عتمة العزل الإنفرادي تكاد تُفقد أحمد مناصرة بصره!

التصنيفات : |
سبتمبر 14, 2023 4:50 ص

*رُفيدة عطايا

تضج منصات التواصل الاجتماعي بخبر فقدان أحمد مناصرة جزءاً من بصره، وعوارض إصابته بمرض انفصام الشخصية، حيث بات حديث الساعة. لقد كانت ولا تزال قضية الفتى الأسير أحمد مناصرة منذ الساعات الأولى لاعتقاله، قبل نحو 8 سنوات وحتى اليوم، قضية تشغل الرأي العام وتبنّاها رواد مواقع التواصل الاجتماعي ساعين للإفراج عنه.

اعتقال مناصرة ومحاكمته

بتاريخ 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2015، أقدمت قوات الاحتلال على اعتقال الفتى أحمد مناصرة، وهو بعمر ثلاثة عشر عاما، بتهمة محاولة طعن جنود إسرائيليين في القدس. وقد تعرّض مع ابن عمه -الذي استُشهد على الفور- للدهس والضرب المبرح من قِبل المستوطنين، وإطلاق النار عليهما، إذ تمّ تركه ينزف أرضا، ومنع أي أحد من الاقتراب منه، ليؤخذ بعدها إلى المشفى مكبّل اليدين. كما أنّ إصابته لم تخفف عنه حدة التحقيق الوحشي الذي تعرّض له. بداية، تمّ منعه من التكلم مع محاميه أو اصطحاب أهله، وصولاً إلى التعذيب الجسدي والنفسي خلال التحقيق معه لفترات طويلة، بالصراخ ومنعه من النوم، حيث انتشر آنذاك الفيديو المشهور لمناصرة، وهو داخل مركز التحقيق يصرخ: “مش متذكر”!.

أكد القاضي أثناء جلسة النطق بالحكم أنّ “سن الطفل الصغير لا يمنحه الحصانة من فرض العقوبة”، في مخالفة واضحة للقانون الدولي، والاتفاقيات ذات الصلة

أصدرت المحكمة الصهيونية المركزية بتاريخ 7 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، حكماً بالسجن على أحمد مناصرة لمدة اثني عشر عاما، بزعم طعن أحد المستوطنين، ودفع غرامتين ماليتين تُقدّران بحوالى 180 ألف شيكل، حيث أكد القاضي أثناء جلسة النطق بالحكم أنّ “سن الطفل الصغير لا يمنحه الحصانة من فرض العقوبة”، في مخالفة واضحة للقانون الدولي، والاتفاقيات ذات الصلة.

وأمس، قررت محكمة الاحتلال الإسرائيلي في سجن “الرملة”، تأجيل جلسة محاكمة مناصرة حتى 20 أيلول/ سبتمبر الجاري، رغم تفاقم وضعه الصحي.

الوضع الصحي

يقبع أحمد مناصرة في العزل الانفرادي منذ سنتين، بزعم وجود مواد سرية يرفض الاحتلال التصريح عنها، الأمر الذي أدى إلى تدهور وضعه الصحي، وظهور عوارض مرض نفسي عليه، تتمّ الإشارة إليه بأنّه فصام، نتيجة التعذيب النفسي الذي تعرّض له وهو في الثالثة عشرة من عمره، وما زال يتعرّض له بأشكال مختلفة حتى الآن وقد بلغ الواحد والعشرين من العمر، أي على مدار ثماني سنوات.

بالنسبة لفقد جزء من بصره، فهذا مجرد تكهنات بحسب خالد مناصرة عمّ الأسير أحمد الذي أكد لـ”صمود” أنّ “كل ما يتمّ تناوله من أخبار عن صحة أحمد هو مجرد تكهنات لا أكثر

أما بالنسبة لفقد جزء من بصره، والذي عمّ خبره على منصات التواصل الاجتماعي، ويتداوله الناس بين بعضهم البعض بشكل كبير، فهذا مجرد تكهنات بحسب خالد مناصرة عمّ الأسير أحمد الذي أكد لـ”صمود” أنّ “كل ما يتمّ تناوله من أخبار عن صحة أحمد هو مجرد تكهنات لا أكثر، لأنّه منذ مدة طويلة لم يزره أحد، حتى محاميه ووالديه، فكيف علم الناس عن فقدانه جزء من بصره وهو في عزل، ولا يتمّ التواصل معه بأي شكل من الأشكال؟!”.

كما أشار خالد إلى أنّ “أحمد يرفض الزيارات من قِبل المحامي أو والديه، بحسب الاحتلال، ومن المحتمل أنّه يعود سبب رفضه للحالة النفسية التي يعاني منها”.

ولكن، هنا تُطرح أسئلة مهمة، برسم الجهات المعنية:

هل الاحتلال يرفض الزيارات، ويدّعي أنّ أحمد لا يريد أية زيارة، بسبب حالته النفسية؟!، أم أنّه يستغل حالته النفسية ليمنع عنه حقّ الزيارة، من دون أن يضع نفسه في “بوز المدفع”، فيكون قد تمادى بتعذيب أحمد أكثر، وبتلويع أهله على صحته، وتركهم يعانون؟!،

أم أنّ أحمد فعلاً يعاني من حالة نفسية صعبة، ولا يريد أن يراه أحد؟!.

*كاتبة فلسطينية


وسوم :
, , , , , , , , , , , , , , ,