“فرحة” لم تتمّ!

التصنيفات : |
يونيو 13, 2022 8:50 ص

*خاص – صمود:

عرضت سينما إشبيليا في صيدا، مساء السبت ١١ حزيران/يونيو فيلم “فرحة” بحضور المخرجة دارين ج. سلام، وذلك ضمن أفلام مهرجان أيام بيروت السينمائية.

يروي الفيلم قصة “فرحة” وهي فتاة تبلغ من العمر ١٤ ربيعا، تعيش في قرية صغيرة في فلسطين عام ١٩٤٨. وعلى الرغم أنّه يتمّ تزويج فتيات القرية اللواتي في مثل سنّها، ويحاول والدها المختار إقناعها بذلك، وبدعم من شيخ القرية، لكنّ فرحة تصرّ على الذهاب إلى المدينة للتعلّم، وذلك بسبب حصر التعليم في قريتها على الصبيان. وكان الدافع الأهم هو صديقتها المقربة فريدة، التي تعيش في المدينة وتقضي عطلات نهاية الأسبوع في القرية. وكانت فرحة تحلم أيضاً بعد تخرّجها بالعودة إلى القرية وبأن تفتح مدرسة لتعليم فتيات القرية. من جهة أخرى، يسعى ابن عمها للزواج منها لأنّ ذلك أمراً بديهياً في البيئة الإجتماعية الخاصة بالقرية شأنها شأن غيرها من القرى الفلسطينية والعربية.

وبعد نقاش واسع بين فرحة ووالدها اقتنع بإرسالها إلى المدينة للتعلّم، لكنّ تطوُّر الأمور آنذاك وإقدام العصابات الصهيونية على تدمير القرى الفلسطينية وتهجير الأهالي، دفع والد فرحة إلى إدخالها إلى غرفة مقفلة ليحميَها، وخرج من البيت ولم يعد.

اللافت في أحداث الفيلم، أنّ سلوك العصابات الصهيونية في الفيلم لا يختلف عن سلوكها خلال اجتياح لبنان عام ١٩٨٢. الفارق الوحيد هو تطوُّر التكنولوجيا المستخدَمة في قتل الشعوب

على مدار الأيام التي يتابعها الفيلم، تخضع فرحة لتجربة تُغيّر حياتها إذ كانت سجينة غرفة ضيقة ومظلمة، يقتصر تواصلها الوحيد مع العالم الخارجي على ثقب صغير في الجدار، وبعض الشقوق في الباب الخشبي. تشهد فرحة الكثير من الأحداث في هذه الغرفة وتعيش رحلة تحوّل، مُجبرةً على النضوج وترك طفولتها وراءها.

من تلك الغرفة، تراقب فرحة محاولة إحدى العائلات الفلسطينية المهجّرة من قرية أخرى الاختباء في منزلها، بعد أن لعب رب العائلة دور القابلة القانونية وساعد زوجته على الولادة. لكنّ العصابات الصهيونية تداهم المنزل برفقة أحد العملاء وتعدم العائلة بكاملها، وترك الوليد وحيدا، بعد ذلك تنجح فرحة في الخروج من الغرفة، لتكتشفَ وفاة الوليد أيضا. وتخرج لتسيرَ في شوارع القرية المهجورة.

وتقول نهاية الفيلم، إنّ القصة حقيقية وإنّ الشابة الفلسطينية كانت تحمل اسم “رضيّة” وإنّها نجحت في الوصول إلى سوريا بعد خروجها من القرية.

اللافت في أحداث الفيلم، أنّ سلوك العصابات الصهيونية في الفيلم لا يختلف عن سلوكها خلال اجتياح لبنان عام ١٩٨٢. الفارق الوحيد هو تطوُّر التكنولوجيا المستخدَمة في قتل الشعوب، ومن عاش فترة الاحتلال الإسرائيلي للبنان يجد أنّ تصرفات جيش الاحتلال ضد المخيّمات الفلسطينية والبلدات اللبنانية هي نفسها التي كان يتصرفها خلال فترة نكبة ١٩٤٨.


وسوم :
, , , , , , , , , , , , ,