الوفاق السعودي – الإيراني: انتكاسة لـ”إسرائيل” وجرس إنذار للعلاقات الأمريكية

التصنيفات :
مارس 13, 2023 8:03 ص

يمثّل الوفاق السعودي – الإيراني انتكاسة لجهود رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لعزل طهران، ولكن الزمن وحده سيثبت ما إذا كان ذلك سيعرقل أيضاً محاولاته للتواصل مع الرياض أو تخطيطه لتوجيه ضربة عسكرية في نهاية الأمر للمواقع النووية الإيرانية.

ويقول بعض الخبراء بأنّ أكثر ما يقلق “إسرائيل” هو أنّ الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه بوساطة صينية يوم الجمعة الفائت، بين السعودية السنية وإيران الشيعية يشير إلى أنّ الولايات المتحدة تقدّم تنازلات في المنطقة في وقت تشتد فيها حاجة حكومة الاحتلال إليها.

ووصف مسؤول إسرائيلي (طلب عدم ذكر اسمه) الوفاق السعودي – الإيراني بأنّه عملية متوقعة وتمهيدية يجب ألا تعرقل أي تقدم مواز نحو تطبيع العلاقات بين “إسرائيل” والسعودية. وعلى أية حال فقد تقاربت “إسرائيل” مع دولة الإمارات رغم علاقات أبو ظبي مع طهران.

في غضون ذلك، يواصل الكيان الصهيوني حملة من التهديدات غير المباشرة بمهاجمة إيران وحدها إذا وصلت الدبلوماسية النووية إلى طريق مسدود.

ولكن كل السيناريوهات لا تزال تتوقف على واشنطن التي ترعى اتفاقات السلام العربية – الإسرائيلية وتشجع عليها والتي تمثّل أيضاً حليفاً قوياً والتي إذا أبدت اعتراضها على القيام بعمل عسكري فلن تقدم “إسرائيل” عليه.

وقال مارك دوبويتز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن: “هذه خطوة ذكية من الصين وإيران لتقويض التطبيع السعودي – الأمريكي والسعودي – الإسرائيلي. إنّها تساعد على عودة طهران إلى الساحة مرة أخرى وتقوض الجهود الأمريكية والإسرائيلية لبناء تحالف إقليمي لمواجهة إيران التي تقترب من تطوير أسلحة نووية”.

ولكن التحالف الإسرائيلي – الأمريكي يشهد توتراً ليس له صلة بالوفاق السعودي – الإيراني. وأبدت إدارة الرئيس جو بايدن، التي لم تدعُ نتنياهو بعد لزيارة البيت الأبيض، قلقها الشديد بشكل غير معتاد من ائتلافه المكون من أحزاب دينية وقومية.

ويواجه نتنياهو أيضاً مظاهرات حاشدة غير مسبوقة في “إسرائيل” احتجاجا على خطة الإصلاح القضائي. وشملت الاحتجاجات تعهدات من جانب بعض جنود الاحتياط في سلاح الجو الإسرائيلي بعدم حضور يوم تدريبي، وهو ما يشير إلى وجود هزة في الاستعداد القتالي والروح المعنوية.

جرس إنذار

قال عاموس يادلين، رئيس جهاز المخابرات العسكرية السابق في عهد نتنياهو، إنّ الوفاق السعودي الإيراني يجب أن يمثّل جرس إنذار.

وكتب يادلين على تويتر “تركيز الحكومة على الإصلاح القضائي، الذي يمزق الأمة ويضعف “إسرائيل” من جميع النواحي، يعكس انفصالاً عميقاً بين نتنياهو والتوجهات الجيوسياسية الدولية”.

ووجّه يادلين اتهامات إلى نتنياهو “بالتسبب في ضرر غير عادي بأمننا القومي”. وطلب منه ضرورة إلغاء الإصلاحات التي يصفها المعارضون بأنّها محاولة لبسط الحكومة نفوذها على المحاكم، إلى جانب توثيق العلاقات مع بايدن حول كيفية إقامة علاقات إسرائيلية – سعودية ومعالجة برنامج إيران النووي بصورة مشتركة.

وكان يادلين من بين الطيارين الذين قصفوا مفاعلاً نووياً عراقياً في عام 1981 وأحد كبار القادة في أثناء هجوم “إسرائيل” على مفاعل سوري مشتبه به في 2007. وتشير تصريحات يادلين إلى أنّه لا يعوّل كثيرا على قدرة قوات الاحتلال وحدها على مواجهة إيران، التي تمتلك مواقع نووية نائية ومتشعبة ومحمية.

في ما وصف إيهود باراك، وزير الدفاع السابق في حكومة نتنياهو والذي تحوّل إلى منتقد سياسي، إيران بأنّها “تسير بثقة نحو أن تصبح بحكم الأمر الواقع دولة على عتبات التحول إلى قوة نووية”.

وكتب في صحيفة “يديعوت أحرونوت” اليومية الأكثر مبيعاً “يبدو أنّ التنسيق بين الولايات المتحدة و”إسرائيل” قوي في مجال الدفاع ولكنّه ضعيف في مجال الهجوم ويحتاج إلى تغيير”.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز في مطلع هذا الأسبوع أنّ الرياض تريد تطوير برنامج نووي مدني وتقليل القيود المفروضة على مشترياتها من الأسلحة الأمريكية في مقابل تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”.

ولم يرد المكتب الإعلامي للحكومة السعودية بعد على طلب رويترز للتعليق على تقرير نيويورك تايمز. وربطت  السعودية أي تحرك من جانبها لتطبيع العلاقات مع “إسرائيل” بإقامة دولة فلسطينية.

من جانبه، بدا أنّ البيت الأبيض يقلل من أهمية مشاركة الصين في الاتفاق الذي توصلت إليه طهران والرياض يوم الجمعة الفائت. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي إنّ البيت الأبيض يرى أن الضغط الداخلي والخارجي، بما في ذلك الردع السعودي الفعال للهجمات القادمة من إيران أو وكلائها، أدى في النهاية إلى جلوس طهران على طاولة المفاوضات.

*المصدر: رويترز


وسوم :
, , , , , , , , , , ,