أبو عماد رامز لـ”صمود”: الجبهة تضطلع بدور كفاحي نضالي بحسب ما هو متاح من إمكانيات

التصنيفات : |
يونيو 8, 2023 5:23 ص

*صمود – سنان حسن:

أعاد الاعتداء الذي قام به العدو الإسرائيلي على مركز تابع للجبهة الشعبية القيادة العامة على الحدود السورية – اللبنانية وارتقاء خمسة شهداء، التأكيد أنّ العدو لا يلتزم بأي اتفاقيات أو معاهدات وأنّ هدفه الأول والأخير طمس القضية الفلسطينية وكل المدافعين عنها، للحديث عن هذا العدوان وغيرها من القضايا الساخنة على الساحة الفلسطينية، أجرى موقع صمود حواراً مع القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، عضو المكتب السياسي أبو عماد رامز:

*”صمود”:  بداية، لماذا أنكر العدو الإسرائيلي حادثة الاعتداء على المركز التابع للجبهة.. هل الأمر عائد إلى الخوف من رد فصائل المقاومة، ولا سيما أنّ العدوان ارتُكب على الأرض اللبنانية؟.

**أبو عماد:  “بتقديري، لجوء العدو الصهيوني مسرعاً لنفي من ارتكبه من عدوان آثم وجبان، من المؤكد هو استحضر على الفور كلام السيد حسن نصر الله، خلال معركة وحدة الساحات العام الماضي، أنّ استهداف لأي فلسطيني على الأرض اللبنانية سيستدعي رداً مباشراً من المقاومة في لبنان. جاء تهديد السيد رداً على التهديدات التي أطلقها قادة العدو الصهيوني بحقّ قيادات المقاومة الفلسطينية وعلى وجه التحديد الأخ المجاهد زياد النخالة، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي.

لذلك، وحتى يعفي العدو نفسه من أي ردات فعل على عدوانه لجأ للهروب إلى الأمام. ولكن هو يعتقد واهماً أنّه بذلك قد أراح نفسه من ردود الأفعال على ما ارتكبه بحقّ رفاقنا. دماء الشهداء والجرحى لن تذهب هدراً وسيعلم هذا العدو أنّنا جادّون في ما تعزم عليه قوى المقاومة من عدم تركه من دون عقاب على فعلته”.

من يعيش مأزقاً وجودياً ويتحدث عنه باستمرار ليس في مقدوره الذهاب إلى حرب مفتوحة

*”صمود”: كيف تقرأون تلازم ووحدة الساحات التي أعقبت معركة سيف القدس.. هل بات العدو يخشى المواجهة الشاملة؟.

**أبو عماد: “نعم، لقد تحقّقت وحدة الساحات في مواجهة الكيان الصهيوني، التي أسست لها معركة سيف القدس. لذلك، نرى في تهديدات قادة العدو لدول وقوى المقاومة تهويلاً في محاولة بائسة منه للقول لمجتمع المستوطنين الصهاينة بأنّ يد كيانهم طويلة وتستطيع الوصول إلى حيث تريد. وهذا كلام للاستهلاك ليس إلا. فمن يقرأ تصريحات قادة العدو ومراكز أبحاثه يدرك جيداً أنّهم يدحضون ويكذّبون تهديدات حكومة نتنياهو الفاشية العنصرية، فمن يعيش مأزقاً وجودياً ويتحدث عنه باستمرار ليس في مقدوره الذهاب إلى حرب مفتوحة. ومعركة ثأر الأحرار تجيب بنتائجها على سؤال مشروع، الكيان أعجز من أن يستطيع فتح أي جبهة مع أي من دول وقوى محور المقاومة، التي باتت هي من تهدد الكيان وليس العكس، نحن أمام مشهد مختلف تماما، أصبحت يد المقاومة هي الطولى”.

اتفاقات الإذعان والتطبيع الإبراهيمي قد يكون مع الأنظمة ولكن لن يكون مع شعوب أمتنا الحية ببقاء فلسطين قضيتها المركزية

*”صمود”: منذ أيام شاهدنا ما حصل على الحدود المصرية – الفلسطينية من عملية بطولية للمجند المصري محمد صلاح إبراهيم، كيف تقرأون مشهد التطبيع العربي في ظل ما حصل؟

**أبو عماد: “ما شهدته الحدود المصرية مع فلسطين المحتلة هو الدلالة على أنّ حيوية شعوب أمتنا لا زالت فاعلة، وقد عبّر الجندي المصري (بطل العبور) أنّ مصر ورغم تكبيلها باتفاقات كامب ديفيد إلا أنّ شعبنا العربي في مصر كما في بقية الأقطار العربية يجدون في الكيان الصهيوني العدو الأوحد لأمتنا. واتفاقات الإذعان والتطبيع الإبراهيمي قد يكون مع الأنظمة ولكن لن يكون مع شعوب أمتنا الحية ببقاء فلسطين قضيتها المركزية. وكأس العالم في قطر خير دليل أنّ التطبيع خلف ظهور ووعي وإرادة أبناء أمتنا من المحيط إلى الخليج. وتقديري عملية الجندي المصري البطل ليس ما قبلها والأيام حبلى بالمفاجآت”.

*”صمود”: كيف ترى الواقع الفلسطيني بعد معركة ثأر الأحرار، ومحاولات العدو زرع الفتنة بين مكونات المقاومة الفلسطينية؟.

**أبو عماد: “الواقع الفلسطيني، للأسف، وعلى الرغم من الانتصار المدوي في معركة ثأر الأحرار، حيث لا يزال الانقسام يحفر عميقاً في الجسد الفلسطيني بالمعنى الوطني والسياسي والجغرافي.

عندما بدأ نتنياهو وجوقة ائتلافه الفاشي العدوان على قطاع غزة شاهدنا كيف أنّ التظاهرات، التي كانت تعم الكيان مطالبة بإسقاط حكومة نتنياهو، توقفت واصطفّت ما تُسمى بالمعارضة خلف نتنياهو.

نحن من الفصائل الداعية والعاملة على احتضان الكتائب المقاومة في الضفة الغربية، وتشكيل قيادة موحدة لإدارة أعمال المقاومة والانتفاضة في مواجهة الاحتلال الصهيوني وعصابات المستوطنين

آن الأوان أن نتعلم الدروس وننهي الانقسام البغيض حتى نتمكن من مواجهة التحديات التي يحاول الكيان فرضها علينا على غير صعيد، وأن نعيد الاعتبار للمشروع الوطني المقاوم، فسياسة ذرف الدموع واستجداء الحماية ممن يحمي الكيان وجرائمه لم يعد مجديا، هي المقاومة.. وحدها من تجعل المجتمع الدولي يسعى ورآنا ويستجدينا، لا نحن من يعتلي المنابر في بكائيات لطالما استخفت بهذا المجتمع وهذا العدو”.

*”صمود”: ما هو الدور الذي تضطلع به الجبهة الشعبية – القيادة العامة في الضفة الغربية، وهل من عمل مشترك مع باقي الفصائل على الأرض لتطوير الكفاح بوجه المحتل.. لا سيما وأنّنا نسمع دائما بيانات إدانة دون الحديث عن التواجد الميداني؟.

**أبو عماد: “بالتأكيد الجبهة كما بقية فصائل وقوى المقاومة في الشعب الفلسطيني تضطلع بدور كفاحي نضالي بحسب ما هو متاح من إمكانيات لكل فصيل. هذا من جهة، ومن جهة ثانية عمل الاحتلال خلال كل العقود الماضية على استهدافنا من خلفية مواقفنا وانخراطنا في مقاومته. ونحن من الفصائل الداعية والعاملة على احتضان الكتائب المقاومة في الضفة الغربية، وتشكيل قيادة موحدة لإدارة أعمال المقاومة والانتفاضة في مواجهة الاحتلال الصهيوني وعصابات المستوطنين”.

*”صمود”: هل الجبهة الشعبية – القيادة العامة جزء من الفصائل المنضوية تحت سقف الغرفة المشتركة للمقاومة إن كان في غزة أو في لبنان؟.

**أبو عماد: “نعم، نحن منذ بدايات تشكيل غرفة العمليات المشتركة لكتائب المقاومة، منخرطون وفاعلون فيها باسم كتائب الشهيد جهاد جبريل. وهذا يشكّل ترجمة لما نؤمن به بأنّ المقاومة ورغم جسامة التضحيات هي الطريق الأقصر نحو تشكيل فلسطين من أول البحر إلى آخر النهر”.


وسوم :
, , , , , , , , , , , , , , ,