من فلسطين إلى سيناء وكفرشوبا: روح المقاومة تتقدّم على مشاريع التطبيع

التصنيفات : |
يونيو 21, 2023 6:50 ص

*قاسم قصير

شهدت المنطقة العربية والإسلامية خلال الاسابيع الأخيرة تطورات مهمة سياسية وأمنية وإستراتيجية تؤكد أنّ روح المقاومة تتقدّم على كل محاولات التطبيع مع العدو الصهيوني والتي راجت في السنوات الماضية، وأنّ خيار التعاون والتكامل بين الدول العربية والإسلامية يتقدّم إلى الأمام بعد سنوات من الحروب والصراع، وأنّ اختراع عدو جديد للدول العربية (أي إيران وحلفائها) لتبرير التطبيع مع العدو الصهيوني لم يكن صحيحاً وأنّ عودة العلاقات بين الدول العربية وإيران يتقدّم على خيار المقاطعة والصراع، وأنّ قوى ودول محور المقاومة تتجه إلى المزيد من التعاون والتنسيق، وأنّ المعركة مع العدو الصهيوني لم تعد مقتصرة على الجانب العسكري بل هي تشمل الكثير من الجهود الفكرية والثقافية والإعلامية والدبلوماسية، وكل ذلك يؤكد أنّ الصراع مع العدو الصهيوني يتجه إلى مرحلة جديدة في الفترة المقبلة.

فما هي أبرز التطورات التي حصلت خلال الأسابيع الماضية؟ وما هي دلالات هذه التطورات؟.

تصاعد أجواء معاداة ورفض التطبيع في دول الخليج العربي وخصوصاً في البحرين والإمارات العربية المتحدة وقيام سلطات البحرين بتوقيف أحد علماء الدين لكونه تصدى لعملية التطبيع مما استدعى تحركاً شعبياً معارضاً للسلطة فرض على سلطات البحرين إطلاق سراخه

أولا: على صعيد الصراع مع العدو الصهيوني حصلت عدة تطورات مهمة  ومنها:

  1. تصاعد المقاومة في فلسطين المحتلة وخصوصاً في الضفة الغربية وآخرها في مخيّم جنين حيث أحبط المقاومون عملية عسكرية لقوات الاحتلال عبر كمين محكم أوقع عدداً من الإصابات في صفوفهم، وليس آخرها، العملية البطولية التي نفّذها القسّاميان مهند شحادة وخالد صباح وأدت إلى مقتل 4 مستوطنين وجرح أربعة آخرين، وقبل أسابيع نجاح قوى المقاومة في التصدي للعدوان على قطاع غزة وفرض معادلات جديدة وتجاوز حركة الجهاد الاسلامي للضربات التي تعرضت لها وإعادة هيكلة وضعها الأمني والعسكري.
  2. العملية التي نفّذها الجندي المصري محمد صلاح في منطقة سيناء ضد الجنود الصهاينة والتي أدت إلى مقتل ثلاثة منهم ولم تستطع الأجهزة الأمنية في مصر والكيان الصهيوني من تحديد أسباب ما حصل، وتركت العملية انعكاسات مهمة على صعيد العلاقة بين مصر والكيان الصهيوني وأكدت أنّ كل سنوات التطبيع منذ العام 1978 إلى اليوم لم تُنهِ حالة العداء من قِبل الشعب المصري ضد العدو الصهيوني.
  3. تصاعد أجواء معاداة ورفض التطبيع في دول الخليج العربي وخصوصاً في البحرين والإمارات العربية المتحدة وقيام سلطات البحرين بتوقيف أحد علماء الدين لكونه تصدى لعملية التطبيع مما استدعى تحركاً شعبياً معارضاً للسلطة فرض على سلطات البحرين إطلاق سراخه.
  4. التحرك الشعبي في تلال كفرشوبا ومنطقة العرقوب في جنوب لبنان للتصدي لمحاولات الجيش الصهيوني إحداث تغييرات ميدانية في هذه المنطقة، وتصدي الجيش البناني للجيش الصهيوني ووقوف المواطن اللبناني إسماعيل ناصر في مواجهة الجرافة الإسرائيلية والتي حاولت طمره بالتراب كما حصل في قطاع غزة مع المناضلة الأمريكية راشيل كوري والتي قتلها الجيش الصهيوني عندما كانت تتصدى لمحاولته تغيير الواقع في بعض المناطق وقطع الأشجار، ونجح أبناء منطقة كفرشوبا وبدعم سياسي وإعلامي في مواجهة محاولات العدو تغيير معالم المنطقة.
  5. كثرة النشاطات الشعبية والفكرية والإعلامية الداعمة للمقاومة، حيث شهد لبنان عدة مؤتمرات وندوات وأنشطة، ومنها مؤتمر سفراء العودة ومؤتمر التجمع العالمي لدعم المقاومة ونشاطات لمؤسسة الدراسات الفلسطينية ومركز دراسات الوحدة العربية ومركز الزيتونة ومؤسسات أخرى.. حول فلسطين، والذكرى السنوية لاغتيال الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، وكذلك مؤتمر فلسطينيي الخارج، وكل هذه الأنشطة أكدت حضور فلسطين القوي عربياً وإسلامياً وعالميا.

الحديث مجدداً عن احتمال العودة إلى الإتفاق حول الملف النووي بين إيران والدول الكبرى وقلق الكيان الصهيوني من ذلك

ثانيا: على صعيد التطورات الإستراتيجية والعلاقات بين دول المنطقة:

  1. وبموزاة كل ذلك، تشهد المنطقة المزيد من التعاون والتكامل بين الدول العربية والإسلامية بعد عودة العلاقات بين إيران والسعودية برعاية الصين والحديث عن عودة العلاقات بين مصر وإيران والدعوة لإقامة تحالف بحري إقليمي يضم إيران وعدداً من الدول العربية، وإطلاق مشروع طريق الحرير بين العراق وتركيا والذي سينعكس إيجاباً على كل دول المنطقة، وعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية وزيادة التعاون بين عدد من الدول العربية في المجالات الإقتصادية والتنموية ومتابعة اللقاءات بين روسيا وإيران وتركيا وسوريا لمعالجة الأزمة السورية.
  2. الحديث مجدداً عن احتمال العودة إلى الإتفاق حول الملف النووي بين إيران والدول الكبرى وقلق الكيان الصهيوني من ذلك.

نحن إذاً أمام مرحلة جديدة فلسطينية وعربية وإسلامية ودولية تؤكد أنّنا نسير في المسار الصحيح وأنّ القضية الفلسطينية عادت لتحتل الأولوية لدى شعوب المنطقة وأنّ الأيام المقبلة ستشهد المزيد من التطورات لصالح قوى المقاومة ومحور المقاومة في حين أنّ مشاريع التطبيع مع العدو الصهيوني ستتراجع.

*كاتب لبناني


وسوم :
, , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , ,