المؤتمر القومي العربي يعقد دورته الـ31 في بيروت: “تأكيد على التضامن مع لبنان وفلسطين”

التصنيفات : |
يونيو 24, 2022 9:40 ص

*خاص – صمود:

إفتتح المؤتمر القومي العربي دورته الـ31 في فندق الكومودور ببيروت، بجلسة ترأسها الأمين العام السابق للمؤتمر معن بشّور بحضور شخصيات سياسية وفكرية عربية.

حيث ناقش المؤتمر في جلساته أوراقاً قدّمها أعضاء المؤتمر، وتتصل بـ”عناصر المشروع النهضوي العربي” وبالتطورات العربية والإقليمية والدولية الراهنة، بالإضافة إلى “القضية الخاصة” التي اختارت الأمانة العامة للمؤتمر أن تكون عن “التطبيع مع العدو الصهيوني”.  

وتأتي أهمية هذه الأوراق بحسب المؤتمر، على أنّها “ببعدها الفكري والتحليلي والثقافي، التي أعدّها أعضاء من المؤتمر القومي العربي، من مغرب الوطن العربي إلى مشرقه، ومن المحيط إلى الخليح، أنهّا تؤكّد على ضرورة أن تنطلق مواقف المؤتمر من القضايا الراهنة، ومن الجمع بين الثوابت المبدئية التي يقوم المؤتمر على أساسها، وبين التحليل العلمي الموضوعي الذي يحرّر الخطاب السياسي العربي من الإرتجال والإنفعال”.    

بدوره، قال معن بشور في بداية المؤتمر: “في مثل هذه الأيام من عام 1982، شُنّت الحرب الإسرائيلية الخامسة التي واجهها وطنيون لبنانيون ومقاومون فلسطينيون والجيش العربي السوري ومتطوعون عرب وكذلك متطوعون أمميون، لذلك فإنّ لقاءنا اليوم هو استمرار التضامن مع لبنان الذي ما زال يواجه حروباً من أنواع مختلفة”.

وأضاف: “ما كان ممكناً لهذا المؤتمر أن يستمرّ على مدى عقود ثلاث ونيّف، لولا أنّه اعتمد قاعدتين في عمله وهما: المبدئية أيّ الإلتزام بالمبادئ والإستقلالية، والتي تمثّلت بتمسّكنا جميعاً بالمشروع النهضوي العربي، والإستقلالية التي مكّنت المؤتمر من أن يتجاوز لحظات إنقسام خطيرة عاشتها الأمة”.

في حين، قال الأمين العام للمؤتمر مجدي المعصراوي: “لعلّ في اختيار الأمانة العامة للمؤتمر بيروت عاصمة الحرية والعروبة والمقاومة مكاناً لانعقاد هذه الدورة، هو تعبيرٌ عن مكانة لبنان لدى أشقائه العرب الذين يرون في دعمه ومساندته واجباً غير خاضع لأيّ شروط أو مساومة، لا سيما إذا كان يدفع ثمناً عالياً من الحصار الخارجي والمعاناة الداخلية بسبب دوره النهضوي والحضاري والمقاوم في حياة الأمة”.

من جهته، حيّا منسّق عام المؤتمر خالد السفياني “القابضين على الجمر والمرابطين والمرابطات الذين يحمون الأقصى وكنيسة القيامة ويحمون مستقبل فلسطين، وكل الشهداء والأسرى والمعتقلين، والمقاومتين الفلسطينية واللبنانية”.

وقال: “تنعقد هذه الدورة من المؤتمر والعالم يعيش تحوّلات عميقة وجوهرية، تنعقد والكيان الصهيوني يناقش زعماءه قضية وجود ما يسمّى “إسرائيل”، تنعقد هذه الدورة ومحور المقاومة يتقوّى والإيمان بأنّ المقاومة هي السبيل للتحرير”.

وفي سياقٍ متّصل، قال أمين عام “جبهة التحرير الوطنية الجزائرية”، أبو الفضل بعجي: “إنّ الجزائر تحرص على أن تكون القمة العربية، التي ستنعقد في الفاتح من شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، بكل ما لهذا التاريخ من رمزية وطنية وتاريخية وبعد قومي عربي، قمة جامعة بلا إقصاء لأيّ طرف، تكون فرصة لإعادة بناء موقف عربي داعم للقضية الفلسطينية ووضع هذه القضية في صلب أولويات هذا الحدث الهام، الذي نأمل جميعاً أن يكون شاملاً وجامعاً وأن يشكّل إنطلاقة جديدة للعمل العربي المشترك”.

كما ألقى وزير الدفاع الظل اليوناني السابق والنائب السابق في البرلمان اليوناني والأوروبي كوستاس أسيخوس كلمة تضامنية مع لبنان والمقاومتين اللبنانية والفلسطينية، وقال: “إنّ سفينة الإستخراج هي أسهم صهيونية مسجّلة في اليونان والكيان الصهيوني”.

وأضاف: “بوحدتنا نستطيع هزم العدو وبتفرّقنا يستطيع العدو هزمنا، ونحن نعتبر أنّنا أبناء هذه الأمة العربية، فاليونان هو جزء من العائلة العربية”.

أما مسؤول العلاقات العربية والدولية في “حزب الله” عمّار الموسوي، فتحدث عن 5 براهين أبرزها: “أنّ قوى المقاومة برهنت على أنّها لم تكن في ساحة من ساحات المواجهة الحلقة الأضعف، وأنّ من البدائل التي عمل الأعداء وما يزالون، تعويضاً عن إخفاقهم في ميادين المواجهة، هي زرع الإنقسامات السياسية والعقائدية والمذهبية، وإن كانت قد تركت ندوباً في جسد الأمة لكنّها فشلت في جعل هذه الندوب جرحاً غائراً وعميقا”.

من جانبه، قال عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” عباس زكي: “جئنا اليوم ننقل لكم حكايا مناضلين في كل مواقع الإشتباك والتي لم تتوقف ساعة، لأنّنا نواجه إطلاق العنان للمستوطنين الذين يرفعون شعارات الموت للعرب حتى وصلت بوزير “إسرائيلي” الآن وهو زعيم شاس لأن يقول: “لمَ السلام والتطبيع مع هؤلاء العرب، هؤلاء مكانهم الإسطبلات.. هم لا يستحقون أن يُستقبلوا في الصالونات”.

وأضاف زكي: “هذا أمرٌ مفجع.. فلم نجد كرامة أو حمية تدافع وتقول “لا” لأبسط الأشياء، وأنا أقول لكم أإنّ شعبنا كفيل بإعادة الإعتبار لأمّة أدارت ظهرها لفلسطين وتخلّت عن القدس وكنيسة القيامة”.

لقاءات على هامش الإفتتاح

أحمد العرموطي ولونا سويرح

بشرى الخليل: “هذا الجيل يتجاوز كلّ القيادات والفصائل الفلسطينية”!

قالت المحامية بشرى الخليل، والتي كانت عضواً في المؤتمر القومي العربي، في مقابلة للموقع: “إنّ هذا الجيل تقع عليه مهمّة كبيرة جداً وهي إعادة النهوض بالمشروع القومي العربي بعد الإنكفاء الذي أصابه، ونقل الأجيال الناشئة من حالة الإحباط الموجودة فيها إلى الطريق الصحيح، لتعودَ للمساهمة في المشروع القومي العربي”.

وأضافت: “أمّا بالنسبة للشعب الفلسطيني، أنا خائفة على الجيل الجديد فهؤلاء الشبّان الصغار هم من يخوضون المعركة ضدّ الكيان الصهيوني، علماً أنّهم  يتجاوزون الفصائل الفلسطينية ولم يتأثروا بتلك القيادات، وأقول اليوم، بأنّ على الفصائل الفلسطينية الجدّية والتي لا تؤمن بالصلح مع “إسرائيل”، مهمة الإلتفاف على الجيل الجديد واحتضانه لأنّه هو الوحيد الذي يصحّح أخطاء الأمة العربية في قضية الصراع العربي – الإسرائيلي”. 

علي بركة: “”حماس” لا ترحّب بزيارة بايدن إلى تل أبيب وتستنكر التطبيع العربي مع الكيان

قال القيادي في حركة حماس في لبنان علي بركة، في حديثٍ خاص لموقع صمود حول زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تل أبيب: “إنّها زيارة خطيرة جداً وليست عادية أبدا، لأنّها ستأتي بمزيدٍ من الدعم للكيان الصهيوني ولتشكيل تحالف عربي – أمريكي – صهيوني لمواجهه المقاومة ومحاصرة إيران للعمل على تصفية القضية الفلسطينية، فنحن لا نرحّب بزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ونستغرب كيف أنّ بعض المسؤولين الفلسطينيين رحّبوا بهذه الزيارة الخطيرة حيث أنّ أمريكا هي شريك الاحتلال الصهيوني في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني”.

وعن الحديث حول تطبيع العلاقات بين السعودية و”إسرائيل”، قال بركة: “نحن في حركة حماس ندين ونستنكر كل أشكال التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني، سواء تطبيع العلاقات مع السعودية أو أي دولة عربية أخرى.. فالتطبيع هو خيانة، هو التخلّي عن المقدّسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، وهو التخلّي عن القضية الفلسطينية برمّتها، والتطبيع يشجّع حكومة العدو الصهيوني على مواصلة عدوانها على الشعب الفلسطيني”.

أحمد العرموطي: “مأساة التطبيع بدأت مع إتفاق أوسلو”

من جانبه، قال رئيس المنتدى العربي الناصري في الأردن وعضو في المؤتمر القومي العربي الدكتور أحمد العرموطي،  في سياق الحديث مع مراسلة الموقع، عن التطبيع: “أنا أرى بأنّ المتغيّرات العالمية تنعكس لصالح القضية الفلسطينية، رغم محاولات التطبيع بين الدول العربية والكيان الصهيوني، لكن كما طبّعت الدول العربية سابقاً فلن تقبل به الشعوب العربية في أقطارٍ مختلفة.. هناك دول عربية كثيرة طبّعت لكن تطبيع “أوسلو” في فلسطين كان المأساة والمصيبة الكبيرة للشعب الفلسطيني، فاتفاقية “أوسلو” تنازلت عن الأرض وقبلت بأن تكون سلطة تابعة للاحتلال الإسرائيلي، وهذه أخطر على القضية الفلسطينية من باقي الدول العربية المطبّعة”.

لونا سويرح: “العالم يُعاد تشكيله ليصبحَ قوى متعددة متصارعة”

وفي سياقٍ متّصل، قالت المديرة العامة لمركز دراسات الوحدة العربية في بيروت لونا أبو سويرح، في مقابلة خاصة لـ”صمود”: “إنّ القضية الفلسطينية هي قضية مركزية للأمة العربية وما يحدث في العالم اليوم لا شك ينعكس على الأمة العربية”، وتابعت: “نضالنا مستمرّ والمقاومة مستمرّة، كما أنّ المتغيّرات العالمية تسيطر بشكلٍ عام على مجريات الأحداث. واليوم، يُعاد تشكيل هذا العالم ليصبح قوى متعددة متصارعة، فكيف لأمتنا العربية بأن تلتقط هذه اللحظة وتشكّل تحالفات يكون لها أهداف مشتركة في سبيل حلّ مشكلاتنا وأولها تحرير الأراضي الفلسطينية والجولان المحتلّ وحلّ النزاعات العربية المختلفة”. 


وسوم :
, , , , , , , , , , , , , , , , ,