مخيّم برج الشمالي “يختنق” والمساعدات الخارجية حلول مؤقتة

التصنيفات : |
يونيو 22, 2022 11:44 ص
شباب فلسطينيون في برلين

*خاص – صمود:

يعيش أهالي مخيّم برج الشمالي بأسوء الظروف، وفي ظل السياسة الرسمية اللبنانية وتعاطيها الأمني مع المخيّمات وخصوصاً الواقعة في جنوب لبنان، غادر كثيرون المخيّم إلى خارج لبنان بطرق قانونية وأخرى غير قانونية. وأدّى تسارع الإنهيار الإقتصادي والمالي في لبنان إلى ارتفاع نسبة المهاجرين من المخيّم المذكور.

خلال التجوال في شوارع مخيّم برج الشمالي وأزقته، تلتقي بكبار السن، الذين خسروا أعمالهم، أو يعملون بأجور لا تكفي مصاريف تنقّلهم.

لا تختلف الحياة خارج المخيّم عن داخله، فالمواطن اللبناني يعيش الظروف القاسية نفسها التي يعيشها الفلسطيني. وكما يعتمد الكثير من العائلات اللبنانية على أبنائه المقيمين في الخارج، كذلك تساهم مساعدات المغتربين الفلسطينيين بتحسين حياة عائلاتهم المقيمة في المخيّم، والتي تعتمد على التحويلات المالية المنتظمة، وإرسال الأدوية اللازمة لأهاليهم الذين، وإن كان لديهم المال، لكنهم يفتقدون وجود الدواء.

على الرغم من أهمية هذه المساعدات المالية والطبية، إلا أنّها لا تشكّل حلّاً جذرياً في ظل خفض تقديمات الأونروا

يروي أحد الشبان الفلسطينيين من مخيّم برج الشمالي، والذي وصل إلى بريطانيا ويعمل ممرضاً هناك: “العمل هنا شاق وصعب، لم أكن أتخيّله كما هو فعليا، كذلك معاناة البعد عن الأهل، ولكن لم يكن لديّ بديل عن ذلك، كي أحافظ على كرامتي وكرامة أهلي”.

ويضيف: “أرسل إلى عائلتي 300$ شهريا، هذا ما أستطيع إرساله، وأعتقد أنّ هذا المبلغ قد يؤمّن الحاجات المعيشية الأساسية لأهلي في المخيّم”.

وما زال الشاب مصطفى د. يبحث عن فرصة عمل في الخارج، ويعلق بالقول: “هل من حلّ آخر هنا؟ إن وجدتُ عملاً  فالمدخول قد لا يكفي لتأمين تنقلاتي”.

بعض الأهالي في المخيّم يستلمون الأدوية

وتتلقّى مجموعة من أهالي مخيّم برج الشمالي أدوية متنوعة يؤمّنها الشباب الذين هاجروا إلى الخارج، وتصل الأدوية عبر المسافرين القادمين إلى لبنان، وهي أدوية لذوي الأمراض المزمنة، يستفيدون منها، خصوصاً بعد “اختفاء” مثل هذه الأدوية من الأسواق اللبنانية.

وفي دول مختلفة في الخارج، يتعاون الشباب الفلسطيني لتأمين مساعدات دورية للمحتاجين من الأهالي. وهذا ما يحصل في مدينة برلين الألمانية مثلا.

على الرغم من أهمية هذه المساعدات المالية والطبية، إلا أنّها لا تشكّل حلّاً جذرياً في ظل خفض تقديمات الأونروا، وتراجع خدمات المؤسسات والجمعيات الأهلية. وهذا يفترض القيام بمبادرات جدية لتحديد احتياجات الأهالي وكيفية تأمينها ضمن خطة واقعية قابلة للتحقّق، حسب ما تقول ناشطة من مخيّم برج الشمالي.


وسوم :
, , , , , , , ,