اليمن في ذاكرة وصمود الفلسطينيين

*حمزة البشتاوي

ذكريات وحكايات كثيرة في فلسطين عن اليمن وطباع أهل اليمن وشهامتهم، وما يشكّله اليمن من حالة وفاء نبيلة لفلسطين ونضالها من أجل الحرية.

وفي استطلاع جديد نشره المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية حول محبة وتقدير ومزاج الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، تجاه الدول العربية، حاز اليمن على محبة وتقدير 89% من المستطلعين، بينما حازت كل من السعودية والإمارات على 3% فقط.

وهذا يؤشر اليوم على طبيعة العلاقة وأن المعاناة واحدة والمواجهة واحدة  لحرب الإبادة والمخططات الإسرائيلية والأمريكية ضد فلسطين واليمن.

ويعبّر هذا الإستطلاع عن الحب والفرح العارم بنصرة دولة عربية للشعب الفلسطيني في أحلك الظروف وأصعب الأوقات، من خلال الإستعداد على إقتسام الرغيف وأوجاع الحنين والأمل بالنصر الأكيد.

ويتطلع الفلسطينيون بثقة عالية إلى الشعب اليمني وقيادته الحكيمة والشجاعة وقواتهم المسلحة، الذين يحملون موقفاً ثابتاً ومبدئياً تجاه القضية الفلسطينية، ويضعون مقدراتهم في خدمتها

ويتطلع الفلسطينيون بثقة عالية إلى الشعب اليمني وقيادته الحكيمة والشجاعة وقواتهم المسلحة، الذين يحملون موقفاً ثابتاً ومبدئياً تجاه القضية الفلسطينية، ويضعون مقدراتهم في خدمتها، وخاصة السلاح الذي يجب أن يوجَّه باتجاه الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه، وليس إشغاله بعدوان هنا وهناك.

ولكنّ اليمن ومهما زادت جراحاته وأوجاعه لن ينشغل عن قضية فلسطين، وهو حاضر في ساحات النضال، مؤكداً بأنّ تحالف حماية السفن الإسرائيلية، والإستهداف المباشر من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وملحقاتهم، رداً على منع اليمن للسفن الإسرائيلية من عبور البحر الأحمر، لن يغير شيئاً في موقف اليمن تجاه دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته سياسياً وإعلامياً ومادياً وعسكريا، إنطلاقاً من الواجب الديني والوطني والأخلاقي.

ويتمنى اليمنيون وهم يطالبون بوقف حرب الإبادة وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، لو أنّهم كانوا بجوار فلسطين لقام مئات الألاف من اليمنيين بالقتال دفاعاً عن فلسطين، ولكنّ الحواجز الجغرافية وبعض الدول تمنع ذلك، وتكتفي ببيانات الإدانة والإستنكار، وهذا ما لم يقبل به اليمن الذي لم يكتفِ بالمظاهرات والمسيرات والأنشطة والفعاليات الرسمية والشعبية، بل تجاوز ذلك من خلال مشاركة القوات المسلحة اليمنية بقصف المواقع والقواعد العسكرية الإسرائيلية بالصواريخ والمسيّرات.

وبحال اتخذت الدول العربية هذا المسار من الدعم والتأييد فإنّها حتماً ستحظى مثل اليمن بكل المحبة والإحترام والتقدير.

*كاتب وإعلامي