هل يقتل الإسرائيليون أسراهم لدى حركة حماس؟

التصنيفات : |
يناير 3, 2023 7:08 ص

*حمزة البشتاوي

تُعتبر مسألة الحفاظ على حياة الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس وفصائل المقاومة مساراً استراتيجياً من أجل الوصول إلى صفقة تبادل للأسرى شبيهة بصفقات التبادل الكبرى التي أُنجزت سابقا. ومن أبرزها ما عُرف باسم “عملية الجليل” التي أنجزتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين/القيادة العامة في العام 1985 وأُطلق بموجبها سراح 1150 أسير، وكذلك عملية الوفاء للأحرار التي أنجزتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في العام 2011 وأُفرج بموجبها عن 1027 أسير من السجون الإسرائيلية.

وما زالت آمال الأسرى وأهاليهم تنعقد على مثل تلك العمليات لإطلاق سراح الأسرى، ولكنّ المفاوضات اليوم ما زالت تصطدم بالمماطلة والتسويف وعدم الجدية من قِبل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، وذلك لأسباب متعددة، من أبرزها: الخوف من تأثير الثمن الذي ستدفعه على بقائها وكذلك الخوف من عودة تأثير ما عُرف بصدمة (شاليط) في الشارع الإسرائيلي، إضافة للفرق الشاسع ما بين الحد الأدنى الذي يطلبه الإسرائيليون والحد الأقصى الذي تريده المقاومة.

وفي ظل الرفض الإسرائيلي للاستماع إلى رأي الوسطاء وحتى إلى رأي المسؤول السابق لملف شؤون الأسرى الإسرائيليين اللواء موشيه تال الذي طالب بعدم إهدار الفرص، يُتوقّع أن يقوم بنيامين نتنياهو وفريقه المصغّر بتنفيذ عملية استخباراتية لقتل الأسرى الإسرائيليين الأربعة المحتجزين لدى حركة حماس، وذلك للتقليل من عبء الملف وتخفيض الثمن في عملية التبادل من ناحية الأسماء والأعداد.

حاول الإسرائيليون في الماضي قتل أسراهم الثلاثة المحتجزين لدى الجبهة الشعبية/ القيادة العامة وهم: يوسف غروف، نسيم سالم وحيزي شاي، من خلال دس السم في الطعام المرسَل إليهم من قِبل أهاليهم

وقد حاول الإسرائيليون في الماضي قتل أسراهم الثلاثة المحتجزين لدى الجبهة الشعبية/ القيادة العامة وهم: يوسف غروف، نسيم سالم وحيزي شاي، من خلال دس السم في الطعام المرسَل إليهم من قِبل أهاليهم، وبعد كشف هذه المحاولة لقتلهم بقصد تخفيض العدد وحذف بعض الأسماء في عملية التبادل تمّ تشديد الرقابة عليهم إلى درجة عدم السماح بإدخال أي شيء لهم مباشرة، وكان يتمّ توفير البديل لما كان يأتي إليهم بنفس النوع والحجم والشكل. وعندما كان أهاليهم يرسلون لهم الكعك في الأعياد اليهودية كان يتمّ استبداله بكعك شبيه له تماماً يتمّ شراؤه من أفران حارة اليهود.

وقد نجحت القيادة العامة بصد أكثر من محاولة لقتلهم، والحفاظ عليهم حتى تمّ إنجاز أحد أهم وأكبر عمليات تبادل الأسرى في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة.

وفي ظروف هي الأصعب، تحافظ حركة حماس على حياة الأسرى الإسرائيليين الأربعة المحتجزين لديها على الرغم من شدة المخاطر الأمنية والحصار والحروب.

ويذكر الكثيرون كيف قامت الطائرات الحربية الإسرائيلية أثناء معركة “سيف القدس” في أيار/ مايو من العام 2020 بقصف المكان الذي كان يتواجد فيه الأسرى الإسرائيليون، وقُتل بهذا القصف أحد حراسهم وأُصيب ثلاثة آخرون

ويذكر الكثيرون كيف قامت الطائرات الحربية الإسرائيلية أثناء معركة “سيف القدس” في أيار/ مايو من العام 2020 بقصف المكان الذي كان يتواجد فيه الأسرى الإسرائيليون، وقُتل بهذا القصف أحد حراسهم وأُصيب ثلاثة آخرون.

وبحال أقدم نتنياهو وفريقه المصغّر على تنفيذ تلك العملية لتصفية الأسرى الإسرائيليين الأربعة لدى “حماس”، فإنّ ذلك سيؤدي وعلى أقل تقدير إلى حدوث تصعيد محدود تبدأ معه مطالبة الوسطاء بالتدخل من أجل وقف التصعيد وإتمام صفقة تبادل بناءً على نتائج العملية، أو من الممكن جداً أن تأتيَ هذه العملية بنتائج عكسية وتنجح المقاومة الفلسطينية بأسر جنود إسرائيليين آخرين مما سيؤدي إلى رفع (الغلة) وإنجاز صفقة تبادل ينتظرها الأسرى الفلسطينيون بصمود أرعب السجان وأدهش الوسطاء الذين أطفأوا محركاتهم خلال فترة الانتخابات الإسرائيلية وينتظرون رداً من الحكومة الإسرائيلية الجديدة وإلا فقد يجري إغلاق هذا الملف إلى “أبد الآبدين”.

*إعلامي وكاتب وفلسطيني


وسوم :
, , , , , , , , , , , ,