عبد العال لـ”صمود”: لا بديل عن الحقّ التاريخي في دولة فلسطينية ديمقراطية

التصنيفات : |
يناير 4, 2023 8:02 ص

*وفيق هوّاري – صمود:

تناقلت وسائل الإعلام أخبار انعقاد مؤتمرات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على الصعيد الوطني العام وعلى صعيد لبنان، فكان لا بد من تسليط الضوء على ما جرى الحديث عنه بشأن التغييرات التي طرأت على استراتيجية الجبهة وخطط عملها، فكان هذا اللقاء مع عضو المكتب السياسي في الجبهة مروان عبد العال.

يقول عبد العال: “لم نغيّر استراتيجيتنا الأساسية، وكنّا آخر الأطراف الفلسطينية التي وافقت على البرنامج المرحلي الذي كان يتضمن عشر نقاط ثم تحولت نقاطه إلى 14 نقطة. هو خطوة أولى ولا تعني أنّها توصلنا إلى الحل الشامل، ولا يفتح الباب لتحقيق حقّ العودة وتقرير المصير. وهنا نتحدث عن الحل المرحلي والحقوق التاريخية، هم حاولوا فرضه كحل أمر واقع، حتى أنّ فكرة حل الدولتين ليست موجودة في البرنامج المرحلي.

المشروع الصهيوني يتقدّم من خلال الاستيطان وتهجير الفلسطينيين، في حين أنّ المشروع الوطني الفلسطيني يتفكك في الداخل والخارج. واتفاق أوسلو لم يوصلنا إلى بنود البرنامج المرحلي. حتماً نحن مع مرحلية التحرير ولسنا مع مرحلية الحل

المشروع الصهيوني يتقدّم من خلال الاستيطان وتهجير الفلسطينيين، في حين أنّ المشروع الوطني الفلسطيني يتفكك في الداخل والخارج. واتفاق أوسلو لم يوصلنا إلى بنود البرنامج المرحلي. حتماً نحن مع مرحلية التحرير ولسنا مع مرحلية الحل”.

ويضيف عبد العال: “خطة الصهاينة بأنّ بناء دولة اليهود يجب أن يترافق مع إبادة سياسية، مجتمعية، تاريخية وثقافية لمجموع الشعب الفلسطيني، وهذا المشروع الجذري الصهيوني لا مواجهة له سوى بعقيدة نضالية واضحة لاسترجاع الحقّ التاريخي، الآن “بن عفير” هو الوجه الحقيقي للصهيونية، وهو وجماعته الحكام الفعليين في الضفة الغربية. إنّهم ينشرون فكر التطبيع وهو نسخة عن فكر الاستعمار، ويتجهون إلى دولة مركزية عظمى تسيطر على المنطقة التي باتت مجموعة دول متناثرة تعيش الانقسامات الداخلية، وهذه الدولة تتنافس مع غيرها على لعب الطرف الأساس في المنطقة”.

ويعود عبد العال ويوضح الفكرة التي تقوم على الإبادة في مختلف الميادين فيقول: “إنّ المشروع الصهيوني حالياً يستهدف التصفية الشاملة للقضية الفلسطينية، من خلال إقرار قانون القومية العنصري الذي يؤكد على الطابع اليهودي للكيان الصهيوني ويستهدف وجود شعبنا في الأراضي المحتلة عام 1948 ومستقبله في أرضه، أو من خلال مخطط تصفية حقّ العودة للاجئين الفلسطينيين في بلدان اللجوء، والذي باتت ملامحه ملموسة من خلال سياسة التهجير للمنافي البعيدة وضرب وكالة الأونروا، ونسف أي مقومات لبناء دولة فلسطينية مستقلة في أراضي الضفة والقطاع والقدس.

يجب إعادة الاعتبار لمفاهيم وجذور الصراع كصراع تناحري تاريخي لا يمكن حله عبر خيارات سياسية قادرة على رؤية حقيقة المشروع الصهيوني الذي يقوم على إقصاء الآخر واقتلاعه من أرضه مادياً وسياسياً وتاريخيا”

إذا، ما هو مطروح حالياً حول صفقة القرن والتطبيع مع الدول العربية والسيطرة الكاملة على القدس وحجم الحكم الذاتي في الضفة الغربية يشير إلى الأزمة التي تعيشها القضية وخياراتها السياسية التي قامت على برنامج التسوية وما نتج عنه، لذلك يجب إعادة الاعتبار لمفاهيم وجذور الصراع كصراع تناحري تاريخي لا يمكن حله عبر خيارات سياسية قادرة على رؤية حقيقة المشروع الصهيوني الذي يقوم على إقصاء الآخر واقتلاعه من أرضه مادياً وسياسياً وتاريخيا”.

يصمت عبد العال لحظات قبل أن يستكمل حديثه بالقول: “يجب الحفاظ على وحدة المجتمع الفلسطيني في جميع أماكن تواجده وترسيخ الهوية الوطنية والإصرار على الحقوق التاريخية والعمل بمختلف الأساليب لتحقيق الهدف الاستراتيجي المتمثّل باستعادة كل الأرض وبناء دولة فلسطين الديمقراطية”.

وعن المهام التي رسمها المؤتمر الوطني يوضح عبد العال: “على صعيد أهلنا في أراضي 1948 المحتلة، إنّهم يواجهون محاولة الاقتلاع بعد إقرار يهودية الدولة، لذلك نرى ضرورة النضال لترسيخ الهوية والشخصية الوطنية الفلسطينية، والتصدي لكل أشكال التمييز والاضطهاد، وتطوير الكفاح والنضال ضد سياسة نهب الأرض وتشريد أصحابها، كما تبرز أهمية حماية الثقافة الوطنية ومنع الاستيلاء على تراث الشعب الفلسطيني والمحافظة على اللغة العربية بصفتها أحد عناصر الهوية. إلى جانب ذلك بناء جبهة وطنية عريضة للقيام بكل هذه المهام مع الحقوق الحياتية والاجتماعية”.

يجب النضال ضد كل المشاريع السياسية التي تنال من حقّ العودة للاجئين الفلسطينيين. وإلى جانب ذلك الدفاع عن حقّهم في العيش الكريم وحقّهم في النضال بالوسائل الممكنة

وماذا عن الفلسطينيين في أرض الشتات؟

يجيب عبد العال: “يجب العمل على اعتبار أنّ الشعب موحد حول قضيته حتى لو كان منتشراً في مناطق مختلفة، والحفاظ على منظمة التحرير باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، والتي تستند الى برنامج سياسي واضح ومقاوم. ودفع اللاجئين إلى القيام بكل المهام التي تصب في الطريق لتحقيق الهدف الاستراتيجي. وهذا يتطلب النضال ضد كل المشاريع السياسية التي تنال من حقّ العودة للاجئين الفلسطينيين. وإلى جانب ذلك الدفاع عن حقّهم في العيش الكريم وحقّهم في النضال بالوسائل الممكنة، وتأمين حقوقهم الانسانية والمدنية والاجتماعية. وبحكم وجودهم خارج الأراضي التاريخية للوطن، يعني ذلك العمل لكسب التأييد للقضية الفلسطينية. ومقاومة مشاريع التوطين”.

وحول أشكال وأساليب النضال، يؤكد عبد العال على حقّ الفلسطينيين باستخدام جميع أشكال النضال، مشيراً إلى أنّ الكفاح المسلح هو الأسلوب الرئيس للنضال الفلسطيني، وهذا يتبلور من خلال استراتيجية فلسطينية واحدة بإرادة فلسطينية واحدة تتجه نحو الأهداف الاستراتيجية وصولاً إلى التحرير، وهذا يعني فتح باب النقاش مع القوى الفلسطينية الفاعلة، للوصول إلى خطط تترجم الرؤية إلى ممارسة يومية، وتحويل رؤية منظمة التحرير الفلسطينية إلى مشروع وطني كفاحي.

وعن موقف الجبهة من المجموعات التي برزت مؤخراً في الضفة الغربية مثل “عرين الأسود”، يقول عبد العال: “لقد بنى هؤلاء المناضلون وحدة ميدانية على الرغم من الاختلاف، لأنّهم حددوا التناقض الأساس مع الاحتلال الصهيوني، وأعتقد أنّ علينا تشكيل حضانة وحماية لهم في الأماكن التي يتواجدون فيها”.

هناك انهيار على جميع المستويات، نسبة الفقر تتصاعد، سياسة بائسة ضد الفلسطينيين، خدمات الأونروا إلى تراجع، محاولات تحويل اللاجىء الفلسطيني الذي يطالب بحقوقه من خلال المسؤولية الدولية لما حصل بوطنه، إلى مجرد ساعي خدمات

وماذا عن الوضع في لبنان ومخيّمات اللاجئين فيه؟

يوضح بالقول: “أولا، أريد أن أشير إلى انعقاد المؤتمر 13 للجبهة في لبنان، حيث جرى انتخاب لجنة مركزية جديدة بنسبة تجديد وصلت إلى 60%، وتمثّلت فيها ست نساء، وانتُخبت امرأة أيضاً في قيادة الفرع، هذا على الصعيد الداخلي للجبهة وتعكف هيئات الجبهة على وضع خطط في المخيّمات للنضال ضد كل المشاريع السياسية التي تنال من حقّ العودة للاجئين الفلسطينيين. وإلى جانب ذلك الدفاع عن حقّهم في العيش الكريم وحقّهم في النضال بالوسائل الممكنة، استنهاض الوضع وخصوصاً في هذه الأيام التي تشهد استمرار الخطر الوجودي الفلسطيني، هناك انهيار على جميع المستويات، نسبة الفقر تتصاعد، سياسة بائسة ضد الفلسطينيين، خدمات الأونروا إلى تراجع، محاولات تحويل اللاجىء الفلسطيني الذي يطالب بحقوقه من خلال المسؤولية الدولية لما حصل بوطنه، إلى مجرد ساعي خدمات، من جهة أخرى تخلّي السلطة المضيفة عن واجباتها تجاه اللاجئين وتحميل جميع المسؤولية  لـ”الأونروا”.

وبسبب السياسات الخاطئة يفقد اللاجىء الأمل ويهرب إلى الخارج أي الهروب إلى الوراء، وخصوصاً مع تحوُّل المخيّمات من مساحات نضالية إلى أماكن بؤس وجوع، لذلك ستسعى هيئات الجبهة الشعبية إلى تعزيز الانتماء الوطني والحقّ التاريخي، والمحافظة على الوجود والإقدام على كل الخطوات التي تساهم بالوصول إلى الحقّ التاريخي وهذا يتطلب التعاون بين الفلسطينيين والشعوب العربية من خلال استراتيجية واحدة، وقد برزت إمكانية هذه الخطوات من خلال رفض التطبيع مع العدو الصهيوني والتي تجلّت بالممارسات التي قام بها مناضلون ومواطنون عرب في المونديال في دولة قطر”.


وسوم :
, , , , , , , , , , , , , , , , , ,