مفاوضات منع تهريب السلاح عبر مطار بيروت بين القوة الناعمة والخشنة

التصنيفات : |
ديسمبر 12, 2022 3:58 م

تصاعدت تهديدات “العدو الإسرائيلي” للبنان في حال استخدام مطار بيروت “رفيق الحريري” لتهريب السلاح، وقد حمل التهديد التلويح بقصف المطار إذا تمّت عمليات التهريب، وفي إطار جدية التهديدات فقد أجرى جيش العدو تدريبات مفاجئة على الحدود الشمالية شارك فيها 12 ألف جندي، بينهم 5 آلاف جندي احتياط، وهي المرة الأولى التي يشارك فيها الاحتياط في التدريبات منذ مدة.

يفتقد العدو للقدرة العملية لتنفيذ مثل هذا التهديد، فمطار رفيق الحريري هو المطار الرئيسي للبنان وتهبط فيه الطائرات من كل دول العالم، ويتواجد في المطار طائرات على مدار الساعة وهذا يعني أنّ عملية القصف ستكون بمثابة اعتداء واضح على سيادة دولة ومنشآتها، وبالتالي، فإنّ الرأي العالمي لن يتجنّد لصالح كيان العدو في معركة سرية يديرها ضد ما يصفه بتهريب الأسلحة الكاسرة للتوازن والتي يصنّفها ضمن نوعين أساسيين من الأسلحة: أنظمة الدفاع الجوي والأسلحة الدقيقة أو مكوناتها.

منذ سنوات، يبادر العدو لقصف خط الإمداد الذي يعمل من خلاله الحزب على نقل الأسلحة، والذي يمر عبر مطار دمشق الدولي حسب مزاعم العدو، وقد صعّد العدو من عمليات القصف لمطار دمشق وإخراجه عن العمل لأسابيع، وقصف المخازن المحيطة فيه، بالإضافة إلى قصف ثكنات عسكرية في محيطه.

رغم الرسائل الدبلوماسية التي وصلت للبنان من تحت الطاولة، والرسائل الخشنة التي يعمد إليها العدو من فوق الطاولة، إلا أنّ ما ينتظر كيان العدو معادلة صعبة لم يتجرأ على كسرها مع حزب الله في مفاوضات حقل الغاز، ومن قبلها في قصف قوات الحزب في سوريا بعد أن أعلن الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله أنّ “أي قصف لقوات الحزب في سوريا سيكون الرد عليها من لبنان“، فالموقفان يدللان على أنّ العدو حذِر في إطار التعامل مع حزب الله، ويرى أنّ الذهاب في مواجهة عسكرية معه سيكون لها ثمن لا يستطيع تحمله.

ما بين المعطيات التي تقلل من حجم تهديدات “العدو الإسرائيلي”، والتي يراها البعض أنّها خطوة من غانتس ولابيد في إطار توريث حكومة نتنياهو أزمة مع لبنان وحزب الله لضرب مصداقيته السياسية، وتضع نتنياهو في موقف حرج بعد أن هاجم اتفاقية الغاز وأسلوب التفاوض مع لبنان وحزب الله، وبين من يرى أنّ التهديدات للبنان هي في إطار الحرب مع إيران والبرنامج النووي الإيراني، ومحاولة تطوير المعركة بين الحروب لفرض شروط سياسية إضافية على لبنان عبر التحكم في طريقة استخداماته لمنشآته، يبقى الموقف العملي هو الأهم، هل سيبدأ كيان العدو بتطوير المعركة بين الحروب لتشمل لبنان، وكسر معادلة الحزب التي رأى فيها أنّ أي اعتداء على لبنان يعني الانجرار للحرب؟.

فرض حزب الله بعد حرب تموز عام 2006 معادلة: “الاعتداء على لبنان يعني حربا” وإخراج مقدراته من دائرة الاستنزاف ومقدرات الدولة اللبنانية

المعركة بين الحروب هو العنوان الذي يدفع باتجاه الخبراء الاستراتيجيين في المجال العسكري والأمني داخل كيان العدو، لتطبيقه في سوريا ولبنان وغزة، وهو ما يعني حرية العمل في ضرب القدرات العسكرية، لمنع ما يُعرف بمعادلة كسر التوازن أو تفوّق المقاومة، ويتمّ تطبيقها عبر استخدام سلاح الجو الذي يمثّل عنصر التفوق الأساسي في جيش العدو.

تهدف الاستراتيجية القريبة من حروب الاستنزاف، لتدمير المقدرات النوعية للمقاومة التي يعتقد الكيان أنّها ستشكّل عاملاً مهماً في معادلة صنع قرار المواجهة لدى المقاومة، كما أنّ هناك هدف معنوي لهذا الشكل من الحروب، وهو التقليل من شأن المقاومة في نظر جمهورها، وإظهارها بأنّها فاقدة للقدرة عن حماية مقدراتها، وهذا الهدف لا يقل أهمية عن الهدف العسكري.

*المصدر: الهدهد


وسوم :
, , , , , , , , , , , , , ,