أولوياتها توسيع الاستيطان وتشديد السيطرة على القدس.. الكنيست يصدّق على حكومة نتنياهو

التصنيفات :
ديسمبر 29, 2022 5:20 م
نتنياهو يتحدث أمام الكنيست خلال جلسة التصديق على حكومته الجديدة (غيتي)

صوّت الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) -اليوم الخميس- بأغلبية 63 صوتاً على منح الثقة للحكومة الـ37 في “إسرائيل”، والسادسة التي يرأسها زعيم حزب “الليكود” اليميني بنيامين نتنياهو.

وتوصف الحكومة الجديدة بأنّها الأكثر يمينية والأشد تطرفاً في تاريخ الحكومات الإسرائيلية، كما أنّها تضم نواباً مُدانين بتهم جنائية.

وقال نتنياهو -خلال الجلسة- إنّ المهمة الأولى لحكومته ستكون إحباط مساعي إيران لتطوير سلاح نووي يهدد “إسرائيل” ويقوّض أمنها، مضيفاً أنّه يتوقع مزيداً من اتفاقيات التطبيع خلال الفترة المقبلة.

وقد قاطعه خصومه وهتف بعضهم “ضعيف! ضعيف!”. ويقول هؤلاء إنّ نتنياهو اضطُّر إلى إبرام اتفاقات مكلفة للحصول على شركاء جدد بعد أن قاطعته أحزاب الوسط بسبب المشاكل القانونية التي يواجهها.

وبالنسبة للفلسطينيين، فقد أضفى تشكيل حكومة نتنياهو مزيداً من القتامة على آفاق عملية السلام المجمدة. فبعد عام تصاعدت فيه أعمال العنف بالضفة الغربية، من المزمع الآن توسيع المستوطنات على أراضٍ يأمل الفلسطينيون إقامة دولتهم عليها في المستقبل.

مظاهرات المعارضة

وبالتزامن مع جلسة التصديق على الحكومة، تظاهر مئات الإسرائيليين أمام مبنى الكنيست للاحتجاج على ما يصفونه بتشكيل الحكومة الأكثر تطرفاً دينياً وسياسياً واجتماعياً منذ إقامة الكيان المحتل.

ويتهم المحتجون نتنياهو بالعمل على تدمير أسس الديمقراطية في “إسرائيل” من أجل البقاء بالسلطة لحماية نفسه من المحاكمة في قضايا الفساد المتهم بها، حسب تعبيرهم.

وانتخب الكنيست أيضاً اليوم الوزير السابق أمير أوحانا رئيساً جديداً للبرلمان ليكون بذلك أول رئيس للكنيست من “مثليي الجنس” يتولى المنصب في تاريخ “إسرائيل”.

وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إنّ نتنياهو قرر أن تكون مراسم التسليم والتسلم من رئيس الوزراء يائير لابيد قصيرة.

ومن أبرز الوزراء بالحكومة الجديدة يوآف غالانت (الليكود) المكلف بحقيبة الدفاع، وياريف ليفين (الليكود) بحقيبة العدل، على أن يتناوب بتسلئيل سموتريتش (الصهيونية الدينية) وأرييه درعي (شاس) على حقيبتي المالية والداخلية، بالإضافة إلى تكليف إيتمار بن غفير (القوة اليهودية) بحقيبة الأمن القومي.

إعلان الائتلاف

ووقّعت الأحزاب المشاركة بالحكومة على وثيقة، تتضمن الأسس التي بُني عليها الائتلاف الحكومي، وتنص على أنّ للشعب اليهودي حقّاً خالصاً غير قابل للجدل على أرض “إسرائيل”، وأنّ الحكومة ستعمل على تطوير الاستيطان وتعزيز هجرة اليهود إلى “إسرائيل”، بحسب الإعلان الرسمي.

كما شدد الإعلان الائتلافي على المحافظة على الطابع اليهودي للدولة، مع احترام الديانات والمعتقدات الأخرى.

وفي ما يتعلق بالقدس المحتلة، أكد البيان الائتلافي على العمل على تعزيز مكانة القدس عاصمة لـ”إسرائيل”، والمحافظة على الوضع القائم بكل ما يتعلق بالمقدّسات.

وفي الشأن الفلسطيني، قال إعلان الأحزاب المشاركة بالحكومة إنّ الأخيرة ستحرص على دعم قوات الأمن ودعم الجنود في الحرب على “الإرهاب”.

كما فوّض الإعلان جهاز الأمن (الشاباك) للتدخل في مكافحة العنف والجريمة في المجتمع العربي، ومراقبة شبكات التواصل الاجتماعي تحت ذريعة منع التحريض وإثارة الشغب.

خارجيا، قال إعلان الأحزاب المشاركة إنّ الحكومة ستعمل على تحقيق السلام مع “الجيران” مع الحفاظ على مصالح “إسرائيل” الأمنية التاريخية والقومية.

وفي الشأن الإيراني، أكدت الأحزاب المشارِكة بالحكومة الإسرائيلية أنّ الأخيرة ستواصل العمل على محاربة مخطط طهران النووي بكافة الوسائل المتاحة، وكل ذلك بحسب تعبير الإعلان الائتلافي الذي تشكّلت وفقه هذه الحكومة.

ترحيب بوتين

دوليا، رحّب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس بعودة نتنياهو على رأس الحكومة في “إسرائيل”، آملاً تعزيز التعاون مع الدولة العبرية في كل المجالات، وفق ما أفاد الكرملين في بيان.

وقال بوتين في رسالة وجهها إلى نتنياهو ونقلها البيان: “آمل أن تواصل الحكومة الجديدة برئاستكم النهج الهادف إلى تعزيز التعاون الروسي الإسرائيلي في كل المجالات من أجل مصلحة شعبينا، وبهدف ضمان السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط”.

وفي باريس، قدمت السفيرة الإسرائيلية لدى فرنسا يائيل جيرمان استقالتها اليوم الخميس بعد نيل الحكومة الجديدة الثقة برئاسة نتنياهو والتي تُعد الأكثر يمينية في تاريخ “إسرائيل”.

ونشرت جيرمان على تويتر رسالة بالعبرية أرسلتها إلى رئيس الحكومة الجديد قالت فيها: “إنّ سياستكم وتصريحات وزراء حكومتكم ونواياكم التشريعية تتعارض مع ضميري ورؤيتي ومبادئ إعلان استقلال “دولة إسرائيل””.

مخاوف فلسطينية

في المقابل، اعتبرت الرئاسة الفلسطينية أمس الأربعاء تصريحات نتنياهو بشأن تعزيز الاستيطان “تصعيداً خطيراً ومخالفاً لقرارات الشرعية الدولية”.

جاء ذلك في بيان للناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) رداً على إعلان نتنياهو أنّ حكومته المرتقبة ستعمل على تعزيز الاستيطان.

وأوضح أبو ردينة أنّ إعلان نتنياهو عن الخطوط العريضة لحكومته اليمينية بتعزيز الاستيطان في الضفة الغربية مخالف لجميع قرارات الشرعية الدولية، وأبرزها القرار رقم “2334” الصادر عن مجلس الأمن الدولي الذي أكد أنّ الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة -بما فيها القدس الشرقية- غير شرعي.

بدوره، حذّر رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية مساء أمس الأربعاء من اتجاهات الحكومة الإسرائيلية المرتقبة برئاسة بنيامين نتنياهو، مشدداً على مواجهة الاستيطان بـ”تصعيد المقاومة” والضغط بكل الوسائل المتاحة لاقتلاع المستوطنين.

وقال هنية: “إنّ الاتجاهات السياسية والفكرية لقادة “إسرائيل” وحكوماتها -خاصة الحكومة المقبلة- تضع الوضع برمته على صفيح ساخن”، مؤكداً أنّ الأولوية للشعب الفلسطيني في مواجهة أولويات الحكومة الإسرائيلية الجديدة هي المقاومة والوحدة.

*المصدر: الجزيرة + وكالات


وسوم :
, , , , , , , , , , , , , , , , , ,