يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني: ما بين الحبر والرصاص

التصنيفات : |
نوفمبر 29, 2023 6:57 ص

*حمزة البشتاوي

يسيل حبر كثير في كتابة البيانات بمناسبة يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني الذي يأتي هذا العام، في ظل عدوان صهيوني همجي، هو الأكثر عنفاً ودموية منذ قرن من الزمان.

ويحيي الفلسطينيون هذه المناسبة، رافعين راية الأمل كاسرين العديد من المستحيلات التي يحاول وضعها الاحتلال أمام استمرار مسيرتهم النضالية، التي تحتاج إلى تضامن مطلق وبلا قيد أو شرط، خاصة في هذه الأيام التي يقف فيها الشعب الفلسطيني، متسلحاً بالصبر والصمود والمقاومة، رافضاً الموت والتهجير والإستسلام.

كما يأتي هذا اليوم بعد عملية طوفان الأقصى التي رفعت منسوب الأمل لدى الفلسطينيين بالتحرير والعودة، ونقلت قضيتهم العادلة إلى مقدمة الإهتمامات الدولية والإقليمية والعربية، وأفشلت مشاريع التصفية والتغييب وشطب الحقوق.

وحوّلت هذا اليوم إلى مناسبة لتسليط الضوء على القضية الفلسطينية وعناوينها الرئيسية كالقدس والأسرى والاستيطان والحصار، خاصة في الظروف الراهنة والعدوان الهمجي على قطاع غزة حيث انتشرت بعد عملية طوفان الأقصى، الفعاليات التضامنية مع القضية الفلسطينية بشكل كبير وعادت للحضور على رأس أولويات الرأي العام في كافة أنحاء العالم، حيث يرفع المتضامنون أعلام فلسطين ويتظاهرون رافعين الشعارات التي تدين الاحتلال وجرائمه وتدعو إلى وقف العدوان في العديد من عواصم ومدن العالم ومنها عاصمة “وعد بلفور”.

مع التذكير بأنّ الشعب الفلسطيني الذي رفض قرار التقسيم رقم 181 الصادر عام 1948، وتحوّل لاحقاً إلى يوم عالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، كان يعبّر عن رفضه لمنطق الهزيمة والإستسلام، وها هو مجدداً يؤكد في عملية طوفان الأقصى على تمسكه بحقوقه المشروعة

وبفعاليات ثقافية وأنشطة مختلفة في المخيّمات الفلسطينية بالداخل والشتات، وفي مقر الأمم المتحدة في نيويورك، يتمّ إحياء هذا اليوم للتعريف بالقضية الفلسطينية، والتراث الوطني الفلسطيني، كونه يعبّر عن أصالة الهوية والإنتماء وحقّ الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.

وقد أصبح هذا اليوم ذا معنى ومغزى ودور ثقافي على المستوى الدولي، بسبب حركة المظاهرات التي عمّت العالم لتؤكد على مساندة الشعوب وتضامنهم مع الشعب الفلسطيني، خاصة بعد معركة طوفان الأقصى والعدوان على غزة. كما بات يُنظر إلى هذا اليوم باعتباره يوم الإخلاص لقيم الحرية والنضال، ودعم كفاح الشعب الفلسطيني وصموده في فلسطين ومخيّمات الشتات، ويوماً للتذكير بالمسؤولية القانونية والأخلاقية تجاه تطبيق العدالة للشعب الفلسطيني الذي انتُزعت منه حقوقه وهُجّر قسراً من أرضه في العام 1948، وهو أيضاً يوم للتأكيد على حقّ العودة كحقّ ثابت وغير قابل للتصرف، ولا يجوز التنازل عنه أو التفريط به، وهو حقّ يأبى النسيان، ولا يقتصر على جيل أو أجيال فلسطينية بعينها، بل هو ملك الأجيال الفلسطينية القادمة، مع التذكير بأنّ الشعب الفلسطيني الذي رفض قرار التقسيم رقم 181 الصادر عام 1948، وتحوّل لاحقاً إلى يوم عالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، كان يعبّر عن رفضه لمنطق الهزيمة والإستسلام، وها هو مجدداً يؤكد في عملية طوفان الأقصى على تمسكه بحقوقه المشروعة، ورفضه للاحتلال والإرهاب والحصار، مع مطالبته بأن يكون يوم التضامن مناسبة للتعبير عن الإلتزام الأخلاقي والثقافي، بمبادئ الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، والوقوف مع الشعب الفلسطيني ومقاومته بوجه العدوان، وأن يتجسد التضامن بخطوات فعلية وعملية وليس مجرد إحتفالات وبيانات ينتهي أثرها لحظيا، ولا يبقى في هذا المجال سوى ما يُكتب بالحبر والرصاص.

*كاتب وإعلامي


وسوم :
, , , , , , , , , , ,