البيان الختامي للمؤتمر القومي العربي الـ31: لا للتطبيع و”فيتو” على الناتو العربي

التصنيفات : |
يونيو 30, 2022 9:36 ص

*خاص – صمود:

إنعقدت دورة المؤتمر القومي العربي الـ31 في بيروت، يومي الخميس والجمعة 23 و24 من شهر حزيران/يونيو 2022، بمشاركة نحو 230 من أعضائه، حيث ضمّ ضيوفاً وإعلاميين عرب وأجانب.

ناقش المؤتمر تقريراً سياسياً أضاء على المشهد الدولي والإقليمي والعربي، ورصد متغيّراته بمهنية وموضوعية، كما القضية الخاصة بهذه الدورة وهي قضية “التطبيع مع العدو الصهيوني”، والأوراق المتعلّقة بالمشروع النهضوي العربي، إضافةً إلى المبادرات والنشاطات التي قام بها في الفترة ما بين دورتي الإنعقاد في معرض مواجهته للتحدّيات والمستجدات، واتخاذه المواقف التي تنسجم مع حرصه على المصلحة العربية العليا.

حمدين صباحي: الأمين العام الجديد للمؤتمر القومي العربي

وفي هذا الإطار، جرى خلال هذه الدورة، إنتخابات للأمين العام الأمانة العامة، حيث فاز بالإجماع حمدين صباحي من مصر، أميناً عاماً للمؤتمر القومي العربي. 

في حين، قررت الأمانة العامة تكليف الأمين العام بالتعاون مع الأمناء العامين السابقين، إختيار الأعضاء العشرة المتمّمين للأمانة، لا سيّما من الأقطار التي لم يُرشّح أعضاء منها للأمانة، على أن يُستكمل الهيكل التنظيمي للمؤتمر في إجتماع الأمانة العامة. 

وقد خلص المؤتمر إلى تأكيد قراءاته للمستجدات العربية والإقليمية والدولية، من خلال أوراق العمل التي قُدّمت والمناقشات التي أعقبتها بكلّ جدية واهتمام، خاصةً في المسائل التالية:  

1– “موقع العرب في النظام العالمي: قيد التشكّل”

بحسب ما جاء في المؤتمر، فإنّه “من الواضح أنّ النظام العالمي القائم على القطب الواحد قد بدأ بالإنهيار، وأنّ هناك نظاماً عالمياً تعدُّدياً قيد التشكّل، وعلى العرب أن يحجزوا مقعدهم فيه، خاصةً وأنّ موقعهم في محور المقاومة يجعل من تشكّل المجموعة الإستراتيجية المنتظمة في النظام الجديد أمراً ممكنا”. 

2- “الوحدة العربية”

“إنّ فشل النظام الرسمي العربي في تحقيق الوحدة التي يصبو إليها العرب أمر من شأنه أن يلقي المسؤولية على عاتق النخب العربية، ويدعوها إلى تقديم كلّ ما يمكن من أفكار وإبداع، وإنتاج المشروعات الرامية إلى تحقيق التكامل العربي على أسس علميّة تحقق الإنصهار، مع التمسّك بإطار جامعة الدول العربية وإصلاحها وتطويرها بما يحقّق إستقلاليتها ويعزّز قدرتها على العمل العربي الجامع والوحدوي دون إقصاء أو إستئثار”.

3- “الإستقلال الوطني والقومي”

“في ظلّ قصور الحالة الإستقلالية لدى معظم الدول العربية، أصبح النضال من أجل الإستقلال الوطني والأمن القومي هدفاً للنضال المستمرّ لدى الشعوب التي عليها أن تعيَ أهمية الموضوع، وأن تفرض إيقاعها لتحقيقه وللتفلّت من التبعية للخارج والتحرّر من أنظمة القمع مع التأكيد على النضال السلمي”.

4- “رهان الديمقراطية في الوطن العربي”

“بات من المسلّمات اليوم بأنّ الديمقراطية هي ضرورة وطنية وقومية وتشكّل ممرّاً أو مسلكاً إجبارياً إلى الوحدة العربية التي تُعتبر من أسمى أهداف الأمة العربية”.

5- “التنمية المستقلّة”

“تبيّنت الحاجة إلى وضع خطط ترمي إلى تحقيق هذه التنمية في مختلف المجالات والقطاعات، لا سيما قطاعات التعليم والغذاء والصناعة والزراعة، وأطر الإنتاج الأخرى، من أجل تعزيز فرص العمل للجميع وتعزيز دور المرأة في الإقتصاد والمجتمع، سعياً وراء التكامل التامّ والإنتاج التصاعدي”.

6- “التجدّد الحضاري”

“إنّ النظر إلى الماضي وقياس الواقع عليه يقوم على إظهار الحاجة الملحة للتطوير والتطور المستمر مع التمسّك بالتراث من جهة ومواكبة العصر من جهة أخرى، على قاعدة أنّ البناء الحضاري هو إحتفاظ وتجاوز بما هو إيجابي في تراثنا الحضاري”.

دعا المؤتمر بأشدّ العبارات إلى “وقف التطبيع فوراً وبشتى الأشكال”، وأدان سعي دول عربية للدخول في أحلاف عسكرية مع العدو الصهيوني، وشجَب محاولات إنشاء التحالف الشرق أوسطي للدفاع الجوي

فلسطين في منتصف كل شيء

وفي سياقٍ متّصل، واكب المؤتمر القومي العربي ما يجري على المسرح العربي والإقليمي والدولي، ووقوفاً على تأثير ذلك على قضايا العرب العادلة والتي في طليعتها قضيّة فلسطين “قضية العرب المحورية والمركزية”، حيث أشار إلى “ما حقّقته المقاومة الفلسطينية من إنجازات وأظهرته من بطولات في مواجهة العدو الصهيوني”.

ودعا المؤتمر بأشدّ العبارات إلى “وقف التطبيع فوراً وبشتى الأشكال”، وأدان سعي دول عربية للدخول في أحلاف عسكرية مع العدو الصهيوني، وشجَب محاولات إنشاء التحالف الشرق أوسطي للدفاع الجوي – وهو تحالف لحماية الكيان الصهيوني – وسدّ الثغرات في بنيته الدفاعية التي فضحتها المقاومة.

كما حيّا المؤتمر الشهداء الفلسطينيين والأسرى في سجون العدو، ودعا المنظمات الدولية للقيام بواجباتها والإضطلاع بمسؤولياتها لتحريرهم.

وثمّن المؤتمر دور الشعوب الصديقة في دعم القضايا العربية، وفي مقدّمتها قضية فلسطين والحقوق العربية، وأدان مجدداً عملية “التزوير القائم بوصف المقاومة بـ”الإرهاب”، وشجب سلوك أنظمة عربية في ملاحقة المقاومين والتضييق عليهم أفراداً وجماعات ومنظمات”.

 شجب المؤتمر الضغوط الأمريكية والغربية التي تُمارس على لبنان لإلزامه بالتطبيع وتوطين الفلسطينيين، واستيعاب النازحين السوريين والتنازل عن أرضه وثرواته في البرّ والبحر خدمة للعدو الإسرائيلي

“لا”للتطبيع.. “لا” للترهيب

وفي ما نوّه المؤتمر بالصمود الأسطوري لسوريا في مقابل الحرب الكونية عليها، دعا إلى وقف الحرب الإقتصادية التي تُشنّ عليها، وإلى وقف التدخل الخارجي بشؤون العراق، وأعلن المؤتمر عن دعمه للهدنة القائمة في اليمن، ووجّه التحية إلى الشعب السوداني لمواقفه الرافضة لكل أشكال التطبيع والإنخراط في أحالف مشبوهة، وأثنى على مساعي الجزائر في بناء موقف عربي جامع لا إقصاء ولا إلغاء فيه لأحد من خلال ترؤسها القمة العربية المقبلة في الخريف،  وشجب المؤتمر الضغوط الأمريكية والغربية التي تُمارس على لبنان لإلزامه بالتطبيع وتوطين الفلسطينيين، واستيعاب النازحين السوريين والتنازل عن أرضه وثرواته في البرّ والبحر خدمة للعدو الإسرائيلي.

كما يدعم المؤتمر كل أشكال المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني، وفي مواجهة كل أشكال التد ّخل والعدوان على الوطن العربي.

حُسن الجوار

وبعد التأكيد على الخصوصية القومية وعدم التدخّل في الشؤون الداخلية، أكّد المؤتمر على “أهمية العلاقة مع دول الجوار العربي التاريخي ممثلةً بإيران وتركيا وأثيوبيا”، ودعا إلى توطيد علاقات التعاون والتنسيق معها، وتعزيز المشتركات الثقافية والحضارية، تحقيقاً للأمن الإقليمي الشامل والتكامل الإقتصادي والتفاعل الحضاري.

في حين، رفض المؤتمر كلّ دعوات الصراع مع دول الجوار العربي الثلاث، ودعا إلى محاربة أيّ نزعة لإذكاء العداء معها، بل حلّ المسائل المشتركة بالحوار.

وفي الختام، أكّد المؤتمر أنّ الحضور الكثيف، كمّاً ونوعا، من العديد من الأقطار العربية والمشارب الفكرية والسياسية المهتمّة بالمشروع النهضوي العربي، هو تأكيد على حاجة الأمة إلى أطر جامعة تركز على المشتركات بين أبنائها وقواها وترفض سياسة الإلغاء والإقصاء التي أدّت إلى تدمير العديد من أقطارها.  


وسوم :
, , , , , , , ,