البرغوثي لـ”صمود”: المطلوب إنهاء الإنقسام فوراً وتوحيد الجهود على أساس برنامج وطني كفاحي مقاوم واضح

التصنيفات : |
مايو 27, 2022 8:44 ص

*خاص – صمود:

تشهد فلسطين المحتلة بمختلف ساحاتها في القدس والضفة وغزة وأراضي الـ48 وفي السجون، حراكاً كبيراً وعمليات فدائية نوعية واستنفاراً كاملاً لفصائل المقاومة وإعلان جهوزيتها في ضوء الممارسات الإسرائيلية القمعية والإجرامية بحقّ الفلسطينيين، هذه الحالة أدّت إلى حالة من التشتت لدى قادة العدو الإسرائيلي ولا سيما في التعامل مع العمليات الفدائية وتهديدات المقاومة بالجهوزية للرد على أية حماقة يمكن أن يرتكبها الصهاينة سواءً في غزة أو أي ساحة أخرى.

لتسليط الضوء على الواقع الفلسطيني في الداخل ولا سيما في الضفة الغربية، أجرى مراسل موقع صمود في الضفة المحتلة لقاءات مع طيف من القيادات الفلسطينية للحديث عن ما يجري وكيفية الإستفادة منه للوصول إلى حالة وطنية جامعة يكون هدفها توحيد القوى والفصائل في مواجهة العدو الإسرائيلي.. حيث كان لقاؤنا الثاني مع  أمين عام المبادرة الشعبية مصطفى البرغوثي.

“العالم يستعمل معايير مزدوجة وهناك قدر كبير من النفاق على مستوى الحكومات وخاصة في العالم الغربي، وهذا النفاق نراه يتجلّى اليوم بالمقارنة بين ما يجري في أوكرانيا وما يجري في فلسطين”

*”صمود”: العالم يصمت على الإنتهاكات التي يمارسها الاحتلال في القدس، لماذا برأيك؟.

**البرغوثي: “لأنّ العالم يستعمل معايير مزدوجة وهناك قدر كبير من النفاق على مستوى الحكومات وخاصة في العالم الغربي، وهذا النفاق نراه يتجلّى اليوم بالمقارنة بين ما يجري في أوكرانيا وما يجري في فلسطين، وبالتالي هذه الإزدواجية في المعايير هي السبب الواضح والصريح لهذا الظلم الذي يسمح لـ”إسرائيل” بأن تكون فوق القانون الدولي وفوق المساءلة، ولكن نحن نرى أنّ هناك تغيير كبير على الصعيد الشعبي وهناك نقطة تحوّل، ونجد في استشهاد الصحافية شيرين أبو عاقلة أنّها خدمت القضية الفلسطينية كما لم يستطع أحد من قبل أن يخدمها، فكشفت وعرّت فظائع الاحتلال وجرائمه بأقسى صورها”.

“فلسطين تدخل في حالة إنتفاضة شعبية جديدة”

*”صمود”: جريمة اغتيال الصحافية شيرين أبو عاقلة وما جرى خلال مراسم تشييعها، هل تؤسس لمرحلة جديدة من المواجهة بين الكلمة والصورة من جهة وقوات الاحتلال من جهة ثانية.. مزيد من الكشف لجرائم الاحتلال؟

**البرغوثي: “نحن نتحدث عن عملية متكاملة ترتفع وتيرتها تدريجياً وما رأيناه منذ عام 2015 والأراضي الفلسطينية تغلي بالإنتفاضة وتتصاعد على شكل موجات بين الفينة والأخرى، واليوم، يصحّ القول إنّ التحول الكبير بدأ منذ أيار/مايو من العام الماضي في معركة سيف القدس وتواصل ذلك في معارك القدس والمسجد الأقصى، وبعد ذلك جاءت حادثة استشهاد شيرين أبو عاقلة.. وهنا، برأي، فلسطين تدخل في حالة إنتفاضة شعبية جديدة”.

*”صمود”: في ظل ما يجري في الضفة والقدس، هل ترى ضغوطاً تُمارس على السلطة الفلسطينية لاتخاذ مواقف محددة، وهل ما تزال المفاوضات وسيلة مناسبة لاستعادة الأرض والحقوق؟

**البرغوثي: “ثمة ضغوط كبيرة تُمارس على السلطة الفلسطينية اليوم بسبب ما يجري في القدس والضفة، لذا، أعتقد أنّه آن الأوان لكي نتوحد ونتخلى عن نهج أوسلو ونهج التفاوض برمّته، وأن يتمّ تطبيق قرارات المجلس المركزي بما في ذلك إيقاف التنسيق الأمني مع الاحتلال وإلغاء كل أشكال التفاوض فـ”إسرائيل” لا تريد حلاً وسطاً وعليه، فالمطلوب هو التوحّد على منهج واحد”.

“نطالب جميع الأطراف الدولية بفرض المقاطعة والعقوبات على “إسرائيل” فلقد حان الوقت لأن تنتهيَ التي يُسمح لها بأن تكون فوق القانون الدولي”

*”صمود”: حالة الغضب في الساحة الفلسطينية وبزوغ الجيل الشاب في هجمات ضد الاحتلال، هما السمة الجديدة في المواجهة؟.

**البرغوثي: “في الوقت الذي نتحدث هنا، تجري مواجهات هناك في منطقة قرب مستعمرة بيت إيل، وبعد التظاهرة التي حصلت في ذكرى النكبة، خرجت مجموعة من الشباب واشتبكت مع جيش الاحتلال.. ما أود قوله إنّ الإشتباكات مستمرة ولم تتوقف أبداً لأنّنا بالفعل في حالة غضب شعبية، والشعب الفلسطيني أدرك أنّ خيار النضال والمقاومة يمكّنه من الوصول إلى مراده، ونحن نطالب جميع الأطراف الدولية بفرض المقاطعة والعقوبات على “إسرائيل” فلقد حان الوقت لأن تنتهيَ التي يُسمح لها بأن تكون فوق القانون الدولي”.

*”صمود”: كيف يؤثر الإنقسام الفلسطيني – الفلسطيني على جذوة التصعيد في الأراضي الفلسطينية، وهل بات الإنقسام أعمق من القدرة على حلّه؟.

*البرغوثي: “لا شك أنّ الإنقسام يؤثر على التصعيد، فلو لم يكن الإنقسام موجوداً لكان زخم النضال أكبر وأكثر مما هو عليه اليوم، لذا، يجب أن يسعى الجميع لإنهاء هذا الإنقسام بأسرع وقت ممكن وتوحيد الجهود ولكن على أساس برنامج وطني كفاحي مقاوم وواضح”.

*”صمود”: يقول مراقبون إنّ معظم منفّذي العمليات الفدائية الأخيرة بدون انتماء سياسي وفصائلي.. هل نحن بالفعل أمام نموذج جديد من العمل الفدائي بعيد عن الفصائلية ولكن مشبع بروح الوطنية والنضال؟.

**البرغوثي: “نعم هناك أنماط جديدة، والشعب الفلسطيني يبحث في كل الوسائل عن أي طريقة تجعله فاعلاً ومؤثراً ويبدع أشياءً وأفعالاً كبيرة لكي يُبطل منظومة التجسس والاستخبارات الإسرائيلية، لذلك نرى الاحتلال يحاول بالقتل والإجرام والإرهاب أن يغطيَ على فشله الأمني والسياسي.


وسوم :
, , , , , , , , ,