سياسيون سوريون وفلسطينيون يرحبّون بعودة “حماس” إلى دمشق: الاعتراف بالخطأ فضيلة!

التصنيفات : |
أكتوبر 5, 2022 7:08 ص

*خاص – صمود:

منذ إعلان حماس في بيان لها أنّ العلاقات بين الحركة والدولة السورية في طريق عودتها بالكامل إلى ما كانت عليه قبل عام 2011، والأحاديث مستمرة عن رد الفعل السوري ومن قام بالوساطة وهل سيلتقي مسؤولون من حماس مسؤولين سوريين قريبا، حتى أنّ الأنباء تحدثت عن موعد زيارة الوفد الحمساوي إلى دمشق ومن يرأسه.

موقع “صمود” رصد آراء عدد من المحللين والسياسيين السوريين وممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق حول موقفهم من قرار حماس بالعودة إلى دمشق بعد القطيعة.

توحيد البندقية

رأى عضو المكتب السياسي في الحزب السوري القومي الإجتماعي طارق الأحمد في عودة “حماس” إلى سوريا بعد قطيعة أنّ “هذه القطيعة هي الحد الأدنى من الموقف السوري الذي كان يمكن أن يُتّخذ من القيادة السياسية لهذه الحركة التي قامت بفعل خذلان أخلاقي بالدرجة الأولى تجاه الدولة السورية، والقيادة السياسية، والشعب السوري. حيث أنّ قراءتها للأحداث في سوريا كانت مزيجاً من السطحية المفرطة إلى درجة كبيرة، إضافة إلى الرواسب الإخوانية التي هي موجودة عند الكثير من قياداتها، وجزء منها يتعلق بالتربية أيضا، وهذا سلوك يشوب مجتمعاتنا العربية عموماً ولا يقتصر على المجتمع الفلسطيني فقط، ونحن عانينا من ردة البعض منا وأقصد هنا “الجيش الحر” والحركات الإخوانية التي نشأت وما زالت موجودة حتى اللحظة”.

القيادي طارق الأحمد (الحزب السوري القومي الإجتماعي)

“حين لا تصبّ المواقف لصالح سوريا، يجب إعطاء الفرصة للأوفياء من قادة “حماس””

وأوضح الأحمد: “في ما يخصّ المقاومة -وأنا أعبّر عن رأي الحزب السوري القومي الإجتماعي- ومن موقعي، نقول إنّ مصلحة سوريا هي فوق كل مصلحة، وللعلم، نحن كقيادة للحزب لم نكن على قطيعة مع أي من حركات المقاومة بما فيها حركة حماس، وكان القياديون في حزبنا في لبنان مكلّفين باستمرار التواصل مع الجميع، لأنّ مصلحتنا تقضي بذلك في سبيل مقاومة العدو الصهيوني. والآن، أعتقد أنّ سوريا الرسمية تتمهل بموضوع الوساطة، التي يقودها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وهناك رغبة بأن تنتهيَ هذه القطيعة على قاعدة إعادة “حماس”، وبأنّها أخطأت خطأً فادحا وتعترف بذلك، مع التنويه بأن ليس كل قياديي الحركة على نفس النهج والفكر الإخواني”. معتبراً أنّ “التباين في الأفكار والرؤى والتوجهات موجود داخل الحزب الواحد وحتى في الدول، فلا يكون الجميع بالعادة على نسق واحد وهذه طبيعة إنسانية، ولكن تغلب أحياناً الظروف وتتدخل العوامل الخارجية، وبالتالي حين لا تصبّ المواقف لصالح سوريا، يجب إعطاء الفرصة للأوفياء من قادة “حماس”، لأنّ هناك قياديين من حماس كانوا يحصلون على الدعم من تركيا وقطر، إضافة إلى ظروف الحركة  في غزة، هذه الأطراف كانت المسؤولة عن تدمير سوريا بشكل رئيسي”.

واعتبر الأحمد بأنّ سوريا إذ تستغل الفرصة للمصالحة مع “حماس” فهي تعود لتغليب القيادات المنطقية والأكثر وفاءً على تلك المرتبطة بالخارج، وبالتالي فإنّ الموقف السوري ليس ثأرياً أو متصلباًّ ولا يحمل الضغائن، وبنفس الوقت هو يريد توحيد البندقية في وجه العدو “إسرائيل” وهذا يخدم قوى المقاومة التي تتحدّ في وجه الأخطار التي تتهدّدنا.

تدوير الزوايا

من جانبه، علّق الكاتب والباحث السوري عامر الياس على خطوة المصالحة: “إنّ بيان حركة حماس بشأن سوريا مفاجئ بكل ما للكلمة من معنى ويحمل تغييراً في موقف الحركة ينضوي على عدة أسباب، أبرزها: التنكر القطري الرسمي لكل ما يتعلق بجماعة الإخوان المسلمين والعلاقة معهم، حيث جاء موقف أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال حواره مع صحيفة “Le Point” الفرنسية، والتي أكّد فيها على عدم وجود أي علاقة بين الدوحة والجماعة ولا وجود لنشطائها على الأرض القطرية، ضربة مباشرة لحماس وغيرها من التنظيمات المنضوية تحت راية الجماعة، وفي الدرجة الثانية، يأتي التقارب التركي – السوري من خلال الحديث الرسمي عن لقاء بين رئيسي المخابرات في البلدين وما سبقه من تغيير في الموقف الرسمي التركي تجاه دمشق.

الكاتب السوري عامر الياس

وبالدرجة الثالثة، الواقع العربي المتغير في ظل المصالحة القطرية – السعودية، وما تلاه من كسر الجليد بين مصر وقطر والذي تمثّل في الزيارة التي قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الدوحة مؤخرا. وأخيراً الدعم الروسي المباشر للجهود الإيرانية في ما يخص المصالحة بين حماس ودمشق، والذي يندرج في سياق مختلف عن حسابات محور المقاومة، لكنّه يلتقي عند نقطة فتح كل السبل الممكنة للتطبيع بين الدولة السورية والأطراف المناهضة لها، لتشتيت جهود المحور المعادي لسوريا”.

“إنّ سوريا ترحب بأي جهدٍ لرأب الصدع سواء العربي – العربي، أو ضمن أطر محور المقاومة”

وختم الياس: “أما في ما يتعلق بموقف دمشق بشأن المصالحة مع “حماس”، فإنّ سوريا ترحب بأي جهدٍ لرأب الصدع سواء العربي – العربي، أو ضمن أطر محور المقاومة، مع ما يحمله ذلك من تشتيت المحور المعادي لسوريا والتأسيس لمرحلة جديدة في التعاطي مع دمشق، فضلاً عن مراعاة مصالح الحلفاء وأهدافهم من وراء حفاظهم على العلاقات مع حركة حماس خلال السنوات الماضية رغم القطيعة بينها وبين دمشق”.

تعاظم قوى المقاومة

فلسطينيا، حاولت “صمود” التواصل مع جميع الفصائل التي تتواجد في دمشق للسؤال عن موقفها ورأيها بالموقف الجديد من حركة حماس، فأحجم البعض عن التصريح عبر التبرير أنّ كل ما يتمّ تداوله عن قرب انفراج في العلاقات بين “حماس” ودمشق يبقى أحاديثاً إعلامية ليست صادرة عن جهة رسمية حتى الآن، في حين عبّر البعض الآخر عن موقفه كالتالي:

*قال الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني خالد عبد المجيد: “تابعنا باهتمام بالغ القرار الذي اتّخذته حركة حماس، وخاصة البيان الأخير الذي صدر عن قيادة الحركة حول إعادة العلاقات مع سوريا، وكنّا في الفترات السابقة قد التقينا مرات عدة، نحن وقيادات فصائل المقاومة المتواجدة في دمشق، مع رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية وقيادات من الحركة في العاصمة اللبنانية بيروت وعبّروا لنا هو وإخوانه في المكتب السياسي عن استعدادهم لإعادة العلاقات مع دمشق وتكلموا كلاماً طيباً وأبلغونا قرارهم بالإجماع حول ذلك، وأدلوا ببيانات وتصريحات إيجابية حول العلاقة مع سوريا”.

الأمين العام خالد عبد المجيد (جبهة النضال)

“إنّ المعادلات الجديدة التي نراها اليوم على الصعيدين الإقليمي والدولي ستكون لصالح القضية الفلسطينية”

وبيّن عبد المجيد أنّ “المعادلات الجديدة التي نراها اليوم على الصعيدين الإقليمي والدولي ستكون لصالح القضية الفلسطينية”، مؤكداً على أنّ إعادة العلاقات الثنائية بين “حماس” ودمشق سيسهم بتعاظم قوى المقاومة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومخططاته المشبوهة في المنطقة، كما سيساعد في معالجة الأوضاع المعيشية للاجئين الفلسطينيين، وتجاوز أي إشكاليات حدثت سابقاً بين الطرفين.

إعتراف بالخطأ

بدوره، اعتبر عضو المكتب السياسي للجبة الديمقراطية لتحرير فلسطين (أمين إقليم سوريا) حسن عبد الحميد أنّ “قرار قيادة حركة حماس وكما جاء في بيانها من أجل العودة إلى سوريا يشكّل خطوة في الإتجاه الصحيح واعترافاً بالقرار الخاطئ عند مغادرتها دمشق بكل ما عناه هذا القرار من موقف يتناقض مع موقع حماس كجزء من المقاومة الفلسطينية”.

القيادي حسن عبد الحميد (الجبهة الديموقراطية)

وأضاف عبد الحميد: “إنّ الهجمة الشرسة التي تعّرضت لها سوريا، والتي يقف وراءها الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي وأطراف إقليمية عدة، هدفت إلى تقسيم البلاد وتشتيت سكانها والنيل من موقفها العربي والإقليمي وخاصة بما يتعلق بقضية شعبنا الفلسطيني، وهذا يفترض بنا جميعاً فلسطينيين وعرباً أن نقف على الدوام إلى جانب سوريا دفاعاً عن وحدة شعبها وأرضها ومستقبلها وموقعها القومي في الصراع العربي – الإسرائيلي”.

“يجب عودة العلاقات مع سوريا لما تمثّله من رافعة حقيقية في مشروع التصدي للمؤامرة الصهيو – أمريكية على القضية الفلسطينية وقضايا الأمة”

عامود خيمة المقاومة

من جانبه، رأى عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، أبو عماد رامز أنّ “قرار عودة “حماس” إلى سوريا ثمرة لجهود كانت قد بُذلت منذ مدة طويلة وعمل عليها أمين عام حزب الله . سماحة السيد حسن نصر الله”.

وأضاف: “نحن في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، نرى فيها خطوة مهمة وإن جاءت متأخرة. وطالما كانت قيادة الجبهة، وفي كل اللقاءات التي جمعتها بقيادة “حماس” تطالبها بضرورة تصحيح ما ارتكبته من أخطاء بحقّ سوريا قيادةً وشعبا، وتحثّها على عودة العلاقات مع سوريا لما تمثّله من رافعة حقيقية في مشروع التصدي للمؤامرة الصهيو – أمريكية على القضية الفلسطينية وقضايا الأمة. وبالتالي، لما مثّلته ولا تزال كعمود الخيمة في محور المقاومة الممتد من إيران ولبنان وسوريا وفلسطين إلى اليمن وحتى العراق “.

وختم رامز: “لذلك ننظر لهذا القرار بإيجابية عالية لما تشكّله خطوة “حماس” في إعادة علاقاتها مع سوريا من انتصار للوجهة والرؤية العربية السورية في أنّ ما تعرّضت له سوريا شعباً وجيشاً ومقدّرات من مؤامرة.. كان بهدف إسقاط محور المقاومة في المنطقة وفي مقدمته المقاومة الفلسطينية وتصفية قضيتها بكل عناوينها الوطنية”.


وسوم :
, , , , , , , , , ,