اعتداءات المستوطنين: إرهاب ممنهج لمؤازرة الحكومة الفاشية

التصنيفات : |
أغسطس 11, 2023 7:19 ص

*رُفيدة عطايا

أصبح المستوطنون اليوم أكثر إرهاباً واعتداء، فهم لم يكتفوا بالترهيب والترويع إنّما تعدوا ذلك للتطبيق الفعلي والممارسة العملية للقتل والتنكيل على أرض الواقع. فما حدث في رام الله إبان إعدام الشهيد قصي معطان برصاص أحد المستوطنين، ودهس طفل في بيت جالا قبل أيام، هو دليل فعلي على انتقال المستوطنين من مرحلة التهديد الشفهي إلى التنفيذ العملي.

فذاك المستوطن الذي كان يرتجف خوفاً من الفلسطيني، ويهاب من حجر طفل صغير، ويسارع راكضاً للاختباء من ذي الـ٤ سنوات، ولا يمتلك الشجاعة للتجول في مناطق تجمع الفلسطينيين، أصبح اليوم أكثر جبناً عما قبل، فهو لم يصبح قويّ القلب إنّما أضحى يعتدي على الفلسطينيين بمرافقة جنود الاحتلال وحمايتهم له، كضمانة لعدم استطاعة الفلسطيني النيل منه.

ارتفاع كبير في اعتداءات المستوطنين

أشارت الأمم المتحدة، في تقرير لها، إلى الارتفاع الكبير في الهجمات التي ينفّذها المستوطنون في الضفة الغربية المحتلة ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، مع تسجيل نحو 600 حادثة من هذا القبيل منذ بداية 2023.

وقالت وكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إنّها سجّلت 591 حادثة على صلة بالمستوطنين في الأراضي المحتلة، في الأشهر الستة الأولى من عام 2023، أسفرت عن إصابات بين الفلسطينيين أو أضرار في الممتلكات أو كليهما.

كما أكد المتحدث “ينس لايركه” للصحافيين في جنيف أنّه “يحصل في المتوسط 99 حادثة كل شهر، وزيادة بنسبة 39% مقارنة بالمعدل الشهري للعام 2022 بأكمله، وهو 71 حادثة”. (١)

لا فرق بين جندي ومستوطن

أشار رئيس بلدية سبسطية محمد عازم في مقابلة لـ”صمود” إلى أنّه “لا فرق بين الجندي والمستوطن، فالمستوطن هو جندي، والجندي هو مستوطن. حيث أنّ الأفعال والأعمال الإرهابية التي تقوم بها العصابات الاستيطانية هي منظمة ومدعومة من حكومة الاحتلال بالكامل، ويتمّ دفع المال لهم، وتأمين الإمكانات الأمنية بهدف الاعتداء على الفلسطيني وطرده من أرضه”.

“وزراء حكومة الاحتلال هم الداعمون للاعتداءات الإرهابية التي يقوم بها المستوطنون. فالمستوطن اعتدى على الفلسطينيين، وعلى الأملاك، وعلى كل ما هو موجود في الأراضي الفلسطينية كما أنّ حكومة الاحتلال الحالية تتشكّل من عصابات استيطانية”
(محمد عازم)

وأكد عازم أنّ “وزراء حكومة الاحتلال هم الداعمون للاعتداءات الإرهابية التي يقوم بها المستوطنون. فالمستوطن اعتدى على الفلسطينيين، وعلى الأملاك، وعلى كل ما هو موجود في الأراضي الفلسطينية كما أنّ حكومة الاحتلال الحالية تتشكّل من عصابات استيطانية، فنتنياهو ضعيف حكوميا، ولكنّه قوي من خلال وزرائه الذين يدعمون ثباته مقابل ثمن، وهو أرض فلسطين والمواطن الفلسطيني والموارد الطبيعية التي يتمّ السيطرة والاعتداء عليها”.

أساليب الاعتداءات على الفلسطينيين

لفت مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسّان دغلس لـ”صمود” إلى أنّ “هناك أكثر من أسلوب يمارس المستوطنون فيه الاعتداء على الفلسطينيين؛ كتكسير السيارات، وإغلاق الطرقات الرئيسية بين المدن، ورش الغاز على الفلسطينيين داخل السيارات وعلى المزارعين، وإطلاق النار عليهم لإرهابهم وتخويفهم، فهناك تسعة شهداء منذ مطلع هذا العام على يد قطعان المستوطنين. بالإضافة إلى الضرب بالعصي وتكسير الأيدي والجمجمة، وخصوصاً للمزارعين والفلاحين، تقطيع الأشجار وحرقها أيضا، وإحراق المنازل والسيارات. فالاعتداءات لا تُعد ولا تُحصى، كما أنّهم يستهدفون المساجد والمدارس، والآليات الزراعية، حتى الآبار لم تسلم منهم، حيث يقومون بطمرها وتخريبها، كما يتمّ قتل المواشي أو سرقتها، والقائمة تطول”.

“لدينا صور لجيش الاحتلال وهو يعطي قنابل الصوت للمستوطنين لإلقائها على الفلسطينيين، ويقوم بحمايتهم، فلا عقاب لمستوطن، وكل ما يصدر في الإعلام العبري من استنكار لاعتداءات المستوطنين هو غير صحيح”
(غسّان دغلس)

وأشار دغلس إلى أنّ “لدينا صور لجيش الاحتلال وهو يعطي قنابل الصوت للمستوطنين لإلقائها على الفلسطينيين، ويقوم بحمايتهم، فلا عقاب لمستوطن، وكل ما يصدر في الإعلام العبري من استنكار لاعتداءات المستوطنين هو غير صحيح”.  

وكان عضو الكنيست من الصهيونية الدينية، تسفيكا فوغل قد دعا إلى حرق بلدة حوارة وإغلاقها، إذ كتب في تغريدة له على تويتر: “إنّ ما يجب أن يكون هو رؤية حوارة محروقة ومغلقة لأنّه بهذه الطريقة فقط يمكن تحقيق الردع”، وأضاف أنّه “بوقف الاستيطان لا يمكن تحقيق السيادة”، حسب تعبيره. (2)

من المسؤول؟

لقد تصاعدت جرائم المستوطنين بشكل مهول دون وجود رقيب أو حسيب، فما يحدث يومياً من عمليات الإعدام الميداني للفلسطيني، برصاص المستوطنين، التي نراها بين الحين والآخر أصبحت أمراً عادياً في ظل قصور دور السلطة الفلسطينية على حماية الشعب الفلسطيني. فالمستوطن محميّ من الاحتلال وجيشه، حيث يُحاكم صورياً إن ثبُتت عليه جريمة معينة، وبعدها يفلت من العقاب، تماماً كما حدث مع قتلة عائلة أحمد دوابشة وعائشة الرابي وحرق الطفل محمد أبو خضير.

في المقابل، يجتمع العالم كله ضد الفلسطيني إذا قام بالدفاع عن نفسه، ويُحكم بعشرات المؤبدات، ولا يُحرَّك ساكناً تجاهه، كالطفل أحمد مناصرة صاحب المقولة الشهيرة: “مش متذكر”، والذي اعتُقل لمجرد الاشتباه به على أنّه يحمل سكينا، عداك عن دهسه في السيارة، وضربه من قِبل المستوطنين، وتركه ينزف أرضا، ومنع أي أحد من الاقتراب منه! كل ذلك فقط لمجرد الاشتباه به. أما المستوطن الذي يحرق عائلة بكاملها، مع وجود أدلة مثبَتة، يتمّ إطلاق سراحه بكل وقاحة وبرودة أعصاب.

*كاتبة فلسطينية

*المصادر:

(1) وكالة وفا

(2) الجزيرة نت


وسوم :
, , , , , , , , , , , , , , , ,