معرض للمصوّر خليل رعد.. ذاكرة فلسطين على جدران مؤسسة الدراسات الفلسطينية

التصنيفات :
سبتمبر 9, 2022 7:03 ص

*وفيق هوّاري – صمود:

شارك عشرات من الناشطين والمهتمين بافتتاح معرض صور تحت عنوان: “فلسطين… حياة بعيون المصوّر خليل رعد” وذلك عند الرابعة من بعد ظهر أمس الخميس، في قاعة “الكلمة الرمز فلسطين” في مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت/ لبنان.

ضمّ المعرض، الذي دعت إليه مؤسسة الدراسات الفلسطينية، أكثر من ستين صورة فوتوغرافية لعميد المصوّرين الفوتوغرافيين الفلسطينيين خليل رعد.

الكاتب أيهم السهلي

يقول الكاتب في مؤسسة الدراسات أيهم السهلي: “هذا المعرض يعكس بجانب منه حقيقة طالما حاول الاحتلال الصهيوني الوقوف بوجهها، وسعى للترويج لنظرية “أرض بلا شعب”، والحقيقة تقول إنّ فلسطين هي أرض سكنها الشعب الفلسطيني، وأتى المصور اللبناني- الفلسطيني خليل رعد ليثبتَ من خلال صوره الفوتوغرافية أنّ أرض فلسطين مسكونة من أهلها في المدن والأرياف”.

من لا يعرف فلسطين من قبل، يستطيع أن يتعرّف عليها من خلال صور خليل رعد

منظّم المعرض رمزي حيدر

وتحدّث منظّم المعرض ومدير دار المصوّر رمزي حيدر عن هذا الحدث الثقافي: “يأتي افتتاح هذا المعرض في إطار مهرجان بيروت للصورة في دورته الثانية، بعد المعرض الذي نظّمناه لشهداء انفجار الرابع من آب/ أغسطس 2020، وللشهيدة الإعلامية شيرين أبو عاقلة، ويهدف هذا المعرض إلى المحافظة على الذاكرة الفلسطينية، كي لا ننسى فلسطين، وأنّ الصور التي صوّرها خليل رعد في الفترة ما بين ١٩٠٠- ١٩٤٠ توثّق الحياة الفلسطينية في جوانب عدة، ومن لا يعرف فلسطين من قبل، يستطيع أن يتعرّف عليها من خلال صور خليل رعد. لذلك، أدعو كل المهتمين بالتاريخ الفلسطيني وفلسطين أن يمرّوا ويشاهدوا جزءاً بسيطاً من تاريخهم”.

بورتريه المصوّر

كان خليل رعد (١٨٥٤- ١٩٥٧) من المصوّرين المحليين الأوائل في فلسطين، ويعتقد البعض أّنه العربي الأول غير الأرمني الذي امتهن التصوير، خلال مسيرته المهنية التي امتدت لأكثر من نصف قرن، التقط بعض الصور الأكثر انطباعاً في الذاكرة عن الحقبة العثمانية الأخيرة وعن فلسطين في عهد الإنتداب، وامتلك أرشيفاً غنياً من صور المناظر الطبيعية والمدنية ومشاهد الحياة في المدن والأرياف واحتفالات دينية وأحداث سياسية.

وُلد رعد في قرية بحمدون اللبنانية، وانتقل صغيراً مع عائلته إلى القدس حيث تلقّى تعليمه، وتدرّب على التصوير على يد غرابيد كريكوريان الذي أنشأ أول استديو تجاري في القدس، في سبعينيات القرن التاسع عشر.

وفي عام ١٨٩٠، أنشأ رعد استديو خاص به في شارع يافا في القدس قبالة استديو الأرمني، وفي عام ١٩١٣، نشأت شراكة بين الطرفين وكان رعد يصوّر الأحداث السياسية والحياة اليومية.

خلال عام النكبة، خسر رعد الاستديو وعاد إلى بحمدون لكن بعد الحرب، عاد إلى القدس حيث توفي عام ١٩٥٧، لكن الجزء الأكبر من مجموعته بات في عهدة مؤسسة الدراسات الفلسطينية.

تعكس المجموعة الفوتوغرافية مختلف جوانب الحياة في فلسطين، في الأرياف والمدن على حد سواء، والتغيرات السياسية خلال فترتيْ الحكم العثماني والإنتداب البريطاني

ذاكرة معلّقة على الجدران

ونجد في المعرض صوراً مختارة من مجموعة المصوّر خليل رعد لدى مؤسسة الدراسات الفلسطينية، والتي يفوق عددها الأصلي الـ3000 صورة، تمتد من أواخر القرن التاسع عشر حتى عشية حرب ١٩٤٨.

تعكس المجموعة الفوتوغرافية مختلف جوانب الحياة في فلسطين، في الأرياف والمدن على حد سواء، والتغيرات السياسية خلال فترتيْ الحكم العثماني والإنتداب البريطاني، فضلاً عن المناظر الطبيعية ومشاهد الحياة اليومية في المدن والقرى والمواقع الدينية والأثرية، وتضمّ أيضاً صوراً لشخصيات بارزة وأحداث دينية وعامة.

ويوضح السهلي: “من خلال هذا المعرض، تؤكد مؤسسة الدراسات الفلسطينية رسالتها الوطنية والأخلاقية والثقافية، المتمثّلة بإنتاجها المعرفي من ناحية، والحفاظ على الذاكرة الفلسطينية خصبة لدى الأجيال الفلسطينية والعربية من ناحية ثانية”.

ويستمر المعرض لغاية 30 أيلول/سبتمبر، من الإثنين إلى الجمعة، من الساعة 8:00 صباحاً حتى 4:00 مساء.


وسوم :
, , , , , , , , ,