مخيّم الرشيدية: آبار عدة ومياه الشرب غير متوفرة

التصنيفات : |
مايو 30, 2022 7:26 م

*خاص – صمود:

يعاني سكان مخيّم الرشيدية (جنوب لبنان) من ندرة وصول مياه الشرب إلى منازلهم. وتزداد هذه الأزمة بشكل كبير في فصل الصيف على الرغم من وجود ستة آبار إرتوازية في المخيّم، قادرة على تزويد منطقة صور وضواحيها بالثروة المائية، لكنّ سكان المخيّم يعانون من نقص في الحصول على مياه الشرب. أين تكمن المشكلة إذا؟

يقول أحد مسؤولي الإتحاد العام لنقابات العمال الفلسطينية في صور، حسين عزّام: “أنا واحد من السكان المتضررين من مشكلة المياه التي تتأثر بها عائلات كثيرة، وخصوصاً التي تسكن عند أطراف المخيّم الذي يعيش فيه نحو 3200 عائلة. إنّ مشكلة وصول المياه إلى البيوت بدأت منذ أن قامت الأونروا بإغلاق ثلاثة أو أربعة آبار إثر انتشار مرض الصفيرة منذ فترة، ولكن بعد ذلك أُجريت الفحوص المخبرية للمياه وتمّ التأكد من سلامتها، وبأنّها صالحة للشرب، ولكن لم يُعد فتح هذه الآبار من قبل الأونروا، وهذا ما جعل إمكانية الحصول على المياه أمراً صعبا”.

يصمت عزّام قليلا، وكأنّه يتذكر وقائع حصلت، ويضيف: “في الماضي، كانت المياه تصل إلى كل منزل في المخيّم وكانت تغذّيها بشكل كامل دون أية مشاكل. لكن إدارة الأونروا لزّمت متعهد من آل دنش لإجراء تصحيحات على شبكات مياه الشرب عام ٢٠٠٤، وتفاجأنا بعد انتهاء هذا المشروع أنّ معظم البيوت التي كانت تصلها المياه على مدار 24 ساعة أصبحت لا تستفيد من المياه بعد تنفيذ المشروع إلا ساعات قليلة، وصارت محرومة من المياه”.

ويشير عزّام إلى جانب آخر من الأزمة المتعلقة بشبكة مياه الشرب، ويوضح ذلك بالقول: “تكمن المشكلة أيضاً باختراق أجزاء من شبكة القساطل الفرعية الممدودة في الأحياء الموجودة على طرف المخيّم، حيث أنّ هذه البيوت موجودة على أرض مائلة، وهناك خمسة شوارع رئيسية تمتد على منحدر، ما يجعل من عملية وصول المياه صعبة، وعند انقطاع عملية ضخّ المياه يتسرّب الهواء إلى قساطل الشبكة، وهذا الأمر الذي يمنع وصول المياه إلى البيوت، ويصير الناس بحاجة إلى تنفيس القساطل.

إنّ مشكلة وصول المياه إلى البيوت بدأت منذ أن قامت الأونروا بإغلاق ثلاثة أو أربعة آبار إثر انتشار مرض الصفيرة منذ فترة، ولكن بعد ذلك أُجريت الفحوص المخبرية للمياه وتمّ التأكد من سلامتها، وبأنّها صالحة للشرب، ولكن لم يُعد فتح هذه الآبار من قبل الأونروا

ومن جهة أخرى اضطُّر بعض الناس إلى تركيب شفّاطات، وهذا بدوره أعاق عملية وصول المياه أيضا”.

أما الشبكة الرئيسية التي أنشأتها الأونروا في المخيّم، فهي تعتمد على خطين:

خط أول، يمتد على طول الشارع الرئيسي للمخيّم وهو ما يُطلق عليه خط 400 بلاستيك، وخط ثان، يخترق المخيّم من أوله إلى آخره. لكنّ الظروف التي ذكرها عزّام تعني أنّ المشكلة لم تُحل ولا يستطيع الخط 400 أن يحلّها.

ولمعالجة هذه الأزمة، يقترح عزّام حلين اثنين: “الأول، تركيب أقفال لقساطل مياه، وتحديد المدة التي تُضخ فيها المياه إلى كل حي من الأحياء، وهذا يفترض تعيين أحد موظّفي الأونروا للقيام بذلك ومراقبة عملية الإلتزام بهذا الحل بالتعاون مع اللجنة الشعبية في المخيّم.

أما الحل الثاني، فيتمثّل بإعادة تشغيل الآبار وضخّ المياه منها، والتي تمّ توقيفها منذ زمن، يوم كانت المياه تصل إلى جميع المنازل، وكان أهالي المخيّم يدفعون بدلاً مادياً مقابل ذلك”.

يبدو أنّ المشكلة ليست صعبة بوجود هذا العدد من الآبار الإرتوازية، لكنّ المشكلة تكمن بعدم التنظيم والإستفادة من مياه الآبار الموجودة.


وسوم :
, , , , , , , , ,