قيادات فلسطينية: التطبيع بذريعة حماية حقوق الشعب الفلسطيني ذرّ للرماد في العيون

التصنيفات : |
أكتوبر 6, 2023 7:44 ص
القيادي في الجبهة الشعبية د. محمد أبو ناموس (صمود)

*صمود _ خاص:

منذ اللحظة الأولى للكشف عن محادثات تقودها الولايات المتحدة الأمريكية لتطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية و”إسرائيل”، كانت قضية فلسطين حاضرة في الأخبار، تارة بشروط سعودية على كيان الاحتلال تضمن الحدّ الأدنى لإقامة دولة فلسطينية على حدود الـ67، وتارة أخرى تقول إنّ الرياض ماضية في التطبيع مع الكيان وافق الفلسطينون أم رفضوا.

التطبيع السعودي – الإسرائيلي والشروط السعودية فلسطينياً وخطورتها على القضية، كلها في استطلاع للرأي أجراه موقع “صمود” مع عدد من مسؤولي الفصائل الفلسطينية فماذا قالوا؟.

التطبيع جاء بنتائج عكسية

القيادي في حركة الجهاد الإسلامي ومسؤول الساحة السورية، إسماعيل السنداوي، قال: “حركة الجهاد الإسلامي تدين أي عملية تطبيع تقوم بها أي دولة عربية مع العدو الصهيوني، والتسليم بأنّ “إسرائيل” أصبحت جزءاً من المنطقة، وهناك عدو مشترك بين بعض الأنظمة العربية والعدو الإسرائيلي، واعتبار إيران خطراً على جيرانها.

فكرة منظمة التحرير التي تتحدّث عن إنقاذ ما يمكن إنقاذه فشلت ولم تستطع تغيير الواقع، بل أصبحت مكبّلة باتفاقات أمنية مع العدو كما كبّل اتفاق كامب ديفيد مصر، ووادي عربة – الأردن

الأفضل لهذه الدول العربية ألا تجعل فلسطين شمّاعة لها للتطبيع مع العدو الصهيوني، فالإمارات أعلنت في “اتفاقات أبراهام” أنّ التطبيع يهدف لوقف الاستيطان، ولم يتوقف الاستيطان بل استمرّ الاحتلال بتهويد القدس والعمل على التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى. وتجربة منظمة التحرير في الذكرى الثلاثين لتوقيع اتفاق أوسلو خير مثال، حيث كان عدد المستوطنين قبل اتفاق أوسلو 60 ألف مستوطن والآن أصبح عددهم في القدس الشرقية 750 ألف مستوطن.. فكرة منظمة التحرير التي تتحدّث عن إنقاذ ما يمكن إنقاذه فشلت ولم تستطع تغيير الواقع، بل أصبحت مكبّلة باتفاقات أمنية مع العدو كما كبّل اتفاق كامب ديفيد مصر، ووادي عربة – الأردن”.

ليست بحاجة إلى معاهدة دفاع

وأضاف السنداوي: “نحن ننصح السعودية والدول العربية أن تتصالح مع شعوبها وأن توقف العدوان على الشعب اليمني وترفع الحصار عن الشعب السوري، فإن طبّعت السعودية أم لم تطبّع لن يكون هناك تغيير في المعادلة، وأعتقد أنّ هناك ضخّاً إعلامياً كبيراً وتضليلا، فالسعودية ليست بحاجة إلى معاهدة دفاع جديدة مع أمريكا، فهي المشتري الأكبر للسلاح الأمريكي، وواشنطن متعهّدة بالدفاع عن السعودية، فعندما تعرّضت الكويت للغزو العراقي حشدت أمريكا الأساطيل لطرد الجيش العراقي.

الصحافة الإسرائيلية تتحدّث عن امتعاض إسرائيلي – سعودي لاهتمام الإدارة الأمريكية بإعطاء الفلسطينيين تسهيلات والتعهّد بموضوع الدولتين”

وعليه، فإنّ الزيارات المتكرّرة للوزراء الصهاينة للسعودية والترحيب بهذه الوفود دليل على أنّ العلاقات السعودية – الإسرائيلية متطوّرة وليست، كما يروّج، في طور المفاوضات ووضع الشروط وفلسطين منها، فالصحافة الإسرائيلية تتحدّث عن امتعاض إسرائيلي – سعودي لاهتمام الإدارة الأمريكية بإعطاء الفلسطينيين تسهيلات والتعهّد بموضوع الدولتين”.

وختم القيادي الفلسطيني بالقول: “الهدف الأهم والأكبر لمحمد بن سلمان هو خلافة الملك سلمان، وهذا صراع خفي، من يقدّم تنازلاتٍ أكبر للإدارة الأمريكية واللوبي الصهيوني لحسم خلافة الملك سلمان في السعودية. وللأسف، الدول العربية وعلى رأسها دول الخليج تمتلك إمكانات من حيث الموقع والثروات في باطن الأرض ما يجعل العالم بحاجة إليها، ولكنّ هذه الدول لا تعرف قيمة الموارد البشرية والمادية التي تملكها وتستطيع من خلالها فرض شروطها على العالم”.

التطبيع باسم حقوق الشعب الفلسطيني تضليل

بدوره، قال عضو اللجنة المركزية العامة، مسؤول الجبهة الشعبية في سوريا، الدكتور محمد أبو ناموس: “إنّ أفظع مراحل التطبيع وأشدّها خطراً على القضية الفلسطينية هو ما يجري بين الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية والكيان الصهيوني، والادّعاء أنّ جلّ الهدف السعودي من التطبيع هو حماية الحقوق الفلسطينية، ولكن جوهر الأمر أنّ هناك هدفاً لدى وليّ عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان لتكريس زعامته في الداخل السعودي والإقليم وحتى في العالم بأنّه رجل سلام ومدافع عن أهم قضية عرفتها المنطقة وهي القضية الفلسطينية”.

إنّ التطبيع السعودي – الصهيوني جاء لمصلحة الفلسطينيين ونيلهم حقوقهم الثابتة وغير القابلة للتصرّف هو ذرّ للرماد في العيون ويضع المنطقة على صفيح ساخن تزداد حرارته كلما اقترب الإعلان عن الاتفاق النهائي للتطبيع

وأضاف: “إنّ القول بأنّ التطبيع السعودي – الصهيوني جاء لمصلحة الفلسطينيين ونيلهم حقوقهم الثابتة وغير القابلة للتصرّف هو ذرّ للرماد في العيون ويضع المنطقة على صفيح ساخن تزداد حرارته كلما اقترب الإعلان عن الاتفاق النهائي للتطبيع”.

التطبيع تسريع لضمّ الضفة

من جانبه، اعتبر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، حسن عبد الحميد أنّ صفقة التطبيع بين العربية السعودية وكيان الاحتلال الصهيوني “تأتي في سياق السياسة الإقليمية التي تنتهجها إدارة الرئيس الأمريكي جون بايدن والتي تهدف إلى استكمال المشروع الذي بدأه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتطبيع العلاقات العربية – الإسرائيلية في إطار تحالف (أبراهام)، والظاهر حتى الآن أنّ هذه الصفقة قطعت أشواطاً مهمّة وباتت تشكّل خطراً داهماً على قضيتنا الوطنية ومصير شعبنا وحقوقه في الوطن والشتات”، مضيفا: “إنّ هذه الصفقة تأتي أيضاً في سياق انتقال المشروع الصهيوني إلى مرحلة غير مسبوقة أرادها أن تكون حاسمة مع الشعب الفلسطيني، حيث انتقلت حكومة نتنياهو إلى مرحلة الإسراع بتوفير شروط ضمّ الضفة الغربية.

هذه الصفقات والاتفاقات الاقتصادية والأمنية تُقدّم خدمة مجانية ومباركة للاحتلال على جرائمه ضد الشعب الفلسطيني

وهذا يؤكد أنّ هذه الصفقات والاتفاقات الاقتصادية والأمنية تُقدّم خدمة مجانية ومباركة للاحتلال على جرائمه ضد الشعب الفلسطيني ومشاريعه القائمة على الحسم بأنّ فلسطين هي أرض للشعب اليهودي ولا مكان فيها للعرب والفلسطينيين”.

ضربة للقضية

أمّا عضو المكتب السياسي في حركة حماس في الخارج، علي بركة، فقال: “ندين خطوات التطبيع من بعض الدول العربية والإسلامية مع الكيان الغاصب، وذلك بمنزلة ضربة للقضية الفلسطينية وغطاء لجرائم الاحتلال ونُهيب بالجميع التصدّي لتلك المحاولات”.


وسوم :
, , , , , , , , , , , , ,