عزّ الدين: أيدي خبيثة تسعى دوماً إلى توتير العلاقة بين “الجهاد” و”حماس” لتشتيت وضرب المقاومة

التصنيفات : |
أكتوبر 4, 2022 7:05 ص
القيادي طارق عزّ الدين

*خاص – صمود:

شكّلت عمليات المقاومة النوعية في العمق الإسرائيلي والتصديات البطولية التي تقوم بها مع كل محاولة لجيش الاحتلال لاقتحام مدن وبلدات الضفة الغربية، تحولاً نوعياً في المشهد العام الفلسطيني، فرض حالة من الإرتباك والتردد ليس فقط عند قادة العدو بل لدى أفراد سلطة أوسلو.

موقع صمود، وفي إطار سعيه لتوضيح ما يحصل للرأي العام الفلسطيني والعربي ومن مصادره الأساسية، التقى الناطق بإسم حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية طارق عزّ الدين، في مقابلة خاصة.

*صمود:  شكّلت عملية حاجز الجلمة وقتل الضابط الإسرائيلي تطوراً نوعياً في العمليات ضد جيش الاحتلال، كيف تقرأون هذا المشهد وهل يمكن القول إنّ ما جرى مقدمة لعمليات منظمة، وما هو موقع عملية الجلمة في السيرورة الفلسطينية الراهنة؟.

**عزّ الدين: “إنّ العمل المقاوم يتصاعد يوماً بعد يوم وهذا ما يؤرق الاحتلال وجيشه المهزوم، وما انتشار كتائب سرايا القدس في مدن وقرى ومخيّمات الضفة إلا أكبر دليل على ذلك، ولكنّ العمليات الآن تطورت وبدأت تأخذ طابع المبادرة أولا، وطابع التخطيط والتكتيك ثانيا، وعملية طوباس بالأغوار وعملية الجلمة وعمليات الكمائن دليل ساطع على عمليات مدروسة ومخططة بعناية وخبرة.

جاءت عملية الجلمة لتؤكد أنّ تهديدات الاحتلال بعملية عسكرية في الضفة للقضاء على المقاومة إنّما يعبّر عن هزيمة “الجيش الذي لا يُقهر”، فمعسكر الجلمة يُعتبر مقراً عسكرياً محصناً وتوجيه ضربه له هذا يعني أنّ جنود الاحتلال لا يستطيعون حماية أنفسهم”.

*صمود: أحد القادة الفلسطينيين في الضفة كشف في لقاء سابق مع “صمود” أنّ بيئة المقاومة في الضفة ما زالت بعيدة عن الوضع في غزة، فهل نحن أمام منعطف جديد في أوضاع الضفة بعد التطورات في جنين ونابلس؟.

**عزّ الدين: “البيئة المقاومة والحاضنة موجودة وهي جاهزة أكثر من أي وقت مضى لتصبح إنتفاضة مسلحة في كافة مناطق الضفة، وانطلاقة كتيبة جنين وبعدها طولكرم ونابلس وطوباس ورام الله ومجموعات سرايا القدس في قباطية وبلاطة دليل على هذا.

إنّ العمل المقاوم في الضفة يتوسّع، وللعلم، لا يوجد مدينة أو قرية أو مخيّم يقوم الجيش الصهيوني باقتحامه إلا ويواجَه بالرصاص والعبوات المتفجرة وليس بالحجارة فقط”.

*صمود: لماذا سارع العدو الصهيوني إلى الإعلان فوراً عن مقتل الضابط، هل يمكن اعتبار ذلك مؤشراً على عمليات كبيرة من قِبل الجيش الإسرائيلي في الضفة؟.

**عزّ الدين: “تمّ الإعلان عن مقتل الضابط الصهيوني لأنّ العملية كانت كبيرة وحدثت أمام كاميرات المراقبة التي ينصبها الجيش الإسرائيلي حول معسكر الجلمة، وهو بالتالي لا يستطيع إخفاء مثل هذا الحدث الكبير، فعملية بهذا الحجم (مقتل ضابط وإصابة مجموعة من الجنود) لا يمكن أن يخفيها عن جمهوره الصهيوني ويبدو بمظهر الكاذب”.

“لا يمكن لأي عملية عسكرية أن تنهيَ عمليات المقاومة المتصاعدة”

*صمود: بعد عملية الجلمة، صدر الكثير من ردود الأفعال الإسرائيلية حولها، بين مؤيد لهجوم واسع أو الاكتفاء بعمليات متنقلة، برأيكم هل الجدال الحاصل حول ذلك يعود للمعركة الإنتخابية المحتدمة بين الأحزاب الإسرائيلية؟.

**عزّ الدين: بالتأكيد، فالصراع القائم داخل حكومة وقيادات الاحتلال حول القيام بعملية عسكرية نابع من شقين: الأول، هو أنّ الصراع السياسي على الإنتخابات يدخل في كل القضايا خاصة الأمنية، فالمعارضة تريد للحكومة أن تغرق في مستنقع الضفة ومخيّماتها لتزيدها فشلاً لأنّهم يعلمون أنّه لا يمكن لأي عملية عسكرية أن تنهيَ عمليات المقاومة المتصاعدة، وهذا سيُعتبر فشلاً جديداً لحكومة الاحتلال الحالية.

الشق الثاني، هو أنّ العملية العسكرية التي يهدد بها بعض قادة الاحتلال، فشلت، قبل أن تحدث بسبب تصاعد العمل المقاوم وانتشاره وأيضاً بسبب عدم وجود أهداف واضحة للعملية يتمّ إنجازها بملاحقة مجموعات مسلحة في مناطق الضفة المحتلة، فهذه المجموعات لا تتواجد بمقرات محددة ولا بنى تحتية لها ليتمَّ ضربها، لذلك وبعد ساعات من انتهاء أي عملية سيخرج مقاومون ويصلون إلى أهدافهم وهذا ما يضع الاحتلال أمام أزمة حقيقية سببها المقاومة في الضفة”.

*صمود: أعادت تصريحات محافظ جنين أكرم رجوب، عن جاهزية الأجهزة الأمنية الفلسطينية للقيام بملاحقة المقاومين، النقاش من جديد إلى الدور الأسود الذي تقوم به الأجهزة الفلسطينية ضمن التنسيق الأمني، وما حدث مع القيادي في حماس مصعب اشتية مثال على ذلك، كيف يمكن مواجهة هذا الأمر؟.

**عزّ الدين: “للأسف، السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية تنفّذ أجندة وإتفاق أبرمته السلطة مع الاحتلال، والذي يتمثّل بالتنسيق الأمني، هناك أمر واضح يقول بأنّ بقاء هذه الأجهزة مرتبط برضى الاحتلال عنها فإذا قامت بدورها الذي وُجدت لأجله ستبقى وسيدعمها الاحتلال.. وإذا لم تلاحق المناضلين والمقاومين فإنّ وجودها ينتفي سببه بالنسبة للاحتلال، وهذا يعني أيضاً تهديد مصالح أشخاص وقيادات منتفعين من هذه الأجهزة ولهم أجنداتهم، فإذا زالت الأجهزة سيتمّ فضح أمرهم وسيلفظهم شعبهم لأنّهم عملوا تحت أُمرة الاحتلال”.

“إنّ بعض الخلافات التي تظهر بين عناصر من حركتي حماس والجهاد نابع وللأسف من طبيعة التنافس الذي يخرج عن حدوده، فيصبح تعصّب كل فريق لتنظيمه هو الذي يحكم الحالة الإعلامية”

*صمود: غالباً ما تتداول وسائل الإعلام أخباراً عن خلافات بين حماس والجهاد رغم أنّ الحركتين أكدتا في مناسبات عديدة متانة العلاقة وتلاحمها في مواجهة العدو، كيف تقرأون هذه الحرب الإعلامية وهل من خطوات لتعزيز التنسيق بين الطرفين؟.

**عزّ الدين: “إنّ بعض الخلافات التي تظهر بين عناصر من حركتي حماس والجهاد نابع وللأسف من طبيعة التنافس الذي يخرج عن حدوده، فيصبح تعصّب كل فريق لتنظيمه هو الذي يحكم الحالة الإعلامية، فقادة الحركتين يجلسون باستمرار ويناقشون كافة القضايا والخلافات ويتمّ تجاوز غالبيتها بالتنسيق، ولكن صعوبة السيطرة على نشطاء التواصل الإجتماعي من كلا الطرفين يبقي حالة الخلاف ظاهرة، كما أنّ هناك أيدي خبيثة تسعى باستمرار إلى توتير العلاقة بين الحركتين لتشتيت وضرب المقاومة، فحركتا الجهاد وحماس تمثّلان خط المقاومة الثابت الذي لا يتغير وإن تغيرت بعض التكتيكات وهذا لا يروق للاحتلال وأعوانه، ورغم ذلك ستبقى العلاقة تحكمها معايير لا يمكن أن تنفك وهي: وحدة الشعب، ووحدة الخط، ووحدة المقاومة ووحدة الهدف.. والأهم أنّ العدو واحد ويستهدف كل فلسطين ولا يفرّق بين “الجهاد” أو “حماس” أو “فتح””.


وسوم :
, , , , , , , , , ,