“إسرائيل” على موعد مع إنتخابات ساخنة.. والنتائج غير محسومة

التصنيفات : |
أكتوبر 25, 2022 8:32 ص

*منى العمري – صمود:

في حين يدّعي نتنياهو أن دور واشنطن في الاتفاق مع لبنان حول ترسيم الحدود البحرية، هو تدخل في الإنتخابات الإسرائيلية، يبدو أن فرص الأخير تضاءلت على خلفية تحذير سيناتور ديمقراطي كبير من أنّ إدراج نائب يمين متطرف في حكومة مستقبلية محتملة من شأنه أن يضر بالعلاقات بين الولايات المتحدة و”إسرائيل”.

ومن المنتظر أن تُجرى إنتخابات الكنيست المُبكرة في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، بعد أن وافق الكنيست على قانون حلّه، والذهاب إلى هذه الإنتخابات في ظل حالة الإنسداد السياسي وفقدان حكومة يائير لابيد ونفتالي بينيت الأغلبية المطلقة التي تتيح لها تمرير القوانين وتسيير شؤون الاحتلال الإسرائيلي.

وبصرف النظر عمّا يمكن أن تسفر عنه هذه الإنتخابات، وبقاء الإحتمالية الأكبر في أنّها لن تفرز تغييراً كبيراً يمكن أن يؤدي إلى الوصول إلى أغلبية مريحة تمكّن من تشكيل حكومة مستقرّة، فإنّ ما يدركه المتابع للشأن الإسرائيلي -خلال الفترة السابقة- والمرشّح أن يستمر حتى إجراء الإنتخابات، أنّ الأجواء تتجه نحو صراعاتٍ حزبيةٍ كبيرة تظهر أنّ الاحتلال على موعدٍ مع إنتخابات كنيست ساخنة، تبدو ملامحها واضحة في ما يحصل داخل الأحزاب، وما يجري من محاولات إتحاد بعضها أو تفتيت بعضها الآخر في صراعٍ بين الأحزاب.(١)  

في ظلّ الأجواء المُلتهبة.. هل يعود نتنياهو للصدارة مجدداً؟

يتصدّر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، المنافسات في الإنتخابات القادمة، لكنّ احتمالية فشله مجدداً بتشكيل حكومة قد يضع حدّاً لمستقبله السياسي.

وكما هو الأمر في الإنتخابات السابقة، فإنّ حزب “الليكود” اليميني الذي يقوده نتنياهو، ما زال يتصدّر قائمة الأحزاب بالكنيست.

“إنّ سبب إجراء جولة إنتخابات خامسة خلال أقل من 4 أعوام، هو وجود أغلبية لصالح اليمين، وافتقاد هذه الأغلبية لصالح نتنياهو، بعد أن تخلّت عنه بعض الأحزاب”

(إيمانويل نافون)

وبحسب المعطيات الواردة، تكاد تجري الإنتخابات المرتقبة حول شخص نتنياهو أكثر من أيّ أمر آخر.

وفي هذا الصدد، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة “تل أبيب” إيمانويل نافون: “إنّ سبب إجراء جولة إنتخابات خامسة خلال أقل من 4 أعوام، هو وجود أغلبية لصالح اليمين، وافتقاد هذه الأغلبية لصالح نتنياهو، بعد أن تخلّت عنه بعض الأحزاب”.

وأضاف نافون: “لهذا، فإذا ما نظرنا إلى نتائج الإنتخابات الأخيرة، فإنّ هناك أغلبية لصالح اليمين، ولكن نتنياهو لم يترجم هذا الأمر بشكلٍ جيد، لأنّه لم يعد يحظى بدعم سياسيين يمينيين إسرائيليين”.

وتابع: “لذا توجهت الأحزاب اليمينية الخارجة عن معسكر نتنياهو قبل عام من الآن إلى أحزاب من الوسط واليسار، رغم الخلافات السياسية في ما بينها”.

وأردف قائلا: “لذا فإنّ الإنتخابات القادمة ستكون مرة أخرى عن شخص نتنياهو نفسه، بشكلٍ أساس، سواء أكانت الأحزاب معه أو ضده”.

وتُظهر إستطلاعات الرأي التي نشرتها محطات تلفزة وإذاعات وصحف في الفترة السابقة، أنّ معسكر نتنياهو يحصل على 59 مقعدا، مقابل 55 مقعداً للمعسكر الرافض له و6 مقاعد لـ”القائمة المشتركة” (تحالف 3 أحزاب عربية) ترفض دعم أيّ من المعسكرَين.

وإضافةً إلى حزبه، “الليكود”، يضم معسكر نتنياهو أحزاب “شاس” و”الصهيونية الدينية” و”يهودوت هتوراه”. 

أما المعسكر المعارض، فيضمّ أحزاب: “أمل جديد” و”إسرائيل بيتنا” و”يمينا” اليمينية، وأحزاب “هناك مستقبل” و”أزرق أبيض” و”العمل” الوسطية، وحزب “ميرتس” اليساري، و”القائمة العربية الموحدة” برئاسة منصور عباس.

ويرفض قادة أحزاب “أمل جديد” و”إسرائيل بيتنا” و”أزرق أبيض” الإنضمام إلى حكومة برئاسة نتنياهو، لأسباب شخصية.

ويقول قادة هذه الأحزاب إنّهم لن يكونوا في حكومة يرأسها نتنياهو، الذي تنظُر محكمة الاحتلال المركزية الإسرائيلية في لائحة إتهام ضده تشمل شبهات ارتكابه جرائم فساد.

ولكي يُشكّل حكومة، فإنّ على نتنياهو ضمان تأييد 61 من أعضاء الكنيست الـ120.

وقال نافون: “إذا ما احتاج نتنياهو لعباس من أجل تشكيل إئتلاف فقد يحاول ذلك، ولكن السؤال هو على أيّ أساس؟”.

وكان عباس قد أبدى انفتاحاً على إمكانية دعم حكومة برئاسة نتنياهو، في حال تمّت تلبية مطالبه المتعلقة بالمواطنين العرب داخل “إسرائيل”.(٢)  

هل عودة وعباس جزء من منظومة الكيان داخل الكنيست؟

قد يبدو للوهلة الأولى أنّ أيمن عودة ومنصور عباس كطرفي نقيض، ولكن في حقيقة الأمر هما توأم سياسي في توجههما الأساسي نحو مؤسسة الاحتلال الإسرائيلية، لا سيّما في ما يخص مسألة دخول الإئتلاف الحكومي أو دعمه من الخارج.

ارتكب أيمن عودة ومنصور عباس خطأ إستراتيجياً خطيراً للغاية، الذي تناقض تناقضاً حادّاً مع أسس القيم الوطنية للشعب الفلسطيني في داخل الخط الأخضر، ومع مسيرته النضالية خلال العقود الطويلة الماضية

وبحسب مصادر مطلعة، لقد ارتكب أيمن عودة ومنصور عباس خطأ إستراتيجياً خطيراً للغاية، الذي تناقض تناقضاً حادّاً مع أسس القيم الوطنية للشعب الفلسطيني في داخل الخط الأخضر، ومع مسيرته النضالية خلال العقود الطويلة الماضية، ومع تاريخ حزبيهما في العقود الأخيرة ومع موقف جمهوريهما.

فعشية إنتخابات الكنيست الأخيرة، قرر حزب عربي في “إسرائيل”، الإنشقاق عن تحالف إنتخابي يضم حزبين آخرَين، وهو ما سيعني أنّ العرب سيخوضون إنتخابات الكنيست ضمن 3 قوائم إنتخابية.

ويتوقّع مراقبون أن يؤدي هذا الأمر إلى إضعاف نسبة إقبال المواطنين العرب على التصويت في الإنتخابات، وبالتالي تقليل نسبة تمثيلهم بالبرلمان.

فقد تم تسجيل 3 قوائم لخوض الإنتخابات، وهي: “القائمة المشتركة” برئاسة أيمن عودة، و”القائمة العربية الموحدة” برئاسة منصور عباس، و”التجمّع الوطني الديمقراطي” برئاسة سامي أبو شحادة.

و”القائمة المشتركة” هي إتحاد حزبين هما: “الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة” برئاسة أيمن عودة، و”القائمة العربية للتغيير” برئاسة أحمد الطيبي.

وبالمقابل، تشير الإستطلاعات إلى حصول “القائمة العربية الموحدة” برئاسة عباس، على 4 مقاعد.

ولا يزال المجتمع الصهيوني يتمسّك بشدة بمواقفه المعادية لحقوق الفلسطينيين، ونخبه تستخف جداً بمختلف حقوق الفلسطينيين القومية والمدنية والإنسانية، سواء في المناطق المحتلّة في سنة 1967 أو في داخل الخط الأخضر.

وفي هذا السياق، أفادت هيئة البث “كان” العبرية بأنّ رئيس حكومة الاحتلال يائير لابيد، عمل من وراء الكواليس من أجل تفكيك “القائمة المشتركة” وإقصاء “التجمّع الوطني الديمقراطي” منها من أجل كسب توصية “الجبهة والعربية للتغيير”.

وبهذا، باتت النخب الإسرائيلية المختلفة تدرك في قرارة نفسها أنّها تعيش في نظام “أبارتهايد”، وهي تدافع بكل قوتها عن هذا النظام وعن قيمه العنصرية والعدوانية؛ وهي لا تريد شركاء عرب في الحكم إطلاقاً وإنّما مرتزقة وعملاء الذين يقبلون ويؤيدون سياسات حكومة الاحتلال الإسرائيلية بحذافيرها المعادية للفلسطينيين والمتنكرة لحقوقهم.(٣)  

آخر الإستطلاعات: نسبة المشاركة العربية هي الأدنى في التاريخ!

وفي سياقٍ متّصل، توقّع الاستطلاع الذي أجرته شركة “ستات نت” التابعة ليوسف مقلدة، والمتخصصة في الأقلّية العربية في “إسرائيل”، بالاشتراك مع شبكة “مكان 33” العامة الناطقة باللغة العربية، أنّ: “نسبة المشاركة العربية في الإنتخابات المقبلة ستكون 39%، وهي الأدنى في تاريخ البلاد”.

ووجد الاستطلاع أيضاً أنّ أصوات الأقلية العربية ستمنح 1.5 مقعداً في الكنيست لحزب نتنياهو “الليكود”.

كما توصّل الاستطلاع إلى أنّه: “إذا انفصل حزب “التجمع” عن “القائمة المشتركة” – كما هو متوقّع – فإنّ التمثيل العربي سيتعرّض لضربة أخرى، مع احتمال فشل الأحزاب الثلاثة في تجاوز العتبة الإنتخابية البالغة 3.25%”.(٤)

من ناحية أخرى، بيّن استطلاع للرأي عرضته القناة “12” العبرية الشهر الماضي، بعد تقديم قوائم الأحزاب السياسية إلى لجنة الإنتخابات المركزية، تراجع تمثيل العرب في الكنيست إلى 8 مقاعد بعدما كانت ممثّلة بـ10 مقاعد.

وعلى مستوى باقي الأحزاب، يحصل حزب “الليكود” على 33 مقعدا، “ييش عتيد” على 23 مقعدا، “المعسكر الوطني” و”الصهيونية الدينية” على 12 مقعداً لكل منهما.

كما بيّن الاستطلاع حصول حزب “شاس” على 8 مقاعد، “يهدوت هتوراة” على 7 مقاعد، “يسرائيل بيتينو” و”العمل” على 6 مقاعد لكل منهما، في ما يحصل “ميرتس” على 5 مقاعد.

وتفشل وزيرة الداخلية، إيليت شاكيد، التي تقود الإنتخابات ضمن قائمة “البيت اليهودي” في عبور نسبة الحسم (3.25%)، وتحصل على 1.9% من أصوات الناخبين.

وأجري هذا الإستطلاع بمشاركة 626 شخصاً يشكّلون عينّة تمثّل السكان فوق سن 18 عاماً في “إسرائيل”، في ما نسبة الخطأ فيه تراوح 3.9%.(٥)

“الشاباك” يحذّر السلطة بعدم التدخّل في الإنتخابات

أصدر “الشاباك الإسرائيلي” تحذيراً شديداً للسلطة الفلسطينية بعدم التدخّل في إنتخابات الاحتلال المقبلة.

وبحسب ما أفادت القناة “12” العبرية في تقريرٍ لها أنّ التحذير جاء بعد أن التقى رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية ماجد فرج مع قادة “القائمة المشتركة” ذات الأغلبية العربية، في محاولة لإقناعهم بتوحيد صفوفهم مع حزب “القائمة العربية الموحدة”.

وجاء في التقرير “إنّ مسؤولي السلطة الفلسطينية أكّدوا لنظرائهم الإسرائيليين أنّهم لا ينوون التدخّل في إنتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر وأنّ أيّ إجتماعات مع نواب عرب لم تكن لهذا الغرض”.

وذكرت القناة في وقتٍ سابق، أنّ فرج عبّر لأعضاء “القائمة المشتركة” عن قلق السلطة الفلسطينية بشأن احتمال إنخفاض نسبة المشاركة العربية – الإسرائيلية في الإنتخابات، مما قد يؤدي إلى عودة رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو إلى السلطة بحكومة يمينية متشددة.(٦)

المصادر المتعلّقة

1- https://www.alaraby.co.uk/opinion/%D9%8A%  

2- https://www.aa.com.tr/ar/%D8%A5%D8%B3%

3- https://www.arab48.com/%D9%85%D9%82%

4- https://ar.timesofisrael.com/%D8%A7%D8%B

5- https://www.maannews.net/news/2076910.html

6- https://ar.timesofisrael.com/%D8%A7%D9%84


وسوم :
, , , , , , , , , , , , , ,