بين انتظار هولشتاين واستكمال العدو تحضيراته لاستخراج الغاز: أية خيارات لبنانية؟

التصنيفات : |
يونيو 25, 2022 7:51 ص

*قاسم قصير

منذ وصول “سفينة أنرجان” اليونانية المتخصصة بالإنتاج والتنقيب عن الغاز الطبيعي المُسال إلى حقل كاريش، المتنازع عليه بين لبنان والعدو الصهيوني، والبدء بربطها بسفن الدعم وصعود العاملين الفنيين والتقنيين إليها من أجل البدء بمهامها، وملف ترسيم الحدود البحرية أصبح أحد أهم الملفات في لبنان، وعلى ضوء المواقف التي اتخذها المسؤولون اللبنانيون وقادة المقاومة بمنع العدو من استخراج الغاز إذا لم يحصل إتفاق على المناطق المتنازع عليها، حضر إلى لبنان المسؤول الأمريكي آموس هولشتاين واستمع إلى وجهة النظر اللبنانية ووعد بردّ الجواب خلال فترة قصيرة.

لكن، في الأيام القليلة الماضية رصدت المواقع المتخصصة بمراقبة السفن وصول سفينة جديدة إلى المناطق المتنازع عليها قرب حقل كاريش والخط 29، مما يعني أنّ العدو الصهيوني مستمر بالإجراءات العملية للبدء باستخراج النفط والغاز وتصديرهما إلى أوروبا دون انتظار الإتفاق مع لبنان.

خلال شهرين، يمكن للكيان الصهيوني البدء بإستخراج الغاز من حقل كاريش، وإذا لم يتّخذ لبنان القرارات القانونية أو العملية لتثبيت حقوقه والدفاع عنها، فإنّه سيخسر هذه الحقوق بشكل كامل

وحسب خبراء النفط والغاز، فإنّه خلال شهرين يمكن للكيان الصهيوني البدء بإستخراج الغاز من حقل كاريش والذي هو محط خلاف بين لبنان والصهاينة، وإذا لم يتّخذ لبنان القرارات القانونية أو العملية لتثبيت حقوقه والدفاع عنها، فإنّه سيخسر هذه الحقوق بشكل كامل ولا تعد تنفع كل مفاوضات الترسيم البحري التي ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية.

ومن أجل مواجهة التهديدات التي أطلقها المسؤولون اللبنانيون وقادة المقاومة، بدأ المسؤولون الإسرائيليون بإطلاق التهديدات ضد لبنان والإعلان عن إمكانية قيام جيش الاحتلال بعملية عسكرية ضد لبنان تؤدي إلى تدمير البنية التحتية واحتلال مدن صور وصيدا والعاصمة بيروت وتوجيه الضربات لآلاف الأهداف التي رصدها الجيش الإسرائيلي مسبقا.

ورغم أنّ هذه التهديدات تتّسم بالتهويل وأنّ العدو الصهيوني يدرك أنّه لم يعد قادراً على القيام بعملية برية جديدة ضد لبنان بعد الفشل الكبير الذي واجهه في حرب تموز/يوليو من العام 2006، فإنّه لا بد من أخذ هذه التهديدات بجدية والبناء عليها في المواقف القادمة وضرورة الإستعداد لكل الخيارات والإحتمالات.

وأمام لبنان والمسؤولين اللبنانيين وقادة المقاومة عدة خيارات وإحتمالات في المرحلة المقبلة، نلخّصها بالنقاط التالية:

أولا، إنتظار جواب المبعوث الأمريكي حول العرض اللبناني بشأن الترسيم وحقّ لبنان في المنطقة المتنازع عليها والتأكد من وقف عمليات استخراج النفط والغاز من هذه المناطق، ومشكلة هذا الإنتظار أنّه لا يصبّ في مصلحة لبنان في حال استمر لفترة طويلة، لأنّه خلال هذه الفترة سيواصل العدو الصهيوني إجراءاته العملية في استخراج النفط والغاز مما قد يُفقد لبنان حقوقه كاملة.

ثمة إتفاق غير رسمي يُعدّه الأمريكيون، ومن خلاله تتولّى شركة عربية إستكمال التنقيب عن النفط والغاز في المناطق المتنازع عليها وتقوم باقتسام الحصص بين لبنان والكيان الصهيوني

ثانيا، في حال لم يأتِ الحوار بنتائج إيجابية، فإنّ لبنان مضطر لاتّخاذ خطوات عملية لحفظ حقوقه عبر التوقيع على تعديل المرسوم 6433 لحفظ حقّ لبنان القانوني في هذه المناطق وحتى الخط 29 والذهاب إلى الأمم المتحدة مع إبراز عناصر القوة والضغط.

ثالثا، العودة إلى المفاوضات غير المباشرة عبر الأمم المتحدة والعودة إلى اتفاق الإطار الذي وقّعه الرئيس نبيه بري سابقاً مع الأمريكيين، وهذه وجهة نظر الرئيس بري.

وفي موازاة ذلك، هناك معلومات من مصادر مطّلعة لكنّها غير مؤكدة رسميا، تشير إلى أنّ ثمة إتفاق غير رسمي يُعدّه الأمريكيون، ومن خلاله تتولّى شركة عربية إستكمال التنقيب عن النفط والغاز في المناطق المتنازع عليها وتقوم باقتسام الحصص بين لبنان والكيان الصهيوني، ومن خلال ذلك تنتهي هذه الأزمة وتتمّ بموازاة ذلك عملية ترسيم الحدود البحرية، وأنّه لا مصلحة لأحد باندلاع مواجهة في جنوب لبنان ومع الكيان الصهيوني قد تتطور لحرب شاملة في ظل سعي كل طرف إلى تجميع عناصر القوة، وبرز ذلك عبر الزيارة التي قام بها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى بيروت ولقائه مع أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله وما صدر من مواقف عن اللقاء وما يُقال عن عودة “حماس” إلى دمشق ومحور المقاومة.

في الخلاصة، نحن أمام مرحلة دقيقة وحرجة وكل الإحتمالات ممكنة بانتظار كشف نتائج ما يقوم به المبعوث الأمريكي سواءً كانت إيجابية أو سلبية.

*كاتب لبناني


وسوم :
, , , , , , , , , , , , ,