القيادي في الجبهة الشعبية محمد حسين لـ”صمود”: نرفض الاعتقال السياسي والسلطة غير قادرة على اتخاذ خطوات جدية ضد الاحتلال

التصنيفات : |
يوليو 25, 2023 5:15 ص

*صمود – خاص:

تعيش مدن الضفة الغربية تطورات متلاحقة منذ بداية العام الجاري، ولعل أبرزها معركة “بأس جنين” التي استطاعت فيها المقاومة الفلسطينية فرض معادلات جديدة على الواقع الميداني، وتركت الكثير من إشارات الاستفهام حول عمليات السلطة الفلسطينية في جنين وغيرها من المدن والمخيّمات من اعتقال وملاحقة للنشطاء والمقاومين، بعد حديث علني إسرائيلي عن مساندة أمريكية لإعادة  دعم السلطة.

مراسل موقع صمود في سوريا التقى القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسؤول المكتب الإعلامي في الساحة السورية، محمد حسين، للحديث عن آخر التطورات في الضفة في الحوار التالي:

“صمود”: أظهرت معركة “بأس جنين” عدم قدرة جيش الاحتلال على تنفيذ عملياته في مدن الضفة كما كان يحدث سابقا.. هل تردّون ذلك إلى ضعف التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال أم لتعاظم دور المقاومة؟.

حسين: “تخوض المقاومة الفلسطينية، منذ فترة طويلة، مواجهات مسلحة مع الاحتلال الصهيوني في شمال الضفة الغربية ومن ضمنها جنين التي شكلت المعركة الأخيرة نقلة نوعية في أسلوب وإدارة المواجهة المفتوحة والمستمرة مع الاحتلال الصهيوني، ومن المهم البناء عليها وتعميم هذا النموذج في مختلف مخيّمات ومدن الضفة الفلسطينية. انطلاقاً من هذه المستجدات، دعت الجبهة الشعبية لتعزيز وتطوير المقاومة بكل أشكالها عبر تشكيل جبهة مقاومة واحدة وموحدة تقود العمل المقاوم على امتداد مساحات الوطن.

دعت الجبهة الشعبية إلى وقف هذا التنسيق الأمني لأنّه يقدّم خدمة مجانية للاحتلال ويكشف ظهر المقاومة ويزيد من حالة التشظي والانقسام

أما في ما يتعلق بالتنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال، فقد دعت الجبهة الشعبية إلى وقف هذا التنسيق لأنّه يقدّم خدمة مجانية للاحتلال ويكشف ظهر المقاومة ويزيد من حالة التشظي والانقسام، نحن ذهبنا أبعد من ذلك حين دعونا الأجهزة الأمنية الفلسطينية إلى الانخراط المباشر في المواجهة لأنّنا نعتقد أنّ دور الأجهزة الأمنية هو حماية الشعب الفلسطيني ومقاومته وليس التنسيق مع الاحتلال”.

نحن لا نتعامل بالفهم السياسي حسب التوقعات والنيات نحن نرى الأفعال وبعد ذلك نحكم على أهداف الزيارة إذا ما كانت للسيطرة على جنين وتكبيل يد المقاومة، أم لإعادة الإعمار وترك المجال واسعاً لأعمال المجاهدين فيها

“صمود”: ورد في الإعلام الإسرائيلي أنّ العملية هي لفتح الطريق أمام السلطة الفلسطينية لاستعادة سيطرتها من جديد على المدن الرئيسية في الضفة.. كيف تقرأون هذه الأحاديث وهل تمّ العدوان على جنين بتنسيق مع السلطة؟.

حسين: “نحن غير معنيين بما يقوله الإعلام الإسرائيلي ما دمنا نمتلك الرؤية الواضحة والفهم الصحيح لما يجري، وكما قلت سابقاً إذا كانت الأجهزة الأمنية الفلسطينية تريد أن تحمي ظهر المقاومة والشعب الفلسطيني وتحافظ على النظام العام فنحن والشعب الفلسطيني نرحب بها، أما إذا كانت تريد قمع المقاومة ضد الاحتلال فنعتقد أنّها ترتكب خطأ فادحاً بحقّ المقاومة والشعب الفلسطيني الذي أثبت في معركة بأس جنين مدى احتضانه والتفافه حولها”.

“صمود”: بعد انتهاء العدوان على جنين سارعت السلطة الفلسطينية بكافة كوادرها لزيارة جنين وفي مقدمتهم الرئيس محمود عباس، وإطلاق تصريحات بأنّها صاحبة اليد العليا في المدينة والضفة ككل. ماذا تهدف السلطة من وراء ذلك وهل عملية إعادة إعمار المخيّم كما وعدت السلطة هو مفتاح السيطرة على المخيّم وأهله؟.

 حسين: “خلافنا ليس مع أفراد الأجهزة الأمنية الفلسطينية بل مع سلوكياتها تجاه الشعب الفلسطيني ومقاومته. ومن حقّ الرئيس عباس وأي قيادي فلسطيني أن يزور الأراضي الفلسطينية، جنين أو غيرها، وأن يساهم في إعادة إعمار ما دمّره الاحتلال الصهيوني لدعم صمود شعبنا وتمسكه بأرضه. نحن لا نتعامل بالفهم السياسي حسب التوقعات والنيات نحن نرى الأفعال وبعد ذلك نحكم على أهداف الزيارة إذا ما كانت للسيطرة على جنين وتكبيل يد المقاومة، أم لإعادة الإعمار وترك المجال واسعاً لأعمال المجاهدين فيها”.

“صمود”: خلال الأيام الماضية كشفت فصائل المقاومة الفلسطينية عن اعتقالات طالت كوادرها في جنين ونابلس وجبع، لماذا ذهبت السلطة الفلسطينية باتجاه التصعيد ضد فصائل ونشطاء المقاومة؟.

حسين: “هذا السلوك قديم جديد ومدان بقوة من الجبهة الشعبية لأنّه ببساطة يخدم الاحتلال الصهيوني ويزيد من حالة التشرذم والانقسام في الساحة الفلسطينية. نحن نرفض مبدأ الاعتقال السياسي وتكميم الأفواه وملاحقة المقاومين والمناضلين وندعو السلطة مجدداً إلى وقف هذا السلوك وإطلاق سراح كل المعتقلين لديها”.

المبدأ العام عند الجبهة الشعبية أنّها مع كل جهد وطني ومن أي قوة فلسطينية لتوحيد الصف الفلسطيني، لأنّ الوحدة الوطنية الفلسطينية في فكرنا هي الركيزة الأساسية لمواجهة الاحتلال الصهيوني،

“صمود”: أثناء العدوان على جنين دعت السلطة الفلسطينية إلى اجتماع عاجل للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية.. كيف تقرأون هذه الدعوة غي ظل الاعتقالات التي تقوم بها أجهزتها في مدن الضفة؟.

حسين: “المبدأ العام عند الجبهة الشعبية أنّها مع كل جهد وطني ومن أي قوة فلسطينية لتوحيد الصف الفلسطيني، لأنّ الوحدة الوطنية الفلسطينية في فكرنا هي الركيزة الأساسية لمواجهة الاحتلال الصهيوني، ونحن نعتقد أنّنا لا نستطيع تحقيق أهدافها المشروعة بدون وحدة وطنية فلسطينية حقيقية، ولا نتعامل مع هذا الموضوع من زاوية تكتيكية خدمة لمصالح تنظيمية ضيقة بل انطلاقاً من رؤيتنا الإستراتيجية وفهمنا العميق للوحدة الوطنية الفلسطينية.

وعلى مدار السنوات الماضية، لم تقاطع الجبهة الشعبية أي لقاء فلسطيني أو اجتماع رغم قناعتنا بأنّ هذه الاجتماعات لم تكن تتوفر فيها شروط الحد الأدنى من النجاح، وانطلاقاً من فهمنا ورؤيتنا ستشارك الجبهة الشعبية في لقاء القاهرة المزمع عقده في 30 من الشهر الجاري وسنبذل جهوداً ليخرج هذا الاجتماع بنتائج إيجابية، وأن نتفق على القيام بمراجعة سياسية شاملة للخروج باستراتيجية جديدة تعيد الاعتبار أولاً لمنظمة التحرير الفلسطينية كحركة تحرر وطني تسعى للتخلص من الاحتلال”.

“صمود”: كيف تقيّم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اللحظة الآن في الضفة، وما هي الخطوات العملية التي يمكن أن تحقّق أهداف الشعب الفلسطيني؟.

حسين: “تتشكّل الأوضاع في الضفة الفلسطينية من ثلاثة مظاهر: الأول، دموي إجرامي من اليمين الديني الصهيوني ضد أبناء شعبنا الفلسطيني وحركة استيطان غير مسبوقة وهجوم عنيف على أسرانا البواسل يقوده المجرم بن عفير .

هذا الواقع المقاوم المتنامي يؤشر إلى اندلاع انتفاضة فلسطينية شاملة في لحظة ما عندما تتوفر الظروف الموضوعية والذاتية، ونعتقد أنّ الوضع في الضفة الفلسطينية ذاهب في هذا الاتجاه

المظهر الثاني، مقاومة فلسطينية وشعبية شرسة وشباب فلسطيني فدائي واحتضان شعبي كبير للمقاومة، مقاومة متنامية تزداد صلابة وانتشاراً في المخيّمات والمدن الفلسطينية عبر تشكيلات نراها يومياً في ازدياد (كتائب جنين وطولكرم وبلاطة ونابلس). هذا الواقع يشير إلى اتساع رقعة المقاومة والمواجهة مع الاحتلال وتطورها، وجنين مثالاً ساطعاً على أنّ هذا الواقع المقاوم المتنامي يؤشر إلى اندلاع انتفاضة فلسطينية شاملة في لحظة ما عندما تتوفر الظروف الموضوعية والذاتية، ونعتقد أنّ الوضع في الضفة الفلسطينية ذاهب في هذا الاتجاه ومن أجل تهيئة ظروف المواجهة الشاملة سنعمل على أن يكون اجتماع القاهرة مثمراً ومجدياً نظراً للتحديات الجسام التي تواجه شعبنا وقضيتنا الفلسطينية.

أما المظهر الثالث يتلخص بعجز السلطة الفلسطينية وعدم قدرتها حتى اللحظة على اتخاذ خطوات جدية ضد الاحتلال الصهيوني مثل (الدعوة إلى تحرك شعبي فلسطيني ضد الاستيطان وقطعان المستوطنين، وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، إلغاء اتفاق باريس الاقتصادي والذهاب إلى المؤسسات الدولية وخاصة محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة، انخراط الأجهزة الأمنية في مواجهة الاحتلال…)”.


وسوم :
, , , , , , , , , , , , , ,