جهاد مشلاوي يروي تفاصيل رحلة الموت على متن مركب الهجرة المنكوب

التصنيفات :
سبتمبر 27, 2022 7:04 ص

أكّد اللاجئ الفلسطيني الناجي من مركب الموت الذي غرق قبالة سواحل مدينة طرطوس السورية، جهاد مشلاوي، أنّ: “المركب قد انطلق من السواحل اللبنانية تحت التهديد بالسلاح من قبل المهرّب، بعد أن قرر السائقُ عدمَ الإنطلاق بسبب رداءة الزورق وحمله الثقيل الذي يجعله عرضة لغرق مؤكّد”.

وتعرّض سائق المركب وأحد ركّابه وضحاياه أسامة نافذ، للتهديد بقتل أطفاله أمام عينيه في حال لم ينطلق بالمركب، وذلك من قبل المهرّب المدعو “أبو علي”، بحسب الناجي جهاد مشلاوي.

وبحسب مشلاوي، فإنّ 70 شخصاً على الأقل توفّوا لحظة انقلاب المركب، ووقف هو على الجهة الثانية بعكس المركب المقلوب على بعد 100 متر، وكان الشباب الضحايا والمفقودون من مخيّم شاتيلا أحمد ونور الحاج ورواد السيد ينادونه طلباً للمساعدة، فطلب منهم السباحة حتى وصلوا إلى ظهر المركب.

وتابع: “بقينا من منتصف الليل حتى بزوغ الفجر، بقي على المركب فقط 6 أشخاص من أصل قرابة 36 شخصاً رأيتهم على ظهر المركب، وآخر طفل مات معنا صباحاً من البرد والعطش، كان أبوه يمسكه وتركه بالماء، ورواد السيد توفّي على يدي من شدة البرد وأحمد بقي ممسكاً بي في ما نور تعب جدا -صار يهلوس ويطلب الماء- نور بعد ساعتين اختفى وبقي أحمد، حينها قلت لهم: مرّ على مكوثنا هنا ٢٤ ساعة لو علم أحد بنا لكان جاء وطلبت من أحمد أن يسبح معي وقلت له: أنت قوي لا تستسلم”.

أودع مشلاوي وصيّته لأهله عند الشاب الفقيد أحمد عبد اللطيف الحاج بأنّه يحبهم وأحمد قال له: “أخبر أهلي أنّني أحبهم وهذه الكلمات هي الأخيرة التي سمعها من أحمد”.

ووصف مشلاوي المهرّبين بـ”المافيا التي قبضت مئات آلاف الدولارات، ورمت بالناس إلى الموت”. وقال: “ليس من مصلحة المهرّبين أن يخرج ناجياً واحداً من قوارب الموت كي لا نتحدث عما شهدناه”.

ووصف مشلاوي البالغ من العمر 31 عاما، المهرّبين بتجّار الدم، مؤكداً أنّ: “المهرّب المسؤول عن عملية التهريب، مطلوب دمه لأهالي المخيّم، ولا يكفي فقط القبض عليه من قبل السلطات”.

وتحدث مشلاوي، عن تواطؤ بين المهرّبين وبعض ضبّاط الجيش والأمن في لبنان، وقال: “إنّ حواجز الدولة والعساكر من منطقة المدفون حتّى نهاية عكّار، يعرفون المهّربين ويسهّلون مرورهم”.

وأكّد مشلاوي أن: “قصة السفر عند الفلسطيني تبدأ منذ ولادته حيث نتعلم عن القضية والهجرة لأنّ هذه البلاد لا تتحملنا، وأقل حقوقنا الإنسانية لا نحصل عليها”.


وسوم :
, , , , , , , , , ,