ما يحدث في أوكرانيا يحدث في فلسطين منذ عقود

التصنيفات : |
مايو 23, 2022 9:41 ص

*خاص – صمود:

تظاهر عصر أمس، أمام السفارة الإسرائيلية في العاصمة اليونانية أثينا، مجموعات من القوى اليسارية في أثينا والتي يطلق عليها (الأناركي) أو الجماعات الأناركية، وذلك تضامناً مع فلسطين وشعبها، وتنديداً باستشهاد الصحافية شيرين أبو عاقلة. وقد رمى المتظاهرون منشورات تحوي بيان تنديد بما يحدث في فلسطين المحتلة والسكوت الغربي عنه.

وجاء في نصّ البيان:

من الواضح أنّ هناك جرائم حرب ذات سرعتين.

بالنسبة للسياسيين والمحللين والصحافيين، ولكل من يتلاعب بـ”الرأي العام”، تُعتبر الجرائم التي ارتكبتها الإمبريالية المتنافسة “جرائم” أكثر بكثير من “جرائمنا”. في هذه الحالة، روسيا معارضة و”إسرائيل” لنا. لهذا السبب ذهب إعدام صحافية الجزيرة شيرين أبو عاقلة في مدينة جنين.. هباء.

ليس هناك خطأ أكبر للقاعدة الشعبية من تعويض الجرائم الإمبريالية. وكل الجرائم واحدة، من تلك التي يرتكبها حلف الناتو والإمبريالية الروسية إلى الجرائم الإسرئيلية. من ينطلق أولاً يبرئ القوي، والنِسب الموجودة خير دليل.

تخيّلوا سيناريو لمدينة أوكرانية يتمّ قصفها واحتلالها من قِبل الجيش الروسي. وعلى إثر القصف يُصاب مراسل حربي غربي، من بين صحافيين آخرين، برصاصة روسية في رأسه. في اليوم التالي، يهاجم الجنود الروس جنازة المراسل، ويعتدون على الحشود بشكل همجي أعمى ويحاولون ضرب المعزّين لإجبارهم على رمي التابوت.

يُجبر الفلسطينيون على خوض حرب مقاومة مستمرة من قِبل خصمٍ يتمتع بالدعم العالمي والمادي والسياسي لأعضاء الناتو، واليونان على رأس القائمة.

إذا حدث هذا في أوكرانيا، فلن يصبح رمزاً تاريخياً للهمجية والإهانة فحسب، بل سيؤدي أيضاً إلى نشر المزيد من الأسلحة الغربية وفرض المزيد من العقوبات الإقتصادية على روسيا، لكنّ ذلك لم يحدث في أوكرانيا. بينما في فلسطين تتواصل الجرائم، ويتّخذ الإعلام من أخبارها طريقاً للنسيان.

يستمر التطهير العرقي، منخفض الكثافة، بلا هوادة. ويواجه الفلسطينيون إمبريالية إقليمية قوية للغاية ومصممة على فرض النقاء القومي والديني على حدودها. إنّهم معزولون، ويتمّ الافتراء عليهم باستمرار، ويُجبر الفلسطينيون على خوض حرب مقاومة مستمرة من قِبل خصمٍ يتمتع بالدعم العالمي والمادي والسياسي لأعضاء الناتو، واليونان على رأس القائمة.

نحن نقف مع الفلسطينيين في الطرق الممكنة. ندعو القاعدة الإجتماعية في اليونان إلى التوقف عن ترك عالم يواجه أسوأ بكثير منا هنا. إنّ دعاية الدولة اليونانية حول “التحالفات في البحر الأبيض المتوسط”، وحول “الأقواس المعادية لتركيا” هي مجرد فخ. فهم يغضّون الطرف عنا بقولهم: “من مصلحتنا أن نتعامل بشكل جيد مع “إسرائيل””، ويقدّمون الفلسطينيين على أنّهم “إرهابيون جهاديون”، وعلينا نحن فهم السبب الحقيقي لمحاولتهم إقناعنا.

نسلّح أنفسنا بسلاح التضامن.. دعونا نقف إلى جانب الفلسطينيين.

سوف يورطوننا في حرب

وقد تمّ اتهام “روبيكون” والعديد من القوى الأخرى في الحركة بالتسبّب بكارثة، عندما صرخنا لسنوات من أجل الحرب الوشيكة من اشتداد الخصومات الإمبريالية في جوارنا. الآن نحن نصرخ بصوت أعلى. إنّ التحالفات في شرق البحر الأبيض المتوسط هي تحالفات حرب، وعند نقطة ما سيتوقف الرعب عن الإقتراب وسيعبر “حدودنا”. في مرحلة ما سيتمّ استخدام المعدات الجماعية. هذه اللحظة تقترب أكثر فأكثر. إنّ تحالف اليونان مع “إسرائيل” هو عامل محفّز في تحويل الحرب القادمة ضد تحالفات الدول، لذا فإنّ تحالفات الشعوب ضرورية وتحالفات ضحايا هذه الدول كذلك. لأنّهم سيكونون، كالعادة، لحم المدافع. كما هو الحال في أوكرانيا، في اليمن وفي فلسطين.

نسلّح أنفسنا بسلاح التضامن.. دعونا نقف إلى جانب الفلسطينيين.


وسوم :
, , , , , , , , , , , , , , ,