“طوفان الأقصى” بين أضواء البنادق ومصابيح المخيّمات

التصنيفات : |
أكتوبر 11, 2023 6:29 ص

*حمزة البشتاوي

يسابق بنيامين نتيناهو وجيشه الخطى، متعطشاً لدماء أطفال غزة بحقد كافر ومجنون، ويحاول حرق كل أشكال الحياة في غزة، وجعل بحرها الأزرق ممزوجاً بالدماء.

وأطلق نتنياهو كمجرم حاقد ما أسماها عملية السيوف الحديدية لزرع الدماء والأشلاء في غزة وتدمير الأبراج السكنية والبيوت والمساجد، وتشريد الناس في العراء.

وأمام هذه الريح السامة والهوجاء والأسلحة المحرمة دوليا، يخرج من غزة رجال أشداء اعتادوا على المواجهة بشموخ وكبرياء، قابضين على جمر صمودهم وعشقهم للحياة رغم كل محاولات نتنياهو وجيشه قتلهم وقتل غزة في اليوم الواحد عدة مرات.

ومن لا يذكر ما سُمي بعملية الرصاص المصبوب في العام 2008 والتي تصدت لها المقاومة الفلسطينية بإطلاق معركة الفرقان، وفي تلك المعركة كان وزير الحرب الحالي يوآف غالانت برتبة عقيد في القيادة الجنوبية لجيش الاحتلال، وبعد 23 يوم من العدوان فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه.

ومن السيناريوهات المتوقعة اليوم، أن يذهب نتيناهو وجيشه بحربه المعلنة إلى ما يشبه العدوان الذي أطلق عليه اسم الجرف الصامد في العام 2014 وردت عليه المقاومة بإطلاق معركة العصف المأكول رداً على العدوان الذي أدى لسقوط 2322 شهيد و11 ألف جريح بعدوان جوي وبري استمر 51 يوما.

وماذا يمكن أن يفعل هو وجيشه غير ما يفعله من تدمير ممنهج، بهدف تحويل أحياء كاملة في غزة إلى أكوام من الأسمنت والحديد، وزرع الموت لقتل بشائر النصر في غزة.. التي تأخذنا جميعاً إلى حكاية صمود جديدة وعالية كأسوار القدس وعكا

فهل يمكن أن يكرر نتيناهو وجيشه ذلك في ما أسماها عملية السيوف الحديدية، رداً على معركة طوفان الأقصى التي بدأتها المقاومة الفلسطينية دفاعاً عن الأقصى والأسرى، وماذا يمكن أن يفعل هو وجيشه غير ما يفعله من تدمير ممنهج، بهدف تحويل أحياء كاملة في غزة إلى أكوام من الأسمنت والحديد، وزرع الموت لقتل بشائر النصر في غزة، التي ما زال يشرق منها كل صباح رغم الدمار والحصار، وهج مقدس بالدماء، وطوفان حب مستمر للأقصى أدهش العالم بلغة فلسطينية تنير الدرب لكل ثائر، وتأخذنا جميعاً إلى حكاية صمود جديدة وعالية كأسوار القدس وعكا.

وغزة التي كبرت على وقع المجازر، تسخر من “السيوف الحديدية” والصمت المخاتل شرقاً وغرباً وعلى كل المستويات.

ورغم القصف والدمار والحصار وشح المياه وانقطاع الكهرباء ما زال إخوتنا في غزة يكتبون يوميات البطولة والصمود على ضوء البنادق ورائحة النار عن ليل طويل وفجر قادم مكللاً بالضياء وفرح الناس الطيبين، وأما نحن اللاجئون قسراً خارج فلسطين في المخيّمات فإنّنا نكتب على ضوء مصابيح العودة وسط وجع وحنين مزمن وروح وطنية عالية ومنتشية بطوفان الأقصى مرددين ما قاله الشاعر بدر شاكر السياب:

لك الحمد مهما استطال البلاء

ومهما استبدّ الألم

لك الحمد إنّ الزرايا عطاء

وإنّ المصيبات بعض الكرم

فطوبى لغزة وحصتها الجديدة في درس الصمود والمقاومة وطوبى للشهداء.

*كاتب وإعلامي


وسوم :
, , , , , , , , , , , , ,