلّ مكوّناتها.

وفي هذا الإطار، يسجّل المؤتمر العربي العام بمكوّناته (المؤتمر القومي العربي، والمؤتمر القومي – الإسلامي، والمؤتمر العام للأحزاب العربية، ومؤسسة القدس الدولية، والجبهة العربية التقدمية)، جملة حقائق:

1. إنّ الهبّة الشعبية الرمضانية الفلسطينية التي نشهدها هذه الأيام، والتي أسقطت ما يسمى بإحتفالات “الفصح اليهودي” الذي يسعى لتأسيس معنوي للهيكل المزعوم، تمهيداً لإقامته مادياً على أنقاض المسجد الأقصى، تؤكّد أنّ الشعب العربي الفلسطيني ماضٍ في مقاومته ونضاله، رغم كل ما يواجهه من عوائق وحواجز وتخاذل وتواطؤ، مؤكّداً قانوناً تاريخياً عرفته كل الشعوب والأمم الحرّة وهي أنّ شعباً يكافح من أجل حرّيته لا بدّ أن ينتصر.

2. إنّ نجاح هذه الهبّة الشعبية في مواجهة الإعتداءات الإجرامية المتوحشة لقطعان المتطرفين الصهاينة وحماتهم من الشرطة والجيش الصهيوني، قد أكّد من جديد قاعدة نضالية في فلسطين، وهي أنّ المقاومة المسلّحة تردع العدوّ، وتحمي الشعب الذي ينتفض بوجه هذا العدوّ وينتصر عليه، وهي حقيقة تؤسس لمرحلة تزدهر فيها المقاومة وتتغير فيها موازين القوى لغير صالح العدوّ وداعميه والمتعاونين معه.

3. إنّ وحدة الشعب الفلسطيني ميدانياً، في كل فلسطين والشتات، دفاعاً عن حقوقه وكرامته ومقدساته، أكّدت أنّ مقاومة المحتلّ هي السبيل الأجدى لدحر المحتلّ، وأنّ الوحدة الحقيقية هي التي تقوم على أساس برنامج المقاومة الشامل بكل مستوياته العسكرية والشعبية والسياسية والأمنية والثقافية والإعلامية والتربوية والإجتماعية، بل أنّ هذه الوحدة هي ضمان حرمة الأقصى والقيامة الذين إستهدفهما العدوّ في إطار محاولته الدائمة لضرب المقدسات الإسلامية والمسيحية.

4. إنّ الصمود الرائع للشعب الفلسطيني في مواجهته للاحتلال سواء بالعمليات النوعية أو بالمسيرات أو بالإعتكاف في الأقصى المبارك، يحتاج إلى أوسع تحرّك تضامني عربي وإسلامي وعالمي، شعبي ورسمي، إنتصاراً له ولعزل العدوّ إقليمياً ودولياً.

5. إنّ العدوّ ما كان ليقدم على ممارساته العدوانية العنصرية الوحشية، لولا الدعم الإستعماري غير المحدود الذي يتلقاه من الغرب الأطلسي وعلى رأسه الإدارة الأمريكية.

6. إنّ العدوّ أيضاً لم يكن له أن يقوم بما يقوم به من إعتداءات وإنتهاكات لولا شعور قادته أنّهم نجحوا في تأمين غطاء لعدوانيته تحت شعار “التطبيع” الذي إنزلقت إليه حكومات وتسعى إلى تحويله إلى تحالف بين بعض الحكومات والكيان الصهيوني.

7. وإذا كانت مقاومة الاحتلال في داخل فلسطين هي مهمة الشعب الفلسطيني البطل التي يقوم بها بكل نجاح، فإنّ مقاومة التطبيع وإتفاقات الصلح ومقاطعة العدوّ ومشاريع التحالف معه، هي مهمة شرفاء الأمّة وأحرار العالم في كل البلاد العربية والإسلامية وبلدان العالم التي تبدي شعوبها تضامناً متصاعداً مع قضية فلسطين ونبذ كيان الفصل العنصري القائم على أرض فلسطين.

8. لقد عرفت أمّتنا، كما العديد من بلدان العالم، نجاحاً لتجارب مقاومة التطبيع مع العدوّ في أقطار أمّتنا، كما تجارب مقاطعة هذا العدوّ إقتصادياً وثقافياً وأكاديمياً في بلدان العالم.

فلا معاهدة “كمب دايفيد” في مصر قبل أكثر من أربعين عاماً نجحت في أن يتمكّن التطبيع من إختراق الشعب المصري العظيم، ولا من تغيير عقيدة جيشها البطل الذي ما زال يعتبر الكيان الغاصب عدواً له.

ولا معاهدة “وادي عربة” في الأردن نجحت في تغيير موقف الشعب الأردني المناضل من الكيان الغاصب، بل إنّ الشعب العربي في الأردن يخرج اليوم بالمسيرات الضخمة بعد 28 سنة على هذه الإتفاقية مطالباً بإلغائها وطرد السفير الصهيوني.

ولا إتفاقية “أوسلو” المشؤومة عام 1993 وما تلاها من تنسيق أمني نجحت في وقف مقاومة الشعب الفلسطيني وإنتفاضاته وعمليات أبطاله النوعية، بل نرى الشعب الفلسطيني في عموم فلسطين يتصدى بكل بطولة لهذا الاحتلال.

وفي لبنان، رغم سطوة الغزو والاحتلال الصهيوني عام 1982، التي فرضت عليه إتفاقية 17 أيار عام 1983، فإنّ الشعب اللبناني بكل قواه وشخصياته الوطنية والإسلامية، نجح باسقاط هذا الإتفاق وكل مشاريع التطبيع التي يحملها، تماماً كما نجحت المقاومة اللبنانية، الوطنية والإسلامية، الباسلة من تحرير أرضه (ما عدا مزارع شبعا وكفر شوبا والغجر الشرقية) من براثن الاحتلال.

وفي موريتانيا الواقعة في أقصى المغرب العربي، فإنّ نجاح شعبها في إقتلاع سفارة العدوّ من عاصمته نواكشوط وطرد السفير الصهيوني وقطع العلاقات مع العدوّ يؤكّد أنّ الشعب الموريتاني يعتبر قضية فلسطين قضيته كما قضية كل عربي ومسلم حرّ في العالم.

وفي المغرب الشقيق، أُغلق مكتب الإتصال وقُطعت كافة العلاقات في شهر أكتوبر من عام 2000، بضغط شعبي هائل، ونرى حالياً فيه وفي البحرين، القلعة العربية، يومياً مبادرات وتحركات تشمل أحرار البلدين في رفضٍ واضح للتطبيع وآثاره، في ما أبناء الكويت وتونس والسودان يعبّرون عن مواقفهم الرافضة للوجود الصهيوني في كل مناسبة وطنية أو قومية، أو ثقافية أو رياضية، أو سياسية، أو نقابية، أو حقوقية..

وفي سوريا والعراق واليمن وليبيا وقبلهم الجزائر، حيث تعرّضت هذه الأقطار إلى حروب عالمية وإقليمية طاحنة بهدف جرّها إلى التطبيع وحيث نجحت في إستدراج البعض من أبنائها إلى هذا المنزلق الخطير، إلاّ أنّها صمدت وما تزال في وجه التطبيع الصهيوني والإملاءات الإستعمارية مستندة دون شكّ إلى دعم دول الجوار الحضاري ودول صديقة على المستوى العالمي، بل في دول عربية عدة فتحت حكوماتها مكاتب إتصال للعدوّ في أوائل تسعينيات القرن الماضي، سرعان ما إضطرت إلى إغلاقها علناً بفضل الهبّة الشعبية العربية الهائلة التي إنطلقت تضامناً مع إنتفاضة الأقصى المبارك في 28/9/2000، وأكدّت قدرة القوى الشعبية العربية، إذا تلاقت بتياراتها، على إسقاط التطبيع، وكل إتفاقاته ومخرجاته.

9. إنّ القراءة المعمّقة للمشهد العربي والإقليمي والعالمي وتطوّراته المتسارعة تظهر أنّ العدوّ الصهيوني وداعميه في مأزق بنيوي سياسي وعسكري وإقتصادي عميق، وأنّ إنتزاع نصر لشعب فلسطين وأمّتنا العربية والإسلامية بات أمراً ممكناً إذا تصاعدت المقاومة في فلسطين، وتنامت حركة مواجهة المشروع الصهيوني – الإستعماري في الإقليم والمنطقة عبر تصعيد المعركة ضد التطبيع وكل مخرجاته، داخل فلسطين وعلى مستوى الأمّة، وتصعيد حركة المقاطعة العالمية التي بدأت تحقّق إنتصارات شعبية وتضامنية وسياسية في العديد من بلدان العالم، والعمل على طرد الكيان الصهيوني من العديد من الهيئات والمؤسسات الإقليمية والدولية.

10. إنّ أيّ مواجهة حاسمة مع الاحتلال داخل فلسطين وخارجها تحتاج إلى تلاقي كل تيارات الأمّة على قاسم مشترك واضح وهام، وهو قضية فلسطين بكل أبعادها، الأمر الذي حقّق في العقد الأول من هذا القرن إنجازات كبرى قبل أن يتمّ الإجهاز عليه بسبب الإنزلاقات في سياسات التناحر والإقصاء والإلغاء والتنابذ التي شهدناها في العقد الماضي.

إنّ سرد هذه الحقائق يدعونا في المؤتمر العربي العام بكل مكوّناته إلى إطلاق ” نداء إلى الأمّة” يطلب من كل قواها الحية من أحزاب ونقابات وجمعيات ومؤسسات ومرجعيات أن تخوض في كل قطر من أقطارها معركة إسقاط التطبيع وكل عناوين المشروع الصهيوني – الإستعماري.

كما يُطلب من التنسيقية الشعبية العربية التي إنبثقت عن المؤتمر العربي العام “متحدون ضد التطبيع” الذي إنعقد إفتراضياً في 20/2/2021، وضمّ أكثر من 400 شخصية عربية من مختلف الأقطار والتيارات والإنتماءات بالتعاون مع كل الهيئات المماثلة إلى إطلاق مبادرات وتنظيم فعاليات تسعى إلى إسقاط كل مخرجات التطبيع في الأقطار التي أقدمت حكوماتها على التطبيع مع العدوّ، كما إلى بناء كتلة تاريخية كبرى تحمل مشروعاً للنهوض بالأمّة وتحشد الطاقات لمواجهة كل المشاريع الهادفة إلى احتلال إرادة الأمّة والحؤول دون وحدتها وتحرّرها ونموّها ونهضتها.


وسوم :
, , , , , , , , , , ,