“بَلاها وبلا بَلاها”

التصنيفات : |
يونيو 26, 2022 12:47 م

*وفيق هوّاري – صمود:

تحت هذا العنوان المثير، تمّ تنظيم حملة توعوية مشتركة حول مخاطر المخدرات. واختُتمت الحملة في مدرسة نابلس في مدينة صيدا يوم الجمعة ٢٤ حزيران/يونيو ٢٠٢٢، بعد تقديم عمل مسرحي وجلسة توعية استهدفا أمهات تلامذة مدرسة نابلس وعدد من تلامذتها. ويأتي الإختتام قبل يومين من اليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي يصادف اليوم.

تقول زهراء.ب: “أعمل كمدرّسة في إحدى مدارس صيدا، وبناتي يدرسن في هذه المدرسة، ومن الطبيعي أن أشارك في حلقة التوعية هذه، كي أكتسب مهارة كيفية التعامل مع بناتي حول هذا الموضوع الخطير، وأتعلم كيف أتعاطى مع تلامذتي أيضا”.

زهراء، أم من عشرات الأمهات اللواتي تمّ استهدافهنّ في حملة التوعية هذه، والتي نظّمها المجلس الأهلي لمكافحة الإدمان ووكالة الأونروا.

يقول رئيس المجلس الأهلي لمكافحة الإدمان ماجد حمتو: “يشهد لبنان إزدياد ظاهرة تعاطي المخدرات، والمخيّمات الفلسطينية جزء منها، ولا تقتصر عملية التعاطي على حشيشة الكيف، تحت حجة أنّ البرلمان اللبناني سمح بزراعتها (رغم أنّ القانون لم يشرّعها)، بل تشمل جميع المواد المخدرة الأخرى”.

ويضيف: “ومع تفاقم هذه الظاهرة، كان من الضروري تنظيم مثل هذه الحملة، واستهداف المراهقين، الأهالي والأطفال. ولا نربط الحملة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات فحسب، بل نسعى من خلال اللقاءات التي تمّت والنشاط المتنوّع الذي حصل، إلى استقطاب عدد من متعاطي المخدرات للتعرف على مخاطرها، وإبلاغهم عن مراكز العلاج وإمكانية الوصول اليها”.

وعن دور المجلس الأهلي، يوضح حمتو: “لقد عقدنا جلسة عصف ذهني مع الزملاء في وكالة الأونروا، الذين اقترحوا بدورهم تنظيم هذه الحملة، واتفقنا على آلية تنفيذ حملة التوعية في جميع المخيّمات المسؤولة عنها الأونروا، وقد طرحت خطة أولية للحملة، وأمّنت المستلزمات المطلوبة وخصوصاً اللوجستية منها، كما حصل تعاون مع جميع قوى المجتمع المحلية كي يساهموا في الحملة”.

وقد ساعد المجلس الأهلي بتنظيم عدد من جلسات التوعية في البلدة القديمة حيث يوجد اختلاط لبناني – فلسطيني واسع، واستهدفت الجلسات عدداً كبيراً من الشباب وأهاليهم.

وشارك في الجلسات إختصاصيون نفسيون وإجتماعيون.

المخدرات تغزو عين الحلوة

أما في مخيّم عين الحلوة، فستُختتم الحملة في الخامس من تموز/يوليو القادم بعرض مسرحي في إحدى مدارس الأونروا.

وفي سياق متّصل، تقول مسؤولة جمعية “زيتونة”، زينب جمعة: “للأسف، يشهد مخيّم عين الحلوة كغيره من المخيّمات إنتشاراً واسعاً للمخدرات منذ سنوات، وقد عملت مؤسسات محلية على التوعية من مخاطر تعاطي المخدرات، في فترات سابقة، ونحن في هذه الحملة نُكمل عملية التوعية، ونستهدف أمهات وأطفال من مخيّم عين الحلوة، وأعتقد أنّ الأهم في الموضوع متابعة التوعية وأن لا نقف عند حدود الخامس من الشهر القادم بل أن نكمل العمل ضمن الإمكانات المتاحة”.

وتقول إحدى الناشطات المشاركة في الحملة: “نتوجّه للأطفال ما بين ١٢- ١٨ عاما، ونركّز على الأهالي، كي تتحوّل الأفكار التي نقدّمها لهم إلى ثقافة يومية، وقد تمّ التعاون مع جمعية “سُكون”، والمجلس الأهلي وجمعيات محلية مختلفة، وتمّ تأمين مواد إعلامية، ونشر أخبار الأنشطة المتنوعة على وسائل التواصل الإجتماعي، وإلى جانب التوعية كان هناك نشاط ترفيهي ورياضي وتحفيز الشباب للتدرّب على مهن مختلفة”.

وتؤشّر ناشطة أخرى إلى مشكلة ثانية تتعلّق بكيفية إخراج الشباب من عملية استخدام المخدرات، خصوصاً انّ الخدمات بهذا الجانب قليلة، وتكلفة العلاج مرتفعة، وسعر الأدوية المطلوبة مرتفع أيضا. وتزيد: “إنّه وضع صعب، ونحن بحاجة إلى مساعدة من المجتمع الدولي للمجتمع المحلي في مجال العلاج، ولا ننسى النظرة الإجتماعية التي تُلقي وصمة عار على المستخدم، عدا عن مشكلة السجل العدلي”.

تتدخل ناشطة أخرى لتوضح: “لم تقتصر حملة التوعية على الجلسات فقط، بل تضمّنت الحملة زيارات إلى منازل في المخيّمات بالتعاون مع جمعيات وهيئات محلية، وقد ركزنا على الجانب التوعوي لأنّنا لا نملك القدرة على العلاج. وخلال الحملة درّبت جمعية “سُكون” عدداً من الناشطين على كيفية إدارة جلسات التوعية مع الأهالي ومع الأطفال والشباب”.

وفي جلسات التوعية، يتمّ التركيز على الأسباب التي تؤدّي بالإنسان إلى استخدام المخدرات، وهي: ضغط الأتراب، محاولة التجربة، الهروب من مواجهة المشكلات، وهم تحسين الأداء، أسباب صحية وتمرّد على الواقع. لكنّ التعاطي والإستخدام يؤدّيان إلى أضرار صحية، إجتماعية وإقتصادية. ولمواجهة الإدمان يجب توفّر الإرادة، تفهّم الأهل ومساعدتهم، وقوف الأصدقاء إلى جانب الشخص، دور المؤسسات المعنية، وأخيراً السلطات التي يجب التعاطي مع المستخدم بصفته ضحية وليس مجرما.

في الوضع الراهن، لا بد من استمرار حملات التوعية وتحويلها إلى سياسات يومية تساعد في تغيير منهجية التفكير عند الشباب ودفعهم إلى مواجهة واقعهم بدلاً من الهروب منه نحو حلول مُتخيّلة.


وسوم :
, , , , , , , , , , , ,