فيلمان عن مخيّم عين الحلوة يثيران جدلاً في صيدا

التصنيفات : |
يونيو 21, 2022 9:38 ص

*وفيق هوّاري – صمود:

تباينت الآراء وتنوعت، وارتفعت حدة الحوار الذي تحوّل إلى جدل بين جمهور غفير شارك في مشاهدة فيلمين قصيرين للمخرج الفلسطيني المقيم في الدانمارك مهدي فليفل، واللذين عُرضا مساء الجمعة ١٧ حزيران/يونيو ٢٠٢٢ في سينما إشبيليا- صيدا، ضمن فعاليات مهرجان أيام بيروت السينمائية في دورته الحادية عشرة.

يحمل الفيلم الأول عنوان: “عودة رجل” وقد أنجزه فليفل عام ٢٠١٦، ومدته ٣٠ دقيقة.

ويروي الفيلم قصة شاب يُدعى رضا (٢٦ عاما) استطاع الوصول إلى اليونان عام ٢٠٠٩ بطريقة غير قانونية، وكان حلمه الفرار من مخيّم عين الحلوة والوصول إلى الجنة الموعودة في أوروبا، لكنّه يقضي معظم وقته في شوارع أثينا وأزقتها، ويتعرّف إلى المخدرات طريقاً لنسيان انسداد الأفق أمامه.

يعود إلى لبنان بعد ثلاث سنوات، مدمناً على المخدرات، توقفه الأجهزة الأمنية عند وصوله لاتهامه بجرائم حصلت في غيابه، ولا علاقة له بها.

يصل إلى المخيّم، ليجده أكثر تمزّقاً ونزاعاً بين قوى تحاول كل منها السيطرة على أكبر مساحة منه. أما رضا فيكمل حياته متعاطياً المخدرات وموزعاً لها، وهو يخطط للزواج من حبيبته التي يعدها بترك المخدرات بعد الزواج. تدور كاميرا المخرج لتظهر مآسي المخيّم، غياب التيار الكهربائي، الإشكالات الأمنية، فوضى سوق الخضرة، والعلاقات بين الناس.. لينتهيَ الفيلم بحفل زفاف رضا وحبيبته بعد قصة حب حلو ومرّ على شاكلة المخيّم ذاته.

فيلم ثلاثة مخارج منطقية

يحمل الفيلم الثاني عنوان: “ثلاثة مخارج منطقية”، وقد أخرجه فليفل في 14 دقيقة عام ٢٠٢٠. واستخدم الأشخاص نفسهم ليُظهروا بالصورة سلوك المقيمين في المخيّم المذكور، إلا أنّ مضمون الفيلم تقدّمه المكالمة الهاتفية ما بين المخرج نفسه والفلسطينية المقيمة في فرنسا ماري قرطام. تعرض قرطام رأيها بالمخارج المنطقية الممكنة أمام اللاجئين المقيمين في مخيّم عين الحلوة.

إنّ الأزمة المتعلقة بحياة اللاجئين تعود لغياب نخبة فلسطينية جديدة يمكن أن تقدّم رؤية حديثة لمستقبلهم وتحديات العلاقة مع السلطة اللبنانية التي تسعى لاستخدامهم أو تهجيرهم

المخرج الأول، هو اللجوء إلى المخدرات تعاطياً وتوزيعا، ويعني ذلك الإنهيار الإجتماعي. المخرج الثاني، الإلتحاق بطرف من الأطراف السياسية الموجودة في المخيّم لتأمين الدخل من جهة وتأمين الحماية من جهة أخرى، ويحمل هذا المخرج شبهة الإلتحاق بالسلطة اللبنانية وتنفيذ ما تريده بشأن اللاجئين.

أما المخرج الثالث، فيتمثّل بالهجرة وترك لبنان والذي دونه صعوبات وعقبات وخصوصاً في اللحظة الراهنة.

ينتهي الفيلم بدون تقديم أي رؤية مخالفة للواقع الذي يصوره الفيلم.

بدأ النقاش حاميا، بعد انتهاء العرض، خاصة أنّ بعض الحاضرين وصف الفيلم بأنّه محاولة تنميطية للحياة في المخيّم وأنّه يبرز الجوانب السلبية فحسب. وتساءل البعض الآخر: أليس هناك من مخرج رابع يمكن نقاشه؟ وخصوصاً توجيه الإتهامات إلى جمعيات المجتمع الأهلي وإلى الفصائل والأطراف السياسية بعدم القيام بأي خطوة لتحسين الحياة الداخلية في المخيّمات الفلسطينية.

وبرز رأي آخر يقول إنّ الأزمة المتعلقة بحياة اللاجئين تعود لغياب نخبة فلسطينية جديدة يمكن أن تقدّم رؤية حديثة لمستقبل اللاجئين وتحديات العلاقة مع السلطة اللبنانية التي تسعى لاستخدامهم أو تهجيرهم، وكان هناك رد على هذا الراي يشير إلى غياب مساحة الحرية والمخاطر الأمنية التي تحيط بمن يحاول تسليط الضوء على المشكلات الفعلية التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان.

ألا تفتح هذه الخطوة الباب أمام المعنيين بالشأن الفلسطيني لنقاش سؤال وحيد: ماذا يريد اللاجئون الفلسطينيون في لبنان؟؟


وسوم :
, , , , , , , , , ,