عفواً قطر.. الشقيق الوسيط

التصنيفات : |
أبريل 18, 2024 12:26 م

*محمد القيق – الضفة المحتلة

استمعت جيداً لحديث رئيس وزراء قطر عن الوساطة وأنّهم بصدد مراجعتها بشكل شامل، وعلّل ذلك أنّه لخدمة الأشقاء الفلسطينيين.

نقدّر كثيراً تميز قطر عن غيرها من الدول في المساعِدة، ولكنّها ما زالت بعيدة عن الجوهر وتصحيح الخطأ الأول، وهنا بعض الإيضاحات الواقعية، شاكراً لكم تحمّل المصارحة لأنّ حقوق الشعوب لا تحتمل مجاملة:

-عفواً قطر، فالشقيق في علم المنطق والإنسانية والقانون والبشرية والفطرة لا يمكن أن يكون وسيطاً بين أخيه المذبوح وعدو يقتله إلا إذا كان يمتثل لأوامر، وهذا يجعلني أكرر أنّ العرب لا يجب أن يكونوا وسطاء، وتفريغ الجامعة العربية من مضمونها لصالح “وسيط” و”مجموعة عربية” تمهيداً لإنشاء جامعة دول الشرق الأوسط لتضم “إسرائيل”.

-عفواً قطر، فالخبر ليس أن تنظروا في الوساطة أو تستمر؛ الخبر هو بماذا ساعدتم الأشقاء؟، فالإبادة مستمرة وأنتم لم تشاركوا جنوب إفريقيا في القضية المرفوعة ولا عززتموها بقضية ضد أمريكا المموِِّلة عسكرياً للإبادة، ولم تستطيعوا وقف الإجرام، تجتمعون مع أهالي أسراهم ولم تُسجَّل لكم جلسة واحدة مع اهالي أسرانا، كل تصريحاتكم مطابقة تماماً لما يصرّح به الأمريكي ولم تتجاوز عبارات “هدنة إنسانية، دخول مساعدات، إستعادة رهائن”.

-عفواً قطر، فما تقومون به من مساعدة الأشقاء الفلسطينيين لا يكفّر عن بعض من خطيئتكم حينما انتهكتم الأمن القومي الفلسطيني بافتتاحكم مكتب التبادل التجاري مع “إسرائيل” اعترافاً بها دولة على أرضنا، وكنتم من أوائل من قام بذلك مع نظاميْ مصر والأردن، ولا أعرف ما حاجتكم به على جثث أشقائكم.

-عفواً قطر، فالمساعدة تقدّمونها لكل الشعوب، بل تقدّمونها وحين تنشرون الخبر في إعلامكم تضعون خريطة البلدان باسمها الطبيعي، إلا في قضيتنا تقدّمون لنا مالاً وطحيناً وتضعون خريطة أرضنا مكتوبٌ عليها “إسرائيل”.

-عفواً وشكراً قطر على كل جهد تبذلونه في إطار المتاح من غذاء ودواء، فأنتم أفضل من غيركم من الذين يقدّمون المساعدات ويحبكون الخطط الأمنية لكسر المقاومة الفلسطينية من خلال مخابراتهم وأدواتهم.

-عفواً قطر، بحسب تصريحاتكم، أنتم تستقبلون “حماس” لديكم بموافقة أمريكية وتدخلتم وسيطاً كذلك، فلا يُعقل أن تقول إنّني أساعد، بل الأفضل أن تقول أقوم بالمتاح والمرتب له، لأنّ بلاد العرب جميعها أدخلت شاحنات وطعام لغزة وهذا الميدان تسابق فيه الجميع لأنّه المتاح، بينما وقف النار أو منع قواعد أمريكا في بلدانكم وتزويد الاحتلال بالسلاح فهذا محرّم عليكم، قد يُتاح لكم تصوير بعض المساعدات في قاعدة أمريكية يتمّ شحنها للإنزال البهلواني الجوي، ولكن أيضاً الصورة حصلت بتنسيق مع الأمريكي.

الإخوة العرب.. لا تعطوا أنفسكم حجماً أكبر مما رسمه الواقع، ومن يقول أساعد فيجب أن ينعكس ذلك واقعاً على فلسطين سياسة من خلال ردع ووقف عدوان وإلزام تطبيق قرارات دولية وعزل للاحتلال وكتابة اسم فلسطين على خريطة أرضنا في إعلامكم، وعلى الأقل أن تتوقفوا عن انتهاك أمننا القومي، فتعريف المساعدة لنا أن تعيدوا للخريطة اسمها وتكفّروا عن خطيئة ارتكبتموها باعترافكم باحتلال على أرضنا، أما الطحين والدواء فهذا حتى أمريكا باتت ترسله للفلسطينيين.

جهدكم مشكور، ولكنّني اعتقدت أنّكم بصدد مراجعة شاملة للخطيئة التي ارتكبتم يوم أن شرعنتم احتلالنا.. أتمنى عليكم أن تُخرجوا أنفسكم من مستنقع الدول العربية التي تغرق أكثر في حبك المؤامرة الأمنية علينا في إطار خطة اليوم التالي.

نكرر شكرنا لكل الشعوب ومن وقف في وجه الظلم وساعد فلسطين، ولكنّه ليس خبراً رئيسياً طالما الإبادة مستمرة.

*كاتب فلسطيني


وسوم :
, , , , , , , , , , , , , , , , , , ,